

الجغرافية الطبيعية


الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة


جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا


الجغرافية البشرية


الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان


جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات


الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط


الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي
السياسات السكانية
المؤلف:
د. أحمد علي اسماعيل
المصدر:
أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية
الجزء والصفحة:
ص 253 ـ 256
2025-12-30
32
درجت المجتمعات البشرية منذ أقدم العصور على أساليب وعادات تحقق لها ما تعتقد هذه المجتمعات أنه الحياة الأفضل ، سواء من وجهة النظر الاقتصادية أو الاجتماعية ، بل أن هذه الأساليب تمثل بدورها انعكاسا للواقع الاقتصادي والبناء الاجتماعي والقيم السائدة ، وإذا كان عالمنا المعاصر قد أصبح منظما من الناحية الساسية في صورة دول ، فإن معظم هذه الدول تتبع اليوم سياسيات سكانية ، كما أن بعض الجماعات في داخل المجتمع الواحد أو الدولة قد تكون لها وجهات نظر وسياسات سكانية متعارضة أحيانا.
ففي بعض دويلات المدن في بلاد اليونان كان السكان يعمدون إلى ترك المواليد تحت ظروف صعبة ، حتى لا يبقى منهم على قيد الحياة سوى الأصلب عودا، وكان ذلك يطبق في اسبرطة على نحو خاص ، واتجه اليونانيون إلى تحديد النسل وامتداح الأسرة ذات الأبن الواحد ، وكانوا يعرضون أطفالهم للموت بتركهم عرايا في البرد فوق الجبال ، هذا إلى جانب اتجاههم إلي الهجرة إلى البلاد المجاورة وإنشاء مستعمرات إغريقية ، ولقد كان نظام التربية الإسبرطى يمارس عادات غريبة مثل السماح للرجل بخطف الفتاة التي يريد الزواج منها عنوة ، كما كان يسمح للمرأة أن تجمع بين أكثر من رجل، وفي الوقت نفسه كان النظام يحتم على الآباء إخطار ولاة الأمور بأي مولود جديد يولد لهم ، ولولاة الأمور أن يقرروا وإذا كان هذا الطفل قوى البدن سليم البنية يتحمل أعباء الحياة ، وعندئذ يسمحون له بالحياة ، أما إذا قرروا أنه ضعيف لا ترجى منه فائدة فإنه يعرض للبرد والجوع فوق الجبل حتى يموت وفي شبه الجزيرة العربية كان العرب يئدون بناتهم أحيانا ، إما بدوافع اقتصادية مخافة الفقر كما حدثنا القرآن الكريم - وأما بدوافع أخرى ، ومن شأن هذه الأساليب القديمة أن تؤثر في نمو السكان وفى بعض المجتمعات توجد أساليب تؤثر في نمو السكان ، مثل « العزل » الذي كان يطبق عقب وضع الأم لأحد المواليد ، حيث كان الرجال يتجنبون نساءهم اختياريا طوال مدة رضاعة الطفل ، والتي كانت تصل إلى عامين أحيانا، ومن شأن ذلك أن يقلل من معدلات المواليد وهو يدخل في السياسات السكانية للجماعات البشرية ، وقد أشرنا من قبل إلى أن القبائل الاسترالية قد تعمد إلى أسلوب التخلص من الأطفال سواء بالإجهاض قبل الولادة، أو حتى بعد ولادتهم، إذا كان لدى الأم أطفال ما يزالون في طور الرضاعة والحمل ، كما أن بعض المجتمعات التي لا يتزوج بعض أفرادها - مثل بعض الطوائف الدينية فى المسيحية والبوذية - قد يتأثر نموها السكاني ، فإذا كان أولئك الأفراد يشكلون نسبة كبيرة - مثل الفاتيكان أو التبت - فإن ذلك يعتبر سياسة سكانية لتلك الجماعات وعلى الرغم من أن مصطلح « السياسة السكانية » Population Policy يقترن كثيرا ببرامج تنظيم الأسرة والإقلال من معدلات نمو السكان ، فليس ثمة ما يمنع من وجود سياسات سكانية تهدف لزيادة نمو السكان سواء عن طريق الزيادة الطبيعية أو عن طريق الهجرة ، وقد اتهم «مالثوس» بالرجعية وأدينت كل وسائل خفض معدلات النمو السكاني من قبل دول المعسكر الشرقي سابقا وكانت هذه المجتمعات تكرم « الأم الولود » التي يزيد عدد الأطفال الذين أنجبتهم عن حد معين ، وكان ذلك يعتبر السياسة الرسمية للدول الاشتراكية حتى أوائل الستينات، حين أصبحت هذه الدول، وعلى رأسها الصين تأخذ بوسائل تنظيم الأسرة . كما أن بعض المجتمعات قامت في فترات مختلفة من تاريخها بتشجيع الإنجاب ، مثل فرنسا ، ولكن الحروب الطويلة التي خاضتها أدت إلى أثر عكسي حين أصبحت فرنسا من أوائل الدول التي حدث فيها تنظيم اختياري للأسرة ، ربما كان سببه أن الأمهات شعرن بانهن ينجبن أجيالا ضائعة تأكلها الحروب.
وإذا كانت الولايات المتحدة قد شجعت الهجرة الدولية إليها ، كما شجعت الهجرة الداخلية بين أبنائها لتعمير الغرب وكانت تمنح المهاجرين إلى الغرب تسهيلات كبيرة ، فإن هذا يعتبر سياسة سكانية أيضا ، وقد سلكت أسبانيا نفس السياسة فى مستعمراتها في أمريكا اللاتينية كما سبق ، ولعل السياسات السكانية المتعلقة بالمزايا الى تمنح للمهاجرين رغبة في تعمير الأقاليم كانت أسبق من ذلك كثيرا ، ففي منتصف القرن السادس عشر (1560) أرسل دوق تسكانيا الكبير بمبعوثين إلى بقية المقاطعات الإيطالية ليخبرهم بأن الأسر التي ترغب في الهجرة والاستقرار في « ماريما » Maremma على البحر التيراني ، والتي انخفض سكانها نتيجة للإغارات التي كانت تشنها الجيوش المعادية، هذه الأسر تلقي تشجيعا يصل إلى دفع نفقات الانتقال ويمنحون أرضا يزرعونها بقدر طاقتهم على الزراعة ، كما يمنحون مساكن مؤقتة يقيمون بها حتى ينشئوا لأنفسهم مساكن دائمة ، وتعطى لهم الآلات والأدوات الضرورية بالإضافة إلى كمية من الزاد والمئونة لمدة عام ونصف عام، إلى جانب مزايا أخرى ، وقد استجاب لطلب الدوق حوالى 200 أسرة تضم قرابة ألف نسمة وإذا كانت معدلات الزيادة الطبيعية تتفاوت من دولة لأخرى ، فإن معدلات التنمية الاقتصادية تتباين هي الأخرى ويؤدي ذلك إلى الأنماط أو النماذج السكانية التي تعرفنا عليها في الفصل السابق مباشرة ولعله من المفيد هنا أن تعرف المدى الزمني الذي يتضاعف فيه السكان إذا ظلت معدلات الزيادة الطبيعية ثابتة فى المجتمعات، وربما يفيد فى المقارنة الدولية أن نذكر أن الدول التى تتزايد بمعدل 3% سنويا والتي يتضاعف سكانها كل 23 عاما ، يصبح سكنها بعد قرن كامل إذا ظل معدل الزيادة السنوي ثابتا - ثمانية عشر مثلا لما كانوا عليه في مطلع القرن ، فإذا كان سكان كوبا فى عام 1972 فى حدود تسعة ملايين فإن عددهم يصل إلى أكثر من 160 مليونا فى عام 2062 بينما لا يكون سكان كثير من دول غرب أوروبا قد تضاعفوا مرة واحدة بعد ، فإذا كانت معدلات التنمية الاقتصادية في الدول النامية تسير بمعدلات منخفضة ، بينما ترفع معدلات النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة. فإن هذا يضاعف من حدة المشكلات السكانية في الدول النامية ويتطلب سياسات سكانية مختلفة تماما على أن العوامل الاقتصادية ليست وحدها هي التي تحرك الإنسان وليست هي وحدها التي توجه سلوك الجماعات والأفراد، إذ توجد إلي جانبها عوامل القيم الدينية والحضارية والاجتماعية السائدة في المجتمعات ومن شأن هذه العوامل مجتمعة أن تشترك في تحديد السياسة السكانية للمجتمعات كما أن حدود حرية الفرد في تقرير ما يتعلق بحياته الخاصة تسهم في ذلك أيضا ، وقد تنظم حدود حرية الفرد قوانين وأنظمة بعضها ديني وأخلاقي وبعضها اقتصادي ، فموقف الإسلام من الإجهاض معروف ، حيث أنه يعتبره قتلا ، ولكن تجنب الحمل أساسا يكون أمرا مختلفا ، وكذلك الحال في المسيحية وخاصة في الكاثوليكية ، ومن هنا فإن الإجهاض يعتبر جريمة في المجتمعات المسلمة وفي المجتمعات الكاثوليكية . وقد تقضى بعض التشريعات الضريبية بتخفيف الضرائب عن أرباب الأسر الكبيرة وفرض ضرائب مرتفعة على العزاب أو من ليس لديهم أولاد ، في حين قد لا تفرق تشريعات ضريبية أخرى بين أولئك جميعا وقد تعطي بعض الدول إعانة للآباء تتناسب طرديا مع عدد الأطفال ، وفي ذلك شجيع الإنجاب، فى حين تنادى دول أخري بفرض ضرائب على الروس ، كما أن وفرة خدمات الصحة ورعاية الطفولة والأمومة والحد الفعلي لسن التعليم الإلزامي ، بل وجود مثل ذلك النظام أصلا ، كل هذه متغيرات تتأثر بالسياسة السكانية المتبعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سعيد عبد الفتاح عاشور ، أوروبا العصور الوسطى، الأنجلو المصرية، الجزء الأول، القاهرة ، 1983، ص9.
الاكثر قراءة في جغرافية السكان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)