الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الوقاية من الأمراض
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص94ــ105
2025-09-01
36
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللهَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَدْفَعُ بِالصَّدَقَةِ الدَّاءَ(1)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: لا يَبِيتَنَّ أَحَدُكُمْ وَيَدُهُ غَمِرَةٌ، فَإِنْ فَعَلَ فَأَصَابَهُ لَـمُ الشَّيْطَانِ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ(2)، وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: الْحِمْيَةُ رَأْسُ كُلَّ دَوَاء(3).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): قلةُ الْأَكْلِ يَمْنَعُ كَثِيراً مِنَ أَعْلَالِ الْجِسْمِ(4)؛ وقال أيضاً: تَوَقَّوا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ وَتَلَقَّوْهُ فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الْأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الْأَشْجَارِ؛ أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وَآخِرُهُ يُورِقُ(5).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَأَخُذُ الشَّارِبِ مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ(6)؛ وكذلك عنه (سلام الله عليه): أَلْبَانُ الْبَقَرِ دَوَاءٌ وَسُمُونُهَا شِفَاءٌ وَحُومُهَا دَاءً(7). وقال أيضاً: تَرْكُ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ وَيَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا أَسَنَّ أَلَّا يَبِيتَ إِلَّا وَجَوْفُهُ مُتَلِى مِنَ الطَّعَامِ(8). وقال (سلام الله عليه) في رواية أخرى: وَإِيَّاكَ وَشُرْبَ الماءِ الْبَارِدِ... في الحمامِ، فَإِنَّهُ يُفْسِدُ المَعِدَةَ..(9).؛ وأيضاً كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) يَقُولُ: ألا لا يَسْتَلْقِيَنَّ أَحَدُكُم فِي الْحَمامِ، فَإِنَّهُ يُذِيبُ شَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ(10)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً:... وَصُبَّ الْمَاءَ الْبَارِدَ عَلَى قَدَمَيْكَ إِذَا خَرَجْتَ [مـن الحمام]، فَإِنَّهُ يَسُلُّ الدَّاءَ مِنْ جَسَدِكَ، فَإِذَا لَبِسْتَ ثِيَابَكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِي التَّقْوَى وَجَنِّبْنِي الرَّدَى فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَمِنْتَ مِنْ كُلِّ دَاء(11)؛ كما جاء في الروايات: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَرَجَ الصَّادِقُ (سلام الله عليه) مِنَ الْحَمامِ فَلَبِسَ وَتَعَمَّمَ. قَالَ: فَمَا تَرَكْتُ الْعِمَامَةَ عِنْدَ خُرُوجِي مِنَ الحَمامِ فِي الشَّتَاءِ وَالصَّيْف(12). تأكيداً على عدم ترك الرأس حاسراً عند الخروج من الحمام.
وقال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): الحَمامُ يَوْمٌ وَيَوْمٌ لا، يُكْثِرُ اللَّحْمَ وَإِدْمَانُهُ فِي كُلَّ يَوْمٍ يُذِيبُ شَحْمَ الْكُلْيَتَيْن(13).
وقال الإمام الرضا (سلام الله عليه): وَمَنْ أَرَادَ أَنْ لا يَشْتَكِيَ مَثَانَتَهُ فَلَا يَحْبِسِ الْبَوْلَ وَلَوْ عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ(14).
ملاحظة: المضامين الواردة في بعض هذه الروايات وروايات أخرى مشابهة وإن جاءت بصورة أحكام كلية ومطلقة، ولكن إذا أخذنا في الاعتبار روايات أخرى بالإضافة إلى الآيات القرآنية قد تكون مشروطة بما يتناسب وصحة وسقم الأفراد على اختلافهم أو فئاتهم العمرية أو مناطقهم الجغرافية والبيئية واختلاف مناخاتهم الجوية؛ بمعنى، أنّ ذلك الحكم العام المطلق ينطبق على مجال أو حالة معينة تتميز بوضعية خاصة وبالتالي قد لا تناسب الآخرين الذين يعيشون أجواء أخرى؛ بعبارة أخرى، إنّ الحكم المطلق المذكور في هذا النمط من الروايات مع الشرط أو الشروط المذكورة في الأحاديث الأخرى رهنٌ بحالة بعينها بحيث لا تخضع بقية الحالات لذلك الحكم على سبيل المثال، حين تذكر الرواية بأنّه يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا أَسَنَّ أَلَّا يَبِيتَ إِلَّا وَجَوْفُهُ مُمْتَلِيٌّ مِنَ الطَّعَامِ فالمقصود المسن الذي يشبع عادةً بقليل من الطعام وليس لـه وضع خاص، لا المقصود ملء الجوف بالطعام في كل الظروف؛ أو إذا ورد في الرواية مثلاً ((إنّ الاستلقاء على الظهر بعد الشبع يزيل الداء من الجسد))، فبلا شك، ليس المقصود بذلك أن يخلد الإنسان إلى النوم؛ لأنّ روايات أخرى نهت عن ذلك، كما ليس المقصود جميع أمراض الجسم وفي أي ظرف أو إذا جاء في رواية أنّ ((لحوم البقر داء)) فليس المقصود الأمراض العامة التي تصيب الجميع وفي كل ظرف، لأنـه وفقاً لروايات أخرى وأدلة حليّة لحوم البقر، فإنّها تسبب الأمراض للذين تتوفر فيهم الظروف المناسبة لذلك لجهة ظروف الجسم والعمر أو شروط البيئة. أو إذا ورد في رواية الحضّ على ((تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ... مِنْ جُمعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ)) فهذا الكلام ليس موجهاً إلى الجميع وفي جميع الظروف، حتى وإن التزموا بشروط الصحة والسلامة، وإنّما المعني به وضع خاص يهيئ الظروف المناسبة لإصابتهم بالجذام، ما يحتم عليهم الوقاية من ذلك.
عوامل المرض
العوامل المادية: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! تِسْعَةُ أَشْيَاءَ تُورِثُ النِّسْيَانَ: أكل التَّفَّاحِ الْحَامِضِ وَأَكْلُ الْكَزْبُرَةِ وَالْجُبنَّ وَسُوْرِ الْفَأْرَةِ وَقِرَاءَةُ كِتَابَةِ الْقُبُورِ وَالمُشْيُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ وَطَرْحُ الْقَمْلَةِ(15) وَالْحِجَامَةُ فِي النُّقْرَةِ وَالْبَوْلُ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ(16).
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: خَمْسُ خِصَالٍ تُورِثُ الْبَرَصَ: النُّورَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالتَّوَضّؤ وَالاغْتِسَالُ بِالماءِ الَّذِي تُسْخِنُهُ الشَّمْسُ وَالْأَكْلُ عَلَى الْجَنَابَةِ
وَغِشْيَانُ المَرْأَةِ فِي أَيامِ حَيْضِهَا وَالْأَكْلُ عَلَى الشَّبَعِ(17).
قال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَصُّوا الماءَ مَصَاً وَلا تَعُبُّوهُ عَبّا، فَإِنَّهُ يُوجَدُ مِنْهُ الْكُبَادُ(18).
وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): إيَّاكُم والجُلُوسَ في الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تُبْلِي الشَّوْبِ وَتُنْتِنُ الرِّيحِ وَتُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفِينَ(19).
ملاحظة: يمكن أن تختص هذه الرواية بحالة خاصة أو فرد خاص أو زمــان ومكان خاصين، تنطبق عليها الأضرار التي ذكرتها الروايــة جـراء الجلوس في الشمس، أو الإصابة بضربة شمس؛ ولكن إذا ما كانت الظروف الزمانية والمكانية وما شابه على نحو تعمل أشعة الشمس على تطهير الجسم أو اللباس من الميكروبات، فإنّ أشعة الشمس في هذه الحالة، تكون نافعة وصحية، كما يؤكد علم الطب على ذلك.
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ غَرَسَ فِي نَفْسِهِ مَحَبَّةَ أَنْوَاعِ الطَّعَامِ اجْتَنَى ثِمَارَ فُنُونِ الْأَسْقَامِ(20)؛ وقال (سلام الله عليه): لا تَطْلُبُ الحَياةِ لِتَأْكُل بَل أطلب الأكل لِتَحْيَا(21).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: المَعِدَةُ بَيْتُ الْأَدْوَاءِ وَالحِمْيَةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ وَعَوَّدْ كُلَّ بَدَنِ
مَا اعْتَادَ. لا صِحَّةَ مَعَ النَّهَمِ لَا مَرَضَ أَضْنَى مِنَ قلةِ الْعَقْل(22).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمُ اللَّحْمَ فَلْيُخْرِجُ مِنْهُ الْغُدَدَ، فَإِنَّهُ يُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ(23) وقال (سلام الله عليه): طُولُ الجُلُوسِ عَلَى الْخَلاءِ يُورِثُ الْبَاسُورَ(24).
وقال الإمام الباقر (سلام الله عليه): يُكْرَهُ السِّوَاكُ فِي الْحَمَّامِ لِأَنَّهُ يُورِثُ وَبَاءَ الْأَسْنَانِ(25).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): ثَلاثَةٌ يَهْدِمْنَ الْبَدَنَ وَرُبَّمَا قَتَلْنَ: أَكْلُ الْقَدِيدِ الْغَابُ ...(26)؛ وكذلك قال (سلام الله عليه): أَرْبَعَةٌ تُهْرِمُ قَبْلَ أَوَانِ الْهَرَمِ: أَكْلُ الْقَدِيدِ...(27).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: ثَلَاثَةٌ يَهْدِمْنَ الْبَدَنَ وَرُبَّمَا قَتَلْنَ: دُخُولُ الْحَمَّامِ عَلَى الْبِطْنَةِ وَالْغِشْيَانُ عَلَى الامْتِلَاءِ وَنِكَاحُ الْعَجَائِز(28).
وروي: ... وَمَنْ كَثُرَ طَعَامُهُ سَقُمَ بَدَنْهُ وَقَسَا قَلْبُهُ(29).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): ... وَأَمَّا الَّتِي يَهْزِلْنَ فَإِدْمَانُ أَكْلِ الْبَيْضِ وَالسَّمَكِ وَالطَّلْعِ(30).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: ... وَلا تُسَرَّحْ فِي الْحَمامِ، فَإِنَّهُ يُرَقِّقُ الشَّعْرَ ....(31).
وقال الإمام الرضا (سلام الله عليه): وَمَنْ أَرَادَ أَنْ لا تُؤْذِيَهُ مَعِدَتُهُ فَلَا يَشْرَبْ عَلَى طَعَامِهِ مَاءً حَتَّى يَفْرُغَ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ رَحِبَ بَدَنُهُ وَضَعُفَتْ مَعِدَتُهُ وَلَمْ تَأْخُذِ الْعُرُوقُ قُوَّةَ الطَّعَامِ ...(32).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: وَاحْذَرْ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الْبَيْضِ وَالسَّمَكِ فِي المَعِدَةِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهَا مَتَى اجْتَمَعَا فِي جَوْفِ الإِنْسَانِ وَلَدَا عَلَيْهِ النَّقْرِسَ وَالْقُولَنَّجَ وَالْبَوَاسِيرَ وَوَجَعَ الْأَضْرَاسِ(33). وقال (سلام الله عليه): أَكُلُ اللَّحْمِ النِّيءِ يُوَلِّدُ الدُّودَ فِي الْبَطْنِ(34).
العوامل غير المادية: روي عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) قوله: كُلَّمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ أَحْدَثَ اللَّهُ لهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ(35).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ نَبِيَّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ إِلَى قَوْمِهِ وَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أُناسٍ كَانُوا عَلَى طَاعَتِي فَأَصَابَهُمْ فِيهَا سَرَّاءُ فَتَحَوَّلُوا عَمَّا أُحِبُّ إِلَى مَا أَكْرَهُ إِلَّا تحولتُ لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ إِلَى مَا يَكْرَهُونَ ...(36).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: ... وَإِنَّ عَمَلَ الشَّرِّ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي
اللَّحْمِ(37).
الدواء والعلاج
تحمل الألم ما أمكن ذلك: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَرْبَعَةٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ : كِتمان الصَّدَقَة كِتَمانُ المُرَضِ، ... كتمان المصيبة كِتْمَانُ الْوَجَعِ(38).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ [لا تلجأ إلى العلاج ما دمت تتحمل الداء](39).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: لا يَتَدَاوَى المُسْلِمُ حَتَّى يَغْلِبَ مَرَضُهُ صِحَّتَهُ(40).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تَكْرَهُوا الدَّمَامِيلَ، فَإِنَّهَا أَمَانٌ مِنَ الْبَرَصِ...(41).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَا يَتَدَاوَىٰ مِنَ الزُّكَامِ وَيَقُولُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَبِهِ عِرْقُ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّكَامُ قَمَعَهُ(42).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): ... وَاجْتَنِبِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ بَدَنُكَ الدَّاءَ(43)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً: مَنْ ظَهَرَتْ صِحَتُهُ عَلَى سُقْمِهِ فَيُعَالِجُ بِشَيْءٍ فَمَاتَ فَأَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُ بَرِي(44).
وقال الإمام الكاظم (سلام الله عليه): لَيْسَ مِنْ دَوَاءٍ إِلَّا وَهُوَ يُبَيِّجُ دَاءً وَلَيْسَ شَيْءٌ فِي الْبَدَنِ أَنْفَعَ مِنْ إِمْسَاكِ الْيَدِ إِلَّا عَمَّا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ(45).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لَا تَنْفَعُ الْحِمْيَةُ لمرِيضِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ(46).
وجوب العلاج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَأَنْزَلَ لَهُ شِفَاءٌ(47).
وقال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ كَتَمَ الْأَطِبَّاءَ مَرَضَهُ خَانَ بَدَنَهُ(48). طبعاً كما تقدم، فإن كتمان الداء والألم عن الآخرين وعدم الشكوى هو من كنوز الجنة(49).
قال الإمام الصادق (سلام الله عليه): إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَرِضَ، فَقَالَ: لَا أَتَدَاوَى حَتَّى يَكُونَ الَّذِي أَمْرَضَنِي هُوَ الَّذِي يَشْفِينِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: لَا أَشْفِيكَ حَتَّى تَتَدَاوَى، فَإِنَّ الشَّفَاءَ مِنِّي(50).
قال يونس بن يعقوب: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (سلام الله عليه) عَنِ الرَّجُلِ يَشْرَبُ الدَّوَاءَ وَرُبَّما قُتِلَ وَرُبَّما سَلِمَ مِنْهُ وَمَا يَسْلَمُ أَكْثَرُ [فإذن الصحة والسقم بيد الله ولا تأثير للدواء] قَالَ: فَقَال (سلام الله عليه): أَنْزَلَ اللهُ الدَّوَاءَ وَأَنْزَلَ الشَّفَاءَ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا وَجَعَلَ لَهُ دَوَاءٌ، فَاشْرَبْ وَسَمِّ اللهَ تَعَالَى(51)، طبعاً إذا شرب الدواء الصحيح وبالمقدار اللازم ووفقاً لأصول التجربة.
وكان الإمام زين العابدين (سلام الله عليه) إِذَا رَأَى الْمُرِيضَ قَدْ بَرَأَ مِنَ الْعِلَّةِ قَالَ: يُهَنّيكَ الطَّهُورُ مِنَ الذُّنُوبِ(52).
بعض طرق العلاج
قال الإمام الصادق (سلام الله عليه): لَكِنَّا أَهْلُ بَيْتِ لَا نَحْتَمِي إِلَّا مِنَ التَّمْرِ ... قَالَ: لِأَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ حَمَى عَلِيّاً (سلام الله عليه) مِنْهُ فِي مَرَضِهِ(53).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلَي! ابْدَأَ بِالْمِلْحِ وَاخْتِمْ بِهِ، فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَذَلها الْجُنُونُ وَالْجُدَامُ وَالْبَرَصُ(54).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اسْتَنجوا بالماءِ البَارِدِ، فَإِنَّهُ مَصَحَّةُ لِلْبَواسِير(55).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): الماءُ الْبَارِدُ... يُذِيبُ الطَّعَامَ فِي المَعِدَةِ...(56).
وقال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): لا يَذْهَبُ بِالْأَدْوَاءِ إِلَّا الدُّعَاءُ وَالصَّدَقَةُ وَالمَاءُ الْبَارِدُ(57).
وقال الإمام الرضا (سلام الله عليه): الماءُ المَغْلِيُّ يَنْفَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا يَضُرُّ مِنْ شَيْءٍ(58).
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دَخَلَ عَلَى أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْغُبَيْرَاءَ(59).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): اكسِرُوا حَرَّ الْحُمَّى بِالْبَنَفْسَحِ وَالمَاءِ الْبَارِدِ(60).
وعَنْ أَبِي عَبْدِ الله (سلام الله عليه) قَالَ: ذُكِرَ لَهُ الْحُمَّى، قَالَ (سلام الله عليه): إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لا نَتَدَاوَى إِلَّا بِإِفَاضَةِ الْمَاءِ الْبَارِدِ يُصَبُّ عَلَيْنَا وَأَكْلِ التَّفَّاحِ(61) وقال (سلام الله عليه) أيضاً: كُلِ التَّفَاحَ، فَإِنَّهُ يُطْفِئُ الحَرَارَةَ وَيُبَرِّدُ الجُوْفَ وَيَذْهَبُ بِالحُمَّى...(62) وأيضاً قال (سلام الله عليه) [لإزالة الحمّى ] اسْحَقِ السُّكَرَ ثُمَّ امخُضْهُ بِالْمَاءِ وَاشْرَبُهُ عَلَى الرِّيقِ وَعِنْدَ المُسَاء ..(63). وعنه (سلام الله عليه):... وَالمُشْطُ لِلرَّأْسِ يَذْهَبُ بِالْوَبَاءِ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْوَبَاءُ؟ قَالَ: الْحُمَّى...(64).
وقال الإمام الهادي (سلام الله عليه): خَيْرُ الْأَشْيَاءِ لحُمَّى الرِّبْعِ [الملاريا] أَنْ يُؤْكَلَ فِي يَوْمِهَا الْفَالُوذَجُ الْمَعْمُولُ بِالْعَسَلِ وَيُكْثِرُ زَعْفَرَانَهُ وَلَا يُؤْكَلُ فِي يَوْمِهَا غَيْرُهُ(65).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): احْتَجِمُوا إِذَا هَاجَ بِكُمُ الدَّمُ، فَإِنَّ الدَّمَ رُبَّمَا تَبَيَّغَ بِصَاحِبِهِ فَيَقْتُلُه(66).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): الحِجَامَةُ تُصِحُ الْبَدَنَ وَتَشُدُّ الْعَقْلَ(67).
وروي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أنه قال: طِبُّ الْعَرَبِ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْطَةِ الْحَجَّامِ وَالْحُقْنَةِ وَآخِرُ الدَّوَاءِ الْكَيُّ(68).
وعن الإمام الصادق (سلام الله عليه): الدَّوَاءُ أَرْبَعَةُ: السَّعُوطُ وَالْحِجَامَةُ وَالنُّورَةُ والحقنة، وكذلك قال (سلام الله عليه): خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالسَّعُوطُ وَالْحَمامُ والحقنة(69)، وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: مِنْ دَوَاءِ الْأَنْبِيَاءِ الْحِجَامَةُ وَالنُّورَةُ وَالسَّعُوطُ(70).
وقال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): إِنَّ الإِجَاصَ الطَّرِيَّ يُطْفِئُ الحرارة ...(71).
وروي عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال: وَمَنْ أَرَادَ رَدْعَ الزُّكَامِ مُدَّةَ أَيَّامٍ الشتاءِ فَلْيَأْكُل كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ لَقَمِ مِنَ الشَّهْدِ(72).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): إِذَا ضَعُفَ المُسْلِمُ فَلْيَأْكُلِ اللَّحْمَ بِاللَّبَنِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْقُوَّةَ فِيهِمَا(73).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): الحِنَّاءُ يَذْهَبُ بِالسَّهَكِ وَيَزِيدُ فِي مَاءِ الْوَجْهِ وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ وَيُحسِّنُ الْوَلَدَ(74).
تجنّب المعالجة بالحرام
وعن رسول الله الله أَنه نَهَى عَنِ الدَّوَاءِ الخَبِيثِ أَنْ يُتَدَاوَى بِهِ(75) وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): إن الله تَعَالَى أَنْزَلَ الدّاءَ وَالدّواءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاء دَوَاء، فَتَدَاوَوْا، وَلا تَدَاوَوْا بِحَرام(76).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): لَيْسَ في حَرَامِ شِفَاءٌ(77)، وَعَنْ قَائِدِ بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ (سلام الله عليه) عَنِ النَّبِيذ يُجْعَلُ فِي الدَّوَاءِ، فَقَالَ: لَا، لَيْسَ يَنْبَغِـي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْتَشْفِيَ بِالْحَرَامِ(78).
وعَنِ الحَلَبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (سلام الله عليه) عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِالْخَمْرِ، فَقَالَ: لا والله، مَا أُحِبُّ أَنْ أَنظُرَ إِلَيْهِ، فَكَيْفَ أَتَدَاوَى بِهِ، إِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ شَحْم الخنزير أو لحم الْخَنْزِيرِ وَإِنَّ أَنَاسا لَيْتَدَاوَوْنَ بِهِ(79).
________________________
(1) الكافي، ج 4، ص 5.
(2) الفقيه، ج 4، ص 6.
(3) طبّ النبي، ص 19.
(4) غرر الحكم، ص320.
(5) نهج البلاغة، الحكمة 128.
(6) كتاب الخصال، ص 39.
(7) الكافي، ج 6، ص 311.
(8) الكافي، ج 6، ص 288.
(9) الفقيه، ج 1، ص 113.
(10) الكافي، ج 6، ص 500.
(11) الفقيه، ج 1، ص 113 - 114.
(12) الفقيه، ج 1، ص 117.
(13) الكافي، ج 6، ص 496.
(14) بحار الأنوار، ج 59، ص 322؛ مستدرك الوسائل، ج 1، ص 284.
(15) ملاحظة: مضمون هذه الرواية هو التأكيد على مراعاة شروط النظافة والصحة، وتأثير التلوث في نقل الأمراض، بدليل ما نقل عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) في ضرورة دفن القمل [لتجنّب تلوّث البيئة] "فليدفنها تحت الحصى" (تهذيب الأحكام، ج 2، ص 329).
(16) الفقيه، ج 4، ص 361.
(17) کتاب الخصال، ص270.
(18) الكافي، ج 6، ص 381.
(19) الجامع الصغير، ج 1، ص 450.
(20) غرر الحكم، ص 484.
(21) شرح نهج البلاغة، ابن ابی الحدید، ج20، ص333.
(22) الدعوات، ص 77.
(23) علل الشرائع، ص 561.
(24) کتاب الخصال، ص 19.
(25) الفقيه، ج 1، ص 54.
(26) الكافي، ج 6، ص 314.
(27) تحف العقول، ص 317.
(28) الفقيه، ج 3، ص 555.
(29) الدعوات، ص 77.
(30) كتاب الخصال، ص 155؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص32.
(31) الفقيه، ج 1، ص 116.
(32) بحار الأنوار، ج 59، ص 323.
(33) مستدرك الوسائل، ج 16، ص 359.
(34) بحار الأنوار، ج 59، ص 319.
(35) الكافي، ج 2، ص 275.
(36) الكافي، ج 2، ص 268.
(37) المحاسن، ص 25.
(38) الدعوات، ص 164، مستدرك الوسائل، ج 2، ص 67.
(39) نهج البلاغة، الحكمة 27.
(40) كتاب الخصال، ص 620؛ تحف العقول، ص 110.
(41) كتاب الخصال، ص210.
(42) الكافي، ج 8، ص 382.
(43) الكافي، ج 6، ص 382.
(44) کتاب الخصال، ص 26.
(45) الكافي، ج 8، ص 273.
(46) الكافي، ج 8، ص291.
(47) مكارم الأخلاق، ص 362.
(48) غرر الحكم، ص 484.
(49) قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): أَرْبَعٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: كِتُمَانُ الْفَاقَةِ وَكِتُمَانُ الصَّدَقَةِ وَكِتُمَانُ الْمُصِيبَةِ وَكِتْمَانُ الْوَجَعِ (الدعوات، ص 164؛ مستدرك الوسائل، ج2، ص 68).
(50) مكارم الأخلاق، ص 362؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص 409.
(51) وسائل الشيعة، ج 25، ص 223.
(52) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 45.
(53) الكافي، ج 8، ص 291.
(54) تحف العقول، ص 12؛ المراد بالملح، الملح المعدني الأصلي الخالي من المواد المضرة.
(55) الجامع الصغير، ج 1، ص 153.
(56) مكارم الأخلاق، ص 156.
(57) مستدرك الوسائل، ج2، ص 98.
(58) مكارم الأخلاق، ص 157.
(59) الدعوات، ص 157.
(60) تحف العقول، ص 110.
(61) الكافي، ج 6، ص 356.
(62) المحاسن، ص 551.
(63) الكافي، ج 8، ص 265.
(64) الكافي، ج 6، ص 488.
(65) بحار الأنوار، ج 59، ص 100.
(66) مستدرك الوسائل، ج 13، ص 80.
(67) تحف العقول، ص 100.
(68) وسائل الشيعة، ج 25، ص 226.
(69) الكافي، ج 8، ص 192؛ وسائل الشيعة، ج 25، ص 225.
(70) مستدرك الوسائل، ج 1، ص 387.
(71) الكافي، ج 6، ص 359.
(72) بحار الأنوار، ج 59، ص 322.
(73) تحف العقول، ص 107.
(74) الفقيه، ج 1، ص119.
(75) طب الأئمة (سلام الله عليهم)، ص 62.
(76) الجامع الصغير، ج 1، ص 259.
(77) الكافي، ج8، ص 193.
(78 و 79) الكافي، ج 6، ص 414.
الاكثر قراءة في التربية الصحية والبدنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
