تصنيف المجاري المائية في الأحواض النهرية
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 74 ـ 79
2025-12-20
58
قبل الحديث عن تصنيف المجاري المائية لابد من التحدث عن الشبكة المائية التي تمثل مجموع من المسيلات المائية التي تجري فيها المياه سواء كان مصدره الأمطار أم المياه الجوفية، والشبكة المائية تشبه الأوردة والشرايين المنتشرة في جسم الإنسان أو تشبه عروق الأشجار وهذا نمط من التصريف السائد في بعض الأحواض المائية يسمى التصريف الشجري.
والشبكة المائية تكونت مع تكون التضاريس لليابسة في العصور الجيولوجية التي مرت على سطح الأرض من زمن ما قبل الكاميري وحتى الزمن الرباعي ، ولعبت الحركات التكتونية دوراً فعالاً في حدوث عمليات الرفع والهبوط في القشرة الأرضية والتي كان لها الدور الأساسي في تشكيل الشبكات المائية الحالية ثم ظهر تأثير عوامل أخرى كتداخل الماء واليابس ، ونتيجة لقيام الإنسان ببناء السدود وقنوات الري أو الملاحة احدث تغيراً في الشكل العام للشبكة المائية والأنهار أثناء مسيرتها بقوة دفعها المائي والكمية المائية الموجودة فيها تقوم بعملية النحت والتعرية للمناطق التي تمر عليها مما تؤدي إلى تغير في الشبكة المائية وتشكل مراوح فيضية تعمل على تغير مجرى النهر الرئيسي وتنشأ فروع ثانوية جديدة في الشبكة المائية وأهمية الشبكة المائية تقاس بمقدار طول أو قصر أوديتها وعدد مسيلاتها المائية من حيث الكثرة أو القلة. انظر الشكل (13).
يمكن تصنيف المجاري المائية باتباع عدة طرق منها :
1 ـ تصنيف هورتون Horton
والتي تتلخص في أن عدد المجاري المائية تتدرج تناقصياً في مجموعها أو مراتبها، فتكون متوالية هندسية، تبدأ بمجرى يأخذ أعلى مرتبة وتزداد تبعاً لنسبة تشعب ثابتة مراتب النهر وينص قانون هورتون على ما يلي :-

ع م = شن - 1
حيث ش = نسبة التشعب
م = المراتب النهرية.
فمثلاً إذا كانت نسبة التشعب ( ش ن) تساوي 3 والمجرى الرئيسي من الرتبة السادسة فإن عدد المجاري المائية ستكون كالتالي ( 1ـ 3 ـ 9 - 27 - 81 - 243 ) أي على شكل متوالية هندسية أي كل رقم يتزايد بمقدار ثلاثة أمثال العدد الذي يسبقه وعلى هذا الأساس يمكن القول أن العلاقة بين المرتبة وعدد مجاريها يتبع متوالية هندسية تتوافق مع النموذج الحسابي الذي يعرف بالمعادلة الأسية السالبة. انظر الشكل رقم (14).

2 - تصنيف ستر هيلر:
أما التصنيف الآخر للمجاري المائية والذي يعد من أكثر التصانيف استخداماً من قبل الباحثين في الدراسات المورفومترية لسهولة تطبيقه وإمكانية الحصول على نتائج أكثر دقة عن عدد انجاري المائية لكل مرتبة من مراتب النهر هو تضيف (ستر هيلر) (Starahlar) ويتلخص هذا التصنيف بتحديد الروافد النهرية الصغيرة التي لا تصب فيها روافد أخرى ثانوية على أنها تمثل المرتبة الأولى ، والتقاء رافدين من المرتبة الأولى يكون مجرى من المرتبة الثانية والتقاء الأخير مع بعضها يكون مجرى من الرتبة الرابعة وهكذا إلى أن تصل إلى رتبة المجرى الرئيسي للنهر وهي تمثل أعلى رتبة في الحوض النهري ولا يتعارض هذا التصنيف مع التقاء مجاري مائية من رتبة متدنية مع مجاري مائية من رتبة عالية مباشرة ، كأن يكون مجرى مائي من الرتبة الأولى يلتقي مع مجرى من الرتبة الثانية والرابعة أو الخامسة ففي هذه الحالة المجرى المائي لا تتغير رتبته.

3- تصنيف شريف للمجاري المائية
وضع العالم شريف هذا التصنيف سنة 1967 وهـو مختلف عن الطريقتين السابقتين وهو أيضاً من التصانيف البسيطة التي يمكن من خلالها معرفة عدد المجاري المائية لكل مرتبة بشكل دقيق جداً. وتتلخص الطريقة بجمع أرقام رتب المجاري في نقطة الالتقاء لكي يتمكن الباحث من الوصول إلى مرتبة النهر الأخيرة والتي تمثل المجرى الرئيسي للنهر عند الصب . ( انظر الشكل رقم 16 )



الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة