حديث أنس في ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص150-152
2025-10-13
351
يروي أبو نعيم الحافظ الاصفهاني وشيخ الاسلام الحمويني عن أنس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يَا أنَسُ! اسْكُبْ لي وُضُوءاً، ثم قَامَ فَصَلى رَكْعَتَينِ".
ثم قَالَ: "يَا أنَسُ أوَّلُ مَن يَدْخُلُ عَليكَ مِن هَذَا الْبَابِ أمير المؤمِنين، وسَيِّدُ المسلمين، وقَائِدُ الْغُرِّ المحَجَّلينَ، وخَاتم الوَصِيِّنَ".
قَالَ أنَسُ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ أجْعَلهُ رَجُلًا مِنَ الأنصَارِ، وكَتَمتُهُ، إذ جَاءَ عليّ، فَقَالَ: مَن هَذَا يَا أنَسُ؟ فَقُلْتُ: عليّ، فَقَامَ مُسْتَبشِراً فَاعتَنَقَهُ، ثم جَعَلَ يمسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ بِوَجْهِهِ، ويمْسَحُ عَرَقَ عليّ بِوَجْهِهِ.
قَالَ عليّ: "يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ رَأيتُكَ صَنَعتَ شَيْئاً مَا صَنَعْتَ بي مِن قَبلُ".
قَالَ: "وَ مَا يمنَعُني وأنْتَ تُؤَدِّي عَني، وتُسْمِعُهُمْ صَوتِي، وتُبيّن لهم مَا اختَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي"[1].
ويروي أبو نعيم الحافظ بسنده عن أبي برزة الأسلمي قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "إنّ اللهَ تعالى عَهِدَ إلى عَهْداً في عليّ"، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ بينهُ لي.
فَقَالَ: اسْمَعْ! فَقُلْتُ: سَمِعْتُ! فقَالَ: إنِّ عَليّاً رَايَةُ الهدى، وإمَامُ أوليائِي، ونُورُ مَنْ أطَاعَني، وهُوَ الْكَلمةُ التي ألْزَمْتها المتَّقين[2]، مَنْ أحَبَّهُ أحَبَّني، ومَنْ أبْغَضَهُ أبغَضَني، فَبَشِّرْهُ بِذلِكَ، فَجَاءَ عَلي فَبَشَّرْتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أنَا عبد الله، وفي قَبْضَتِهِ، فَإن يُعَذِّبْني فَبِذَنبِي، وإنْ يُتِمُّ لي الذي بَشَّرْتَني بِهِ، فاللهُ أوْلى بي.
قال صلى اللهُ عليه وآله وسلم: اللَّهُمَّ أجْلِ قَلبَهُ، واجْعَلْ[3] رَبِيعَهُ الإيمانَ.
فقالَ اللهُ [تَبَارَكَ وتَعالى]: قَدْ فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ، ثم إنَّهُ رُفِعَ إلى أنَّهُ سَيَخُصُّهُ بِالبَلَاءِ بِشَيءٍ لم يَخُصَّ بِهِ أحَداً مِنْ أصْحَابي.
فَقُلْتُ: يَا رَبِّ! أخِي وصَاحِبِي.
فَقالَ تعالى: إنَّ هذا شَيءٌ قَدْ سَبَقَ، إنَّهُ مُبْتَلى ومُبْتَلى بِهِ"[4].
[1] (حلية الأولياء)، ج 1، ص 63؛ و(فرائد السمطين) ج 1، ص 145 و(مطالب السؤل)، ص 21 عن الحافظ أبي نعيم في حليته؛ وأورده كذلك في (غاية المرام)، ص 16، الّا انّه ينقله في ص 18 عن ابن شاذان عن طريق العامّة بإسناده عن أنس باختلاف في التعبير، ويقول في ذيله: أنت منّي تؤدّي عنّي وتؤدّي ديني وتبلّغ رسالاتي. فقال علي عليه السلام: "يا رسول الله! أما أنت تبلغ الرسالة؟ قال: بلي ولكن تعلّم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون وتخبرهم بذلك". وسنبحث هذا الحديث بالتفصيل في المجلّد الثاني من (معرفة الأمام).
[2] إشارة للآية الكريمة 26 في سورة الفتح:{وَ ألْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَي وكَانُوا أحَقّ بِهَا وأهْلَهَا}.
[3] وورد في (مطالب السؤل) بلفظ (و جعله ربيع الإيمان).
[4] (حلية الأولياء)، ج 1، ص 66 و67؛ ونقلها في (مطالب السؤل) ص 21 عن حلية الأولياء.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة