الترويج المؤثر باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 416- 420
2025-10-04
330
الترويج المؤثر باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي:
لقد خلقت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة حقيقية في عالم الأعمال وبرامج التسويق، وأظهرت قدرتها الفعالة على توجيه الرأي العام والمتابعين تجاه العديد من القضايا الاجتماعية والرياضية والسياسية وغيرها كما ساهمت هذه المواقع في خلق طرق مبتكرة وحديثة قادرة على مساعدة الشركات وأصحاب المشاريع في الإعلان والترويج لمنتجاتهم والوصول لعملائهم المستهدفين بطريقة سريعة وبتكاليف لا تقارن بتكاليف الإعلان والتسويق التقليدي.
ولعل من أبرز ما أنتجته هذه المواقع هو خلق جيل جديد من المؤثرين قادرين على توصيل الرسائل الإعلانية وتحريك دفة الجمهور المستهدف بشكل كبير وأكثر مصداقية تجاه أهداف محددة. كون الكثير من هؤلاء المؤثرين يحضون بثقة كبيرة من متابعيهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويعتمد الترويج التأثيري في أساسه على تركيز الجهود الترويجية على أفراد مؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي قادرين على نقل الرسالة الإعلانية بشكل مكثف للجمهور المستهدف. وتشير بعض الدراسات على أن أكثر من 60% من الشركات التي رصدت ميزانيات للتسويق الرقمي خصصتها للترويج عن طريق المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولعل من أشهر الأدوات التي تساعد في قياس أداء المؤثرين على قنوات التواصل الاجتماعي هي:
(Klout) www.klout.co)
(Kred) www.kred.com
(PeerIndex) www.peerindex.com
وتقوم هذه الأدوات بتحليل وقياس درجة تأثير مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي ومدى جودة المحتوى الذي يقدمونه وتأثيره على متابعيهم عن طريق قياس عدد الـ retweets أو الـ like أو الـ share التي يتلقونها بشكل يومي. حيث تقوم هذه الأدوات بعمل تقييم أسبوعي أو شهري لحساب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبناء على ذلك يتم تصنيف درجة وقوة تأثيرهم ويتم منحهم نسبة مئوية تعبر عن مدى كفاءتهم في التأثير على الآخرين والتواصل معهم.
وفيما يلي أمثلة لشركات استخدمت هذا النوع من الترويج بطرق مبتكرة للوصول إلى غاياتها الترويجية فقد قامت شركة الخطوط الأمريكية بالعمل على خطة ترويجية من خلال المؤثرين لتعزيز علامتها التجارية وزيادة عدد المشتركين في خدمة نادي العملاء المميزين (Admiral Club) في محطاتها التي تخدمها. وقد طلبت شركة الخطوط الأمريكية من مسافريها في أحد المحطات بتزويدها بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم قامت بربطها بأداة (Klout) لمعرفة مدى تأثيرهم.
ثم قامت بعد ذلك بدعوة كافة المسافرين التي تزيد درجة تأثيرهم عن (55%) لدخول نادي العملاء المميزين والتمتع بكافة الخدمات المقدمة لزوار هذا النادي في المطار ومشاركة تجربتهم المميزة على هاشتاغ (admiral Club) وقد كانت النتائج مذهلة.
ففي خلال يوم واحد فقط ارتفع عدد المشاهدات للعلامة التجارية للخطوط الأمريكية إلى أكثر من 166 مليون مشاهدة وارتفع مستوى التفاعل الإيجابي مع العلامة التجارية إلى أكثر من 26 ألف تفاعل إيجابي على أهم مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حالة أخرى، تمكنت شركة سماءات، وهي إحدى شركات التسويق الرقمي الناشئة في السعودية، من تحقيق أهدافها التسويقية ورفع وتعزيز علامتها التجارية بشكل كبير من خلال استخدامها للمؤثرين في قنوات التواصل الاجتماعي.
فقد قامت الشركة بتنظيم حفل إطلاق لها للتعريف بخدماتها ودعوة عدد من المؤثرين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر لحضور هذا الحدث دون الحاجة إلى حث هؤلاء المؤثرين (والذين تصل درجة تأثير بعضهم إلى 79% بمقياس موقع klout) بالتحدث عن علامتها التجارية وخدماتها التسويقية
ثم قامت الشركة بوضع هاشتاغ خاص بالمناسبة #حفل_سماءات لمناقشة هذا الحدث وحشد كافة الآراء والأفكار عن هذه الشركة الناشئة تحت هذا الهاشتاغ وقد كانت النتائج مذهلة جداً.
فمن خلال الحشد الجماهيري في هذا الحدث وصل عدد المشاهدات للعلامة التجارية لهذا الحفل إلى أكثر من 199 مليون مشاهدة، وأكثر من 24 مليون وصول "Total Reach" خلال أقل من 10 ساعات.
كما بلغ عدد المرات التي تم فيها ذكر هذا الحدث على موقع تويتر إلى أكثر من 11 ألف مرة، من خلال مستخدمي تويتر الذين تفاعلوا وتحدثوا عن هذا الحدث. كل هذه الأرقام تثبت التأثير الهائل للترويج عن طريق المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى الغايات الإعلانية بشكل مبتكر وسريع دون الحاجة إلى إسراف الأموال على حملات الإعلان التقليدي أو على قنوات الإعلام التقليدي.
ومن أجل النجاح في استخدام الترويج التأثيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجب العمل على بناء خطة فعالة تساهم في تحقيق الأهداف التسويقية للشركة وتحقيق عوائد كبيرة ورفع وتعزيز علامتها التجارية بشكل كبير. وفيما يلي أهم الخطوات الواجب اتباعها لبناء استراتيجية الترويج عن طريق المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
1 - تحديد الأهداف الترويجية التي تود الشركة من المؤثرين أن يقوموا بإيصالها للجمهور المستهدف. قد تكون من هذه الأهداف زيادة نسبة المبيعات لأحد المنتجات أو تحسين مستوى العلامة التجارية... فالهدف يجب أن يكون واضح جداً ومحدد بفترة زمنية.
2 - تحديد المؤثرين في المجالات ذات الصلة بأهداف الشركة الترويجية، وما هي المواقع الاجتماعية التي يستخدمونها وهل جمهورهم يتناسب مع أهداف الشركة ومدى تأثر جمهورهم بما يطرحون وذلك من خلال استخدام أدوات قياس التأثير السابقة، ومن ثم بناء وتعزيز علاقة مميزة معهم.
3 - تحديد استراتيجية التفاعل المناسبة لتحفيز المؤثرين على توجيه جمهورهم إلى أهداف الشركة وذلك من خلال إكسابهم تجربة مميزة قادرة على تحفيزهم للتعبير والتحدث عنها. كما فعلت شركة شفروليت Chevrolet عندما قامت بدعوة عدد من المؤثرين والمهتمين بالسيارات لتجربة القيادة لأحدى سياراتها الجديدة.
4 - تجنب الترويج المباشر أو حث المؤثرين للترويج لمنتجات الشركة بشكل مباشر حتى لا يخسروا مصداقيتهم أمام الجمهور مما سيؤثر على حملة الشركة التسويقية.
5 - وضع معايير رئيسية لقياس نتائج حملة الترويج ومقارنتها مع أهداف الشركة التسويقية.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة