تـحديـات ومـعـوقـات تـنميـة المـوارد البـشريـة
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص316 - 318
2025-09-05
327
10-6 تحديات ومعوقات تنمية الموارد البشرية:
على الرغم من أن المجتمعات العربية غنية بمواردها البشرية، إلا أن هذه الثروة البشرية، تواجه تحديات مستقبلية في سوق العمل لأسباب داخلية وخارجية فرضتها العولمة بمختلف جوانبها واتجاهاتها. هذه التحديات تراكمت منذ سنوات عدة نتيجة قصور خطط التنمية أو ضعف الإدارة العامة وتفشي الأمية بأنواعها (التعليمية، والمعلوماتية)، والبطالة بأنواعها وتراجع مستويات التعليم بمختلف مراحله، وضعف نوعية التدريب والتأهيل المهني والفني وتدني دور البحث العلمي. كل هذا أدى إلى انخفاض كبير في إنتاجية المجتمع ككل، وضعف معدلات النمو، وهناك الكثير من تحديات ومعوقات تنمية الموارد البشرية، نذكر منها على سبيل المثال:
1. الأمية التعليمية (القراءة والكتابة)، حيث تعتبر الأمية من أهم معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأنها تؤثر سلباً على الإنتاج والاستهلاك، فإنتاجية الفرد الأمي بصفة عامة أقل من إنتاجية الفرد الذي يقرأ ويكتب، كما أن مقدرة الأمي على اكتساب الخبرات واستيعاب الإرشادات الفنية منخفضة، بالإضافة إلى عدم قابليته لتغيير طرق ووسائل الإنتاج التقليدية التي تعود عليها واستبدال الوسائل والطرق الحديثة بها.
2. قصور نظام التعليم وسوء نوعيته، حيث ترتكز معظم النواحي الاقتصادية للتعليم على مدى التحصيل الدراسي، أو "كم التعليم"، وهذا يبدو منطقياً من منظور كل من التحليل والسياسة؛ إذ من السهل قياس كم الدراسة وتتبعها، ولكن هذا يشوه السياسات، وقد يؤدي إلى احتمال اتخاذ قرارات رديئة لا تصب في تحقيق الأهداف المنوطة بالتعليم. إن تحديات السياسة التي تواجه المجتمعات في القرن الحادي والعشرين – بما في ذلك المجتمعات النامية - هي تلك التي تتعلق بالنوعية" أكثر مما تتعلق بالكم" وهذا بسبب تردي نوعية التعليم المتاح، ما يفقد التعليم هدفه التنموي والإنساني من أجل تحسين نوعية الحياة وتنمية القدرات الإبداعية. كذلك فإن عدم تحديد أولويات التعليم بما يتناسب مع سوق العمل يعتبر من أهم التحديات، حيث إن فاعلية التعليم لا تزال قليلة في سوق العمل حيث ما زال التعليم في بعض المجتمعات خصوصاً النامية منها يركز منها على التخصصات النظرية والأدبية والتطبيقية البسيطة، التي قد لا يكون لها علاقة قوية بسوق العمل.
3. ضعف المهارات الفنية للكوادر البشرية نتيجة ضعف أنظمة التعليم والتدريب والتأهيل المهني والفني، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى ضعف إنتاجية المجتمعات العربية، ومن ثم الموارد البشرية فيها، فمتوسط الناتج الوطني للدول العربية مجتمعة يقل عن متوسط الناتج الوطني لبلد أوربي واحد، وهو ليس أكثر ثراء كإسبانيا أو إيطاليا (1)، مع العلم أن عدد سكان الدول العربية يفوق بأضعاف سكان هاتين الدولتين. وقد يرجع ضعف أنظمة التعليم والتدريب والتأهيل المهني والفني إلى عدم وجود التمويل الكافي والوقت الكافي للتدريب والتأهيل وكذلك إلى غياب خطة تدريبية إستراتيجية ذات أهداف تنموية، بالإضافة إلى عدم شمولية التدريب والتأهيل المهني والفني للمستويات كافة.
4. انتشار الأمية المعلوماتية، وتسمى أحياناً بالأمية الرقمية، أو الحاسوبية وهي نتيجة لعدم إدخال الحاسب الآلي بشكل فعلي في التعليم والإنتاج وعدم الاعتماد على تقنية شبكات المعلومات والاتصالات.
5.ارتفاع نسب البطالة الصريحة والبطالة المقنعة، نتيجة لقصور خطط التنمية في العديد من المجتمعات النامية بصفة عامة، والعربية على وجه الخصوص.
6. نقص الكفاءات العلمية والمهنية، وهجرة العقول العلمية والمهنية في أنواع التخصصات شتى.
7. العولمة وانفتاح الأسواق، ففي ظل الأسواق المفتوحة يتحول رأس المال البشري إلى رأس مال عابر للحدود، يتدفق من دولة لأخرى دون أي حواجز. الأمر الذي يقلل من الأهمية النسبية للعمالة المواطنة خصوصاً بعد مزاحمة ومنافسة العمالة الأجنبية المدربة والمؤهلة علمياً ومهنياً والرخيصة والمدربة بشكل أفضل. وعلى النقيض من هذا تزايد هجرة العقول الوطنية المتعلمة والخبيرة في التخصصات العلمية والعملية شتى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شعبان، محمد حسن، التحديات المعصرة أمام الموارد البشرية العربية وسبل التغلب عليها، معهد الإدارة العامة، عدد 4، الرياض، نوفمبر 2006م.
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة