اثبات عصمة المقرّبين من الله من القرآن الكريم
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص76-78
2025-10-05
260
استفادة عصمة المقرّبين من الله من مجموع ثلاث آيات قرآنية: انّ هداية الله التي وصلت اليهم، نوع من الهداية التي يهدي بها الله مَن يشاء من عباده الخاصّين؛ ثم يقول بعد الآية التي ذكرناها سابقاً: {أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ}[1].
ونستفيد من هاتين الآيتين انّ هداية الله قد وصلت إلى الأنبياء. ثم أنّه من جانب آخر يقول: {وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ، ومَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ}[2]. ويقول أيضاً: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}[3].
ونستفيد من هاتين الآيتين أيضاً انّ الذين يهديهم الله هم الذين اهتدوا إلى الطريق، فلن تؤثّر أي وسوسة شيطانية من تسويلات الجنّ والإنس، ولو اجتمع الناس على أن يُضلّوهم فانهم لن يستطيعوا التصرّف في إرادتهم وعلومهم واختيارهم ولا على زعزعتهم أو زلزلتهم.
ومن جانب آخر يقول تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ ولَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}.
وفي هذه الآية يعتبر الله سبحانه أنّ اتّباع الشيطان هو الضلالة بعينها؛ وبمقتضى الآيات التي مرّ ذكرها فانّ الله هو الذي يهدي الأنبياء، وانّ مَن يهدي الله فما له من مُضِلّ.
والضلالة حسب مفاد هذه الآية هي اتّباع الشيطان والمعصية والذنب والإثم والالتفات إلى غير الحق، وهي التأثّر بإلقاءات النفس الأمّارة.
ولأنّ الأنبياء ليس لهم مُضِلّ- كما مرّ- فليس إذن من إلقاءات شيطانية ولا تسويلات نفسيّة ولا إثم لهم، وهذا هو معنى العصمة.
وبجمع هذه المجاميع الثلاث من الآيات القرآنية، فقد اثبتت العصمة للمهتدين وبُرهن عليه بشكل جلي والحمد للّه.
[1] صدر الآية 90، من السورة 6: الأنعام.
[2] ذيل الآية 36 وصدر الآية 37، من السورة 39: الزّمَر.
[3] مقطع من الآية 17، من السورة 18: الكهف.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة