الأحواض النهرية
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 69 ـ 73
2025-12-20
57
من المصادر الرئيسية للمياه العذبة على سطح الأرض هي الأنهار لذلك احتلت حيزاً كبيراً في الدراسات الهيدرولوجية لما للأنهار من أهمية كبيرة في حياة الإنسان والنبات والحيوان ووادي النهر (River Valley) هو أرض منخفضة تمتد على طول مجرى النهر وتكونت بمرور الزمن بفعل عمليات النحت والإرساب التي قام بها النهر أثناء مراحل تطوره ومجرى النهر (River Course) تحتل أعمق أجزاء الوادي ويمثل الطريق الذي تسلكه المياه في جريانها من المنبع إلى المصب أما الحوض النهري (River Basin) وتسمى أيضاً منطقة التصريف للنهر (Catchment Area) فهي جميع الأراضي التي ينحدر سطحها باتجاه النهر أو نحو أي رافد من روافده في حالة عدم توفر المياه فيها وعندما تسقط الأمطار في تلك الأراضي تنحدر باتجاه النهر بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق المسيلات المائية الرافدة له ، وتفصل تلك الأراضي عن أراضي الأحواض المجاورة خطوط تسمى خطوط تقسيم المياه وخطوط تقسيم المياه Water Shed)) تمثل منطقة مرتفعة تفصل حوض النهر عن الأحواض النهرية المجاورة له ، ويمكن وضع الحدود الفاصلة بين الأحواض النهرية المتجاورة بواسطة خطوط يتم ترسيمها على خريطة وتمر تلك الخطوط في المنطقة بحيث تفصل رؤوس الروافد العليـا لكـل نـهر مـن الأنهار عن الرؤوس العليا للأنهار المجاورة لها والتي تنبع من نفس المنطقة.
وقد يحصل أن تتطابق أو لا تتطابق الأحواض النهرية السطحية مع الأحواض المائية السفلية الجوفية للحوض نفسه وسببها الطبيعة الجيولوجية والتكتونية للحوض النهري في أعماقه وعادة نلاحظ في الأحواض النهرية ذات المساحات الواسعة عدد كبير من المسيلات المائية تشكل الشبكة المائية لهذا الحوض لذا يمكن تقسيم تلك الأحواض إلى أحواض فرعية أخرى تشكل مورد مائي يمون النهر الرئيسي، فمثلاً نهر دجلة في العراق يشمل عدة أحواض منها حوض الزاب الأعلى والأسفل والعظيم وديالي . وكذلك حوض أعالي وادي رسيان في اليمن يشمل حوض وادي ذي السفال والخيمة والجند والحوبان وشرعب السلام والضباب والمنطقة المركزية وكل هذه الأحواض الفرعية بجميع مسيلاتها المائية تعد رافد مغذية للوادي الرئيسي بالمياه، وكذلك نهر الأردن يقسم إلى عدة أحواض فرعية هي حوض نهر اليرموك وحوض نهر الزرقاء وحوض نهر بانياس والدان والحصباني والفارعة وأحواض فرعية ثانوية موسمية أخرى.
ويمكن تصنيف الأحواض النهرية حسب المساحة إلى ما يلي:
1- أحواض كبيرة المسلحة تزيد مساحتها على 50 ألف كم.
2ـ أحواض متوسطة المساحة تزيد مساحتها على 30 ألف كم.
3- أحواض صغيرة المساحة تتراوح مساحتها بين 5 - 30 ألف كم.
ويمكن تقسيم حوض الوادي الشهري من الناحية المورفولوجية إلى أجزاء رئيسية هي:-
1 - الجزء الأعلى : - يتمثل في منطقة المنبع وهي أكثر أجزاء الحوض ارتفاعاً ويتميز هذا الجزء من حوض النهر بشدة الانحدار وشلة التقطع بسبب انتشار المسيلات المائية ويكون جريان المياه سريع وكمية المياه كبيرة مما تزيد من كمية الحمولة المنقولة والتي تعمل على تنشيط عمليات التحت الراسي فتعمق مجرى النهر راسياً أكثر مما هو جانبياً ويكون على شكل حرف (7) في المناطق الرطبة والجافة وشكل حرف ( U ) في المناطق الجليدية ، وتعد منطقة المنبع نقطة البداية الأولى لمجرى المياه في النهر ويطلق عليها بالجريان الحقيقي وقد يكون للنهر أكثر من منبع ويتكون النهر من التقاء رافدين أو أكثر مثل نهر دجلة حيث تنبع بعض روافده من تركيا وأخرى تنبع من إيران وأخرى من داخل العراق، وهناك أنهار تكون منابعها بحيرات كنهر النيل الذي ينبع من بحيرة فكتوريا والبحيرات الأخرى المجاورة هضبة البحيرات الإفريقية ، وقد تكون منابع بعض الأنهار منطقة مستنقعية مثل نهر الفولكا الذي ينبع مستنقعات فالدايسكي (Valdaysky) وهناك مجموعة كبيرة من الأنهار تكون منابعها مناطق جبلية كنهر السنغال من مرتفعات فوتلجالوا في غينيا ونهر المجردة من جبال الأطلس ونهر الملوية من السفوح الشمالية لجبل عياش في الأطلس الأكبر وأنهار أخرى تنبع من جبال الألب والهملايا والقفقاس وهناك أنهار منابعها مناطق التراكمات الجليدية في العروض القطبية في العالم.
2- الجزء الأوسط: - يتمثل في وسط الحوض وتكون الارتفاعات فيها أقل من المنابع ويتميز السطح بتضرس أقل من الجزء الأعلى، ويسوده تقريباً ظاهرة التحدب في أرض ما بين الأودية بسبب تعرضها لعمليات التجوية والغسل الغطائي بفعل حركة المياه ثم يزداد تساع القنوات النهرية عكس المنابع ، وهنــا يتميز مجرى النهر بتناقص قوة الدفع المائي وقلة الحمولة المنقولة بواسطتها وتبدأ عملية تناقص قوة النحت الراسي وزيادة التحت الجانبي ويحصل توازن بين النحت والارساب.
3- الجزء الأدنى يتمثل في الأجزاء الدنيا من الحوض النهري لكن المناطق التي تتميز بالانخفاض يعني قلة التضرس بسبب قلة الفرق الراسي بين منسوب قمم قيعان المسيلات المائية التي تجري في تلك المنطقة ، وفي هذا الجزء من الحوض النهري يقل انحدار الأرض مما يعطي فرص للنهر لكي يسير بشكل متعرج مما يؤدي إلى ظهور ظاهرة الثنيات والبحيرات الهلالية التي تتكون في حالة وجود عملية ارساب وعملية النحت في هذا الجزء من المجرى وفي هذه المرحلة يصبح النهر أكثر استقراراً وينعدم النحت وتستمر عملية الارساب ويصب النهر إما في البحر أو بحيرة أو مستنقع. انظر الشكل رقم (11) .


الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة