عندما تتعرض أسطح التكوينات الصخرية لفعل التجوية الميكانيكية أو الطبيعية تتفتت إلى جزيئات صغيرة وهذه بدورها تتجزأ إلى أقسام أصغر فأصغر بمرور الزمن  إلى أن تصبح هذه المفتتات الإرسابية يغلب عليها الأتربة والرمال الدقيقة الحجم ويطلق على عملية التفتيت الطبيعي للصخور Rock Breaking or Rock Disintegration, or Rock Fragmentation

وقد تتفتت الأسطح الظاهرة من الطبقات الصخرية على شكل وريقات صخرية رقيقة السمك وذلك تبعا لتعرضها لفعل التجوية الطبيعية ويشتد فعل التجوية في مناطق الضعف الجيولوجية للصخر، وعند اتساع فتحات الشقوق الصخرية وأسطح الطبقات الورقية أو الصفائحية الشكل يتفتت الصخر طبيعيا وتعرف هذه العملية باسم تصفيح الصخر Sheeting . وفي بعض الحالات الأخرى قد تتعرض الأسطح العلوية لطبقات صخرية لفعل الانضغاط الشديد الذي يقع عليها من التكوينات التي تعلوها ، وعند ازالة هذه التكوينات يخف الضغط الذي كان واقعا على الأسطح العلوية للصخور وينتج عن ذلك اتساع الفتحات والفراغات الصخرية ، ويتعرض الصخر للتشقق ومن ثم يسهل تفتته بفعل التجوية الطبيعية. وكثيرا ما تتعرض التكوينات الجرانيتية لفعل التجوية الناتجة عن ازاحة الضغط Pressure release الذي كان واقعا على التكوينات الصخرية من قبل Unloading . وينتج عن ذلك تفتت أسطح الصخور الجرانيتية وتكوين القباب الصخرية ، وقد وصف الأستاذ برادلي 1963 Bradley حدوث هذه العملية في تكوينات الحجر الرملي بهضبة كلورادو ، وكانت الشقوق الصخرية الناتجة عن اثر ازاحة الثقل الصخري ممثلة عند أعماق تبعد بنحو 30 قدماً من سطح الأرض ، ومن بين أمثلتها أيضا القباب الجرانيتية المنتشرة في الولاية الشمالية من استراليا.

وقد ينتج عن أثر الفعل المتباين أو غير المتساوى للتجوية الطبيعية Differential Weathering في التكوينات الصخرية التي تكثر فيها الشقوق الرأسية Vertical joints تكوين أشكال مختلفة من الأعمدة الصخرية المختلفة الحجم والشكل Columns and pillars  وقد تكون بعض هذه الأعمدة الصخرية ملتصقة بالحافات الصخرية نفسها وقد تكون بعضها الأخرى منفصلة عنها وتقع بجوار تلك الحافات، كما قد تتكون مجموعات أخرى انفرادية عندها يشتد التراجع الخلفي للحافات الصخرية الضعيفة التكوين جيولوجيا ، ولا يتبقى على السطح من هذه الحافات سوى تلك الشواهد وقد تتخذ بعض الأعمدة شكل نبات عش الغراب وتعرف في هذه الحالة باسم البدستال أو قواعد الأعمدة الصخرية Pedestal rocks ، في حين أن بعضها الآخر قد يتألف من أعمدة ترابية Earth pillars أو أخرى غير متساوية الشكل أو الجوانب وتعرف باسم الصخور المنحوسة Toadstool or Hoodoo rocks

وقد ناقش الأستاذ بريان 1925 Bryan, أثر فعل الأمطار الساقطة في تفتيت التكوينات اللينة من الصخر ، وبقاء الصخور الصلبة على شكل أعمدة عالية الارتفاع ، وتسهم الشقوق الطولية في أشكالها ، وفي بعض الأحيان قد تعمل العقد الصخرية الكبيرة الحجم الممثلة في الصخور على حماية ما يقع تحتها من تكوينات صخرية لينة أمام فعل تساقط الأمطار، وعلى ذلك تتآكل التكوينات الصخرية اللينة وتبقى تلك السفلية منها التي تحتمي بغطاء علوى من العقد الصخرية الصلبة ، وتظهر في النهاية على شكل أعمدة ترابية ذات غطاءات أو أغطية صخرية علوية تحتل هامات كل عمود.

ومن بين العوامل الأخرى التي تساعد فعل التجوية تتلخص في الآتي:

1 - تعرض أسطح الصخور لفعل التسخين والتبريد المتواليين Heating and Cooling فعندما تتعرض أسطح الصخور لحرارة مرتفعة شديدة تبعا السقوط أشعة الشمس القوية عليها أثناء النهار مثلا ، ثم تتعرض للبرودة السريعة أثناء الليل كما يحدث في المناطق الصحراوية الحارة الجافة التي تتميز بارتفاع كل من المدى الحرارى اليومى والفصلى فيها ينتج عن ذلك تكوين الفوالق والشقوق واتساع فتحاتها خاصة على طول الأجزاء الضعيفة جيولوجيا في الصخر وباستمرار حدوث هذه العملية يوما بعد يوم ينجزاً الصخر ويتفتت إلى مفتتات صغيرة. ويطلق على هذه العملية أحيانا تعبير التجوية بفعل الاشعاع الشمس Insolation Weathering .

وقد يساعد هذه العملية سقوط أمطار غزيرة أو حدوث سيول تعمل هي الأخرى على تقسيم الصخرعلى طول الشقوق والمفاصل ، كما تنقل المفتتات الصخرية من المناطق التي اشتقت منها وارسالها في مناطق أخرى قد تبعد عدة أميال عن المركز الأصلي للصخور، ونتيجة لتوالى حدوث فعل التسخين والتبريد على أسطح الصخر يتفتت الصخر على شكل قشور صخرية تتأكل من الصخر من أعلى إلى أسفل بالتدريج وتعرف هذه العملية باسم تقشير الصخر Exfoliation ، ويشتد أثر هذه العملية الأخيرة عندما يتميز مناخ المنطقة بارتفاع المدى الحرارى اليومى والفصلي.

وعند حدوث عملية تقشير الصخر في تكوينات صخرية كبيرة السمك قد ينتج عن ذلك تكوين صخور بيضاوية الشكل، ضخمة الحجم يطلق عليها تعبير الصخور المستديرة Felsenmeer ، أو القباب البيضاوية الناتجة عن فعل تقشير الصخر Exfoliation domes ، ومن بين أمثلتها تلك التي تتكون في المرتفعات الجبلية في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية والقباب الجرانيتية في جنوب غرب أفريقيا.

وقد أوضح الأستاذ بلاكفيلدر Blackwelder بأنه ليس من الضروري أن ينتج عن عملية تقشير الصخر ، في كل حالة ازالة أجزاء واسعة من أسطح التكوينات الصخرية العلوية ، أو تكوين قباب صخرية ، بل قد ينتج في بعض الأحيان بفعل تتابع اختلاف درجات الحرارة اليومية وأثرها في تشكيل معادن الصخر تفتيت بعض هذه المعادن وتكسرها في حين قد لا يكون التغير الحراري اليومي كافيا لتكسير بعض المعادن الأخرى الممثلة في الصخر ويؤدى اختلاف تأثر المعادن بفعل التغير الحراري إلى حدوث ما أسماء بلاكفيلدر باسم التقشير المحبب للصخر Granular exfoliation حيث إن مكونات الصخر يصبح شكلها محبباً بصورة عامة. ويشتد حدوث هذه العملية في تكوينات الكوارتز بمرتفعات ولاية مونتانا بالولايات المتحدة الأمريكية.

2- تعرض الصخور لفعل البرودة الشديدة في المناطق الباردة : خلال الفصل البارد في مثل هذه المناطق قد تتجمد المياه داخل فتحات الشقوق والصدوع ، ونتيجة لزيادة حجم المياه تبعا لتجمدها أثناء الليل تضعف هذه العملية من تماسك جزيئات الصخر وتؤدى إلى حدوث الشقوق المتجاورة في الصخر والتي تسهم في تفتيته كما تعمل على اتساع فتحات الشقوق والصدوع القديمة التي كانت موجودة من قبل  ويطلق الباحثون على عملية تتابع فعل التجمد والانصهار في الصخر تعبير Freezing and Thawing Action or Frost action ، ويعد هذا العامل من بين أهم العوامل التى تؤدي إلى تفتيت الحافات الصخرية في المناطق المعتدلة الباردة حاليا والتي كانت عرضة للبرودة الشديدة تبعا لقربها من موقع الركامات الجليدية في عصر البلايستوسين . ويطلق على هذه المناطق تعبير المناطق المجاورة للجليد أو مناطق شبه جليدية Periglacial Regions . وخلال الفصل البارد تتجمع الثلوج في فتحات الشقوق والمفاصل الصخرية وتصبح التربة متجمدة كذلك ، ويتجمع الثلج في المقمرات السطحية ، أما في خلال الفصل الدفيء القصير فتبدأ فيه تجمعات الثلج والانصهار التدريجي ، وينجم عن ذلك تكوين أنهار سطحية سريعة الجريان أو قد تنساب المياه على شكل مياه رقيقة السمك تنزلق من أسفل الثلج وتعرف باسم Nivation processes . ويعمل الثلج المتجمع في الشقوق والمفاصل على اتساع الشقوق تدريجيا ، ثم اضعاف الصخر جيولوجيا ، وتفتيته . ويطلق على عملية تفتيت الصخر بواسطة فعل تجمد المياه في الشقوق تحت هذه الظروف تعبير Congelifraction أما زحف المفتتات الصخرية من أعالي الحافات إلى ما تحت أقدامها فأطلق عليها الأستاذ كيرك برايان K. Bryan عام 1940 تعبير Congeliturbation وقد عملت هذه الرواسب والمفتتات الصخرية الأخيرة Congeliturbation على تشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام لمنحدرات سفوح هذه المناطق وذلك تبعا لامتلاء المقعرات السطحية بالرواسب وتسوية المظهر العام لسطح الأرض وتغطيته بهذه الفرشات الإرسابية.

ويظهر أثر فعل تتابع التجمد والانصهار واضحاً في تشكيل مورفولوجية الحافات الصخرية في مقاطعة يوركشير على سفوح جبال البنين البريطانية وكذلك في مرتفعات دار تمور  جنوب غرب انجلترا . وقد نجم عن ذلك اتساع فتحات الشقوق الرأسية والعرضية في الحافات الصخرية ، وتسهيل عمليات تساقط الصخر وانزلاق الصخور، هذا إلى جانب تشكيل الحافات الجبلية المرتفعة بظواهر متنوعة من الشواهد الصخرية المنعزلة والمعروفة محليا باسم Tors.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

مجلة تسليم تدعو الباحثين والأكاديميين للمشاركة في أعدادها القادمة

المجمع العلمي يواصل إقامة محاضراته الأسبوعية في مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

جامعة الكفيل تطلق الدورة التدريبية الصيفية لطلبة كلية الهندسة التقنية

استعدادًا لزيارة الأربعين العتبة العباسية المقدسة تعقد الورشة التنسيقية الرابعة الخاصة بمراكز إرشاد التائهين

المزيد

الآخبار الصحية

دراسة علمية تكشف مفاجأة حول الأسباب الحقيقية للسمنة

دراسة: الأطباء يتجاهلون "سببا شائعا" لارتفاع ضغط الدم

نظامك الغذائي غني بالبروتين؟.. احذر هذه الآثار الجانبية

لا تتجاهلها.. أعراض تنذرك بأنك مهدد بالإصابة بالسكري

المزيد

الآخبار التكنلوجية

ISOFIX: معيار الأمان الذهبي لمقاعد الأطفال في السيارات

هل المحرك الأكبر دائمًا الأفضل للسيارة؟

اختبارات ناجحة لمحرك "VK-800" الروسي وتطويره لطائرة بايكال الخفيفة

رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي الصيني "محفز للتقدم العالمي"

المزيد

مواضيع ذات صلة

التجوية الكيميائية Chemical Weathering

أثر فعل التجوية في تكوين الصخور البيضاوية أو الكروية الشكل

التجوية الملحية Salt Weathering

بعض الظاهرات الجيومورفولوجية التي تتكون في المناطق البركانية

بعض الظاهرات الجيومورفولوجية التركيبية الأخرى التي تتكون عادة في الطبقات الصخرية الأفقية

بعض الظاهرات الجيومورفولوجية التركيبية النشأة التي تتكون في الطبقات الصخرية المائلة

المناخ وتطور مراحل التعرية

بعض الظاهرات الجيومورفولوجية التي تتكون في الطبقات الأفقية عند تعرضها لفعل التعرية النهرية

توضح دراسة الأقاليم المناخية المتباينة في العالم أسباب اختلاف عوامل التعرية التي تؤثر في تشكيل مظهر كل إقليم

على الرغم من أن الجيومورفولوجيا تختص أساسا بدراسة الظاهرات الجيومورفولوجية الحالية ، إلا أنه يجب الإلمام بدراسة التاريخ الجيومورفولوجي لهذه الظاهرات كذلك ، حتي يمكن معرفة نشأتها وأسباب تباين أشكالها

لا يمكن ادراك الفهم الصحيح لتطور أشكال سطح الأرض الحالية إلا بدراسة كل من التكوين الجيولوجي والبنية لهذه الظاهرات من ناحية ومعرفة تتابع حدوث الذبذبات المناخية البلايوستوسينية من ناحية أخرى

نظام بنية الطبقات Structure