الاستراتيجية الابتكارية في الرسالة الإعلانية
المؤلف:
د. ريم عمر شريتح
المصدر:
الإعلان الالكتروني مفاهيم واستراتيجيات معاصرة
الجزء والصفحة:
ص 80-82
2025-08-31
275
الاستراتيجية الابتكارية في الرسالة الإعلانية:
يقصد بالاستراتيجية الابتكارية في الرسالة الإعلانية تحديد ماذا يريد المعلن أن ينقله للمعلن إليه (أهدافه ومحتويات الرسالة الإعلانية) وكيفية تقديم هذه الأفكار في شكل علمي مدروس وخلاق في نفس الوقت، بحيث يحدث الأثر المطلوب على المستهلكين المحتملين.
ولقد أثبت خبراء المنظمات الإعلانية أن التصميمات الإبداعية للرسالة الإعلانية قادرة حقاً على تحقيق ميزة تنافسية حقيقية للشركات، وعرفوا الاستراتيجية الابتكارية في تصميم الرسالة الإعلانية على أنها إنتاج وتقديم ميزات المنتج بطريقة تعزز قدرة الشركة على الاستجابة للفرص البيئية.
وينطوي المدخل الابتكاري بصفة عامة على محاولة تقديم أفكار جديدة وترجمتها إلى أعمال تنطوي على الإبداع معتمداً على التعبير الذاتي، ومستخدماً أساليب التخيل المختلفة للوصول إلى العمل المبدع فالرسام على سبيل المثال قد يستخدم تخيلاته وتعبيره الذاتي في تقديم عمل فني فيه الكثير من الإبداع والابتكار.
وبنفس المنطق فإن المدخل الابتكاري في الإعلان - وبصفة خاصة في تحرير الرسالة الإعلانية - يعتمد على مهارات كاتب الرسالة في تقديم الأفكار الخلاقة والمبتكرة ولكن يكمن الاختلاف في مجال الإعلان والتسويق بصفة عامة أن تحرير الإعلان يكون مقيداً بالأهداف التي يسعى الإعلان إلى تحقيقها.
فالإعلان الناجح يتطلب الإلمام الكامل بالظروف البيئية المحيطة بالنشاط التسويقي ككل والإدراك التام بخصائص وقدرات المستهلكين المحتملين.
ولهذا يمكن القول بأن المدخل الابتكاري في الإعلان يجب أن يستند على ابتكار منظم، فمحرر الرسالة الإعلانية ينبغي أن يعمل في ظل هدف معين في ذهنه وهو تحقيق الأهداف الإعلانية المطلوبة من عملية الاتصال فالتعبير الذاتي للمحرر في هذه الحالة سيكون مُقيد بالصفات والخصائص التي تنطوي عليها السلعة أو الخدمة والتي يمكن تقديمها بطرق سيكولوجية معينة يستطيع معها المستهلك المرتقب الاقتناع بها. وبمعنى آخر فإن محرر الرسالة يقوم بترجمة "النقاط البيعية" للسلعة أو الخدمة إلى منافع معينة للمستهلكين المرتقبين الذي حددهم الإعلان كقطاع مستهدف يمكن أن يصل إليه من خلال المواقع الالكترونية.
وفي الغالب فإن عملية تكوين الرسالة الإعلانية تكون أسهل إذا ما قام المعلن بطرح عدد من الأسئلة ووضع الإجابة عليها، مثل: كيف يفكر ويشعر ويتصرف المستهلك تجاه منتجات الشركة؟ وكيف ينظر إلى منتجات الشركات المنافسة؟
فالمستهلك يُعد مصدراً رئيسياً للأفكار الجيدة. فمشاعره حول مكامن القوة والضعف في الماركات القائمة توفر مفاتيح لرسم استراتيجية متقنة لتكوين الرسالة الإعلانية، كما أن معرفة طبيعته وذوقه وتفضيلاته وكيفية استخدامه للسلعة يعتبر مصدر أساسي للرسالة الإعلانية المزمع إنشاءها.
إن الابتكارية في الإعلان وإن كانت تعتمد بدون شك على مواهب وعبقرية وتصورات كاتب الرسالة الإعلانية إلا أنها في الوقت نفسه ليست ابتكارية سائبة، إذ ينبغي أن تكون منضبطة لتكون فاعلة في تحقيق أغراضها. فالإعلان الناجح يتطلب معرفة بالبيئة التسويقية الكلية، وإدراك وفهم متعمق لسلوك المستهلك ومعرفة العوامل التي تؤثر به.
الاكثر قراءة في الإعلان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
