نماذج من تعليقات لسان الدين في ترجمة ابن جابر
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص:302
2025-12-04
12
نماذج في تعليقاته من ترجمة ابن جابر
ولنذكر شيئا منها غير ما تقدم بعد إيراد نص " الإحاطة " فنقول:
قال في الإحاطة في حرف الميم في ترجمة شمس الدين الهواري (1) الضرير شارح ألفية ابن مالك وصاحب البديعية الشهيرة بالأعمى والبصير، ما صورته: محمد بن أحمد بن علي الهواري، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن جابر، من أهل المرية.
حاله - رجل كفيف البصر، مدل على الشعر، عظيم الكفاية والمنة على زمانته، رحل إلى المشرق، وتظاهر برجل من أصحابنا يعرف بأبي جعفر الإلبيري، صارا روحين في جسد، ووقع الشعر منهما بين لحيي أسد، وشمر للعلم وطلبه، فكان وظيفة الكفيف النظم، ووظيفة البصير الكتب، وانقطع الآن خبرهما؛ انتهى.
فكتب المذكور على أول الترجمة ما صورته: نعم الرجل ورفيقه أبو جعفر أحسن الله تعالى إليهما، فلقد أحسنا الصحبة، في الغربة، وانفردا بالنزاهة والفضل وعلو الهمة، إلا أن المصنف قصر فيهما بعض قصور، ومنهما يطلب الإغضاء والصفح، فالرجل مات، وذكر الأموات بالخير مشروع، وهما والله الشرف الباهر بقطرهما علما وعملا، أمتع الله تعالى بهما، قاله ولد المؤلف علي بن الخطيب القاهرة.
وكتب على قول أبيه وانقطع الآن خبرهما ما نصه: هما الآن بإلبيرة من حلب، تحت إنعام ولطف، تحث إليهما الرواحل، وتضرب إليهما آباط النجب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قد ترجم المقري لابن جابر الضرير ورفيقه أبي جعفر الإلبيري (المجلد 2: 664 - 687) وها هو يعود إلى الإسهاب في ذكر الرجلين في هذا الجزء.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة