التضليل الإعلاني
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 152-155
2025-09-06
394
التضليل الإعلاني:
يعتبر موضوع الخداع الإعلاني من الموضوعات المهمة التي حظيت باهتمام عدد من الباحثين وعكست هذه الدراسات اهتمام كثير من الدول والجهات المختصة التي تضع قواعد أخلاقية لممارسة مهنة الإعلان وذلك لحماية المستهلكين من الكذب والتضليل. حيث تُعد ظاهرة التضليل الإعلاني من الظواهر السلبية المتعلقة بالإعلان وهي تعني أن تستهدف الإعلانات خداع المستهلك بإعطائه معلومات مبالغ فيها عن السلعة أو الإكثار من استخدام المرأة كسلعة في أوضاع حركية لافتة تصرف انتباه المشاهد عـن المنتج وخصائصه، أو التضليل في سعر المنتج، وهنا ظهر مفهوم حماية المستهلك من خلال الجهود التي تبذلها المنظمات المعنية بهدف تعريف المستهلك بحقوقه عن طريق إصدار تشريعات تحمى حقوق المستهلك منها: حق المستهلك في الاختيار بين سلعة وبدائلها حق المستهلك في الحصول على معلومات صحيحة عن السلعة حق سلامة المنتج، وحق المستهلك في أن يُستمع إلى شكواه.
وفي هذا ترى الغرفة الدولية للتجارة أن الإعلان والتسويق عبر الانترنت والخدمات الالكترونية يجب أن يعكس أعلى المعايير الأخلاقية، وهذا ما ولد مفهوم الحماية الالكترونية للمستهلك والذي يعني الحفاظ على حقوق المستهلك وحمايته من الغش أو الاحتيال أو شراء بضائع مغشوشة باستخدام أدوات الويب التي تستطيع الوصول إلى كل مكان وتمارس تأثيراً يتجاوز أحياناً الأدوات التقليدية في الواقع، فقد ظهرت مواقع عديدة خاصة في الدول الغربية ترفع صوت المستهلك في مواجهة الغش التجاري بجميع أشكاله، وهذا ما انعكس أيضا على الواقع العربي حيث هناك بعض المواقع العربية على الانترنت لحماية المستهلك العربي وتعريفه بحقوقه الاستهلاكية والتي أبرزها سلامة المنتج والحق في الاختيار وأن يستمع إليه البائع وأن يُعلمه بأي عيوب في السلعة إضافة إلى الحق في التوعية والتعويض عن الأضرار التي يتعرض لها المستهلك.
إن أحد الاتهامات الأساسية إلى الإعلان هو أن هناك العديد من الإعلانات مضللة أو غير موثوق بها تستهدف خداع المستهلك، وعلى الرغم من إن المعلنين ينبغي أن يتوفر لديهم أساس معقول لتقديم ادعاءات حول أضرار المنتج وهو ما يتطلب منهم تقديم دليل أو برهان يدعم تلك الادعاءات ألا أن التضليل قد يحدث نتيجة لكيفية إدراك المستهلك للإعلان وتأثير ذلك على معتقداته، وقد وضع (كوتلر) مجموعة من معايير التضليل التي تكشف لنا متى يكون الإعلان مضللاً، منها:
1 - الإعلان الذي يحتوي معلومات كاذبة.
2 - الإعلان الذي يتصف بالصدق الكذب، حيث يعتبر الإعلان خادعاً إذا ما احتوى على معنيين أحدهما غير صادق.
3 - الإعلان الذي يحتوي على معلومات غير كافية فهو مضلل، ليس بسبب ما يفصح عنه، بل بسبب ما لا يفصح عنه.
4 - الإعلان الذي يحتوي على معلومات صادقة ولكن الدليل المستخدم في اثبات صحتها مزيف.
5 - الإعلان الصادق من الناحية الفنية ولكنه يؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة.
6 - الإعلان الذي يقدم البرهان الموضوعي على عدم صحته ولكنه يعطي وعوداً صعب تحقيقها.
هذا وقد وضع مؤيدو حماية المستهلك من منتقدي الإعلانات المضللة العديد من الممارسات التي يلجأ إليها منتجي الإعلانات والتـي عـدوها تجاوزاً على حقوق المستهلك منها:
1 - الوعود الذاتية: وهو إعطاء أي وعد إعلاني لا يمكن الوفاء به. مثل: الادعاء بأن مستحضراً طبياً معيناً يعيد الشباب، أو مستحضراً يشفي من جميع المراض...
2 - التشبيهات الخادعة: استخدام تشبيهات لا معنى لها وإيراد إدعاءات لا يمكن التحقق من صحتها.
3 ـ الادعاء بالتفرد: وهو التأكيد على أن المنتج متفرد ولا نظير له.
4 - استخدام الخداع البصري: من خلال عرض صور غير واضحة للمنتج أو استخدام برنامج الفوتوشوب لتغيير لون أو شكل المنتج لتقديمه بأسلوب يجعله يبدو أجمل مما هو عليه في الواقع.
5 - محاولات الإغراء والتحويل وذلك بالإعلان عن سلعة بسعر منخفض من أجل تحفيز ودفع الناس للشراء، ثم تحويلهم إلى نموذج سعري مرتفع بحجة نفاذ المنتج
المعلن عنه.
6 - الاستشهاد التلميح بأن المنتج يحظى بقبول شخصيات مشهورة، بينما في الواقع هم لا يستخدمون السلعة وليس لديهم ولاء نحوها.
7 - المقارنات الزائفة: مثل تفضيل تفوق منتج على منتج أخر.
8 - صيغ أفضل التفضيل: كالإعلانات التي تستخدم كلمات مطلقة مثل: الأول الأفضل، الوحيد الذي يمنح شعوراً لا مثيل له... ...
9 ـ ادعاءات البيع بسعر أقل، بينما في الواقع يكون السعر معادل لبقية المنتجات المشابهة.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة