الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التزمت في أمر الزواج
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 107 ــ 109
2025-10-20
42
ان حاجة كل من الرجل والمرأة إلى الزواج حاجة طبيعية ورغبة ذاتية، ومن الصعب عليهما الصمود امام هجوم الشهوة والغريزة طويلاً.
فربما يؤدي طول الفترة إلى الفساد وانحراف من هو بحاجة إلى الزواج.
وربما يدفع جموح الغرائز إلى وقوع الافراد في مستنقع الموبقات والمعاصي.
وربما يتسبب الحؤول دون زواج الأبناء والبنات إلى وقوعهم في المشاكل واصابتهم بمختلف العقد.
وقد تؤدي الرغبة في الزواج من جهة وما يعترضها من عراقيل من جهة أخرى إلى قيام علاقات غير مشروعة وبالتالي تؤدي إلى تلوث النفوس الطاهرة وجر الشباب الذين يعدون ثروة البلاد إلى الانتحار.
أن البعض من الآباء والأمهات إذا ما بلغ أولادهم من الزواج وفاتحوا الوالدين حول الزواج فإن الوالدين ينظران إلى ابنائهما بعين الاستصغار، ويرون ان افصاحهم عن الرغبة في الزواج يتم عن الوقاحة وانعدام الحياء، ويتحاملان عليهم ويبادران إلى تأنيبهم وتوبيخهم، ويبلغ بهما التعامل مع ابنائهما بحيث يشعر هؤلاء الأبناء بالمهانة، وإذا لم يتمتعوا بأيمان راسخ فإنهم يسلكون طريقاً منحرفاً.
وبعض الآباء والأمهات يطرحون شروطاً تعتبر إعجازية أو مستحيلة بالنسبة للطرف المقابل ويصرون على شروطهم حتى يمضي الوقت المناسب لزواج ابنائهم أو بناتهم وحينها تذبل زهرة حياتهم.
وقد يتوجه الشاب لخطبة شابة ما فيواجه بعنف وخشونة من قبل اسرتها فيتراجع عن فكرة الزواج، وبذلك تصبح البنت جليسة الدار ويفوتها قطار الزواج، وقد تحصل مثل هذه الحالة من قبل أسرة الشاب أيضاً.
وقد يتردد الشباب من الأبناء والبنات عن المبادرة إلى الزواج نتيجة ما يعانون من قيود في اتخاذ القرار وما يسود المنزل من أجواء استبدادية يفرضها آباؤهم وأمهاتهم، وبذلك يتعرضون لمختلف من الصدمات.
وقد يحول الأبناء والبنات أنفسهم دون تحقق الزواج بما يطرحونه من شروط مرهقة على الطرف المقابل.
ان الاسلام العزيز يرى في هذا تشدد منافياً للأنصاف والمروة وبعيداً عن الاخلاق الانسانية ومتناقضاً مع الشرع الحنيف، ويوجه تحذيره لمن يتشدد بهذا الأمر بأن عواقب هذا التصرف ستحيق بهم في الدنيا والآخرة، ويصرح بان الله آلى على نفسه التساهل مع المتسامحين والتشدد مع المتعنتين في الدنيا والآخرة.
فالتعنت بهذا الجانب بمثابة اعلان الحرب على الغرائز والتطلعات والآمال الطبيعية والانسانية لدى كل من الأبناء والبنات، وحقيق على رب العالمين ان يأخذ المتشددين بالشدة ويحرمهم من لطفه ورحمته.
في رواية عن حماد بن عثمان يقول فيها: (دخل رجل على أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال له ابو عبد الله: ما لفلان يشكوك؟ قال: طالبته بحقي، فقال ابو عبد الله (عليه السلام) وترى أنك إذا استقصيت عليه لم تسيء به؟ أرى الذي حكى الله عز وجل في قوله: {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21]).
يخافون أن يجور الله عليهم، والله ما خافوا ذلك ولكنهم خافوا الاستقصاء فسمّاه الله سوء الحساب.
فيا أيها الآباء والأمهات، ويا أيها الأبناء والبنات احذروا التزمت في جميع الأمور لاسيما الزواج، وتجنبوا هذا التصرف المنافي للإنسانية، ومهّدوا السبيل لتحقق الزواج وتساهلوا فيما تفرضونه من شروط، واعملوا على الحد من اتساع رقعة الفساد والمعاصي وذلك عن طريق التسامح في فرض الشروط والتزويج بأسهل السبل وابسطها.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
