الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
التجوية الكيميائية Chemical Weathering
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 300 ـ 307
2025-07-17
25
قد ينشط فعل التجوية الكيميائية في الصخور تحت بعض الظروف وهذه تتوقف أساسا تبعا للعلاقة بين كل من الغلاف الجوي والتكوين الصخري وعند حدوث التجوية الكيميائية فإنها لا تؤدى فقط إلى تفتيت الصخر بل ينجم عنها كذلك تحليله وتحويل بعض من تكويناته المعدنية إلى معادن أخرى قد تكون مختلفة الشكل والتركيب عن حالتها الأصلية . وتعرف هذه العملية باسم التحلل الصخري "Rock Decay or Rock Decomposition"
وتعمل غازات الغلاف الجوي على تحليل الصخر بواسطة التفاعل مع المعادن التي تدخل في تركيبه خاصة على طول أسطح الصدوع وفتحات الشقوق الصخرية وعلى الرغم من أن الغلاف الجوي يدخل في تركيبه نسبة كبيرة من النيتروجين ، الا أن هناك غازات أخرى قد تكون نسبة وجودها في الجو بسيطة جداً ومع ذلك فتأثيرها الكيميائي في الصخر بعد تأثيرا شديدا ، ومن بين هذه الغازات الاكسجين وثانى أكسيد الكربون وبخار الماء ، وعندما يتفاعل الأكسجين مع الصخور فإنه يؤدي إلى أكسدة معادن الصخر Oxidation وتظهر الصخورغالبا باللون الأحمردلالة على حدوث أكسدة المواد الحديدية فيها، أما أثر فعل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في الصخور فيعرف باسم عملية التكرين Carbonation وعملية التميوه (التشبع المائي) Hydration على التوالي ، كما قد يؤدي وجود الماء كذلك إلى اذابة بعض معادن الصخر مثل كربونات الكالسيوم مثلا ، التي تمثل نسبة كبيرة من تركيب الصخور الجيرية، وتعرف هذه العملية الأخيرة باسم عملية الاذابة Solution
ومن بين أظهر الأمثلة التى توضح فعل التجوية الكيميائية هي تلك التي تتمثل فى تشكيل الصخور الجرانيتية بهذه العوامل فيتركب صخر الجرانيت من معادن أهمها الكوارتز Quartz ، والفلسبار بنوعيه الفلسبار الارثوكلازى Orthoclase's Feldspar (سيليكات الألومنيوم والبوتاسيوم) ، والفلسبار البلاجيو کلازی Plagioclase Feldspar سيليكات البوتاسيوم والصوديوم أو الكالسيوم ، والبيوتيت Biotite والمسكوفيت Muscovite ونسب صغيرة من بعض المعادن الأخرى ومنها الزركون Zircon والابنيت Apatite ، وعلى ذلك يختلف تأثير فعل التجوية الكيميائية في المعادن المكونة للجرانيت من معدن إلى آخر فمثلا لا يتأثر معدن الكوارتز بفعل التجوية ويبقى كما هو دون أن يطرأ عليه أى تغيير تبعا لشدة صلابته وعدم قابليته للتحلل أو الذوبان ، ويشابه الكوارتز كل من معدنى الزركون والمسكوفيت ، بينما يعد الفلسبار الارثوكلازى ، قابل للتحلل الكيميائي ، حيث يتكربن أو يتحلل إلى سليكا قابلة للذوبان وملح البوتاسيوم ، وقد تؤدى البقايا المتراكمة من السليكا إلى تكوين مادة الصلصال Clay أما الفلسبار البلاجيوكلازى فيتحلل عادة إلى صوديوم وأملاح الكالسيوم ويكون فى النهاية كذلك مادة الصلصال ، ويتضح من هذا المثال أن عمليات التحلل الكيميائي قد يتولد عنها ظاهرات جديدة في مواد الصخر ، وقد ينجم عنها كذلك تغيير الصخر وتشكيله بألوان جديدة ، ولفعل التجوية الكيميائية دورها في تحلل طبقات الجير وتكوين ظاهرات عديدة بها مثل الكهوف والحفر الصخرية.
وقد يؤثر كل من فعل التجوية الكيميائية والميكانيكية مع بعضها البعض في تحلل الصخر وتفتيته ، فعلى السفوح الجنوبية الشرقية لجبال البنين البريطانية فوق أسطح الصخور المعروفة باسم ميللستون جريت حجر رملي خشن الحبيبات Millstone Grit والتى يرجع عمرها إلى العصر الكربوني الأعلى ، تعمل التجوية الكيميائية على تكوين حفر صخرية عميقة في المناطق الضعيفة جيولوجيا وذلك بإذابة معدن الفلسبار وتحلله ، وبالتالي تفتح المجال لعمل التجوية الميكانيكية والتى تتمثل هنا أساسا في أثر تتابع حدوث كل من التبلل والجفاف Wetting and Drying في الصخور، وتؤدي هذه العوامل بدورها إلى اضعاف الصخر جيولوجيا ، وتكوين حفر صخرية Pot Holes قد يصل متوسط عمق الواحدة منها إلى نحو سبعة أقدام إلا أن قطرها لا يزيد عادة عن أربعة أقدام . وتملأ هذه الحفر بالمياه خلال سقوط الأمطار ، أما في حالة الجفاف فإنها تتشكل بفعل الرياح. وتنقل الرمال الناعمة سواء أكانت مفتتة أو محللة إما مع المياه التي تنساب من الحفر بعد ملئها أو بواسطة الرياح فى حالة جفاف المياه بالحفرة. ويتبقى فى قاع الحفرة في النهاية بقايا من معادن الكوارتز التي تبدو على شكل حصى وحصباء بيضاء اللون لم تستطع الرياح على حملها كما لم تستطع المياه أو فعل التجوية الكيميائية اذابتها أو تحللها.
وقد درس الكاتب أثر فعل التجوية في تشكيل أسطح التكوينات الصخرية لجبل حفيت ، جنوب مدينة العين - دولة الإمارات العربية المتحدة Abou) (1993 .El-Enin, H. وقد نتج عن التجوية الطبيعية أو الميكانيكية تكسير أسطح الصخور المنكشفة وتفتيتها إلى جزيئات صغيرة الحجم وهذه بدورها تنجزاً إلى جزيئات أصغر فأصغر حجما مع مرور الزمن دون أن يتغير التركيب المعدني للصخور. وقد ساعدت ظروف المناخ القاري وارتفاع المدى الحرارى اليومي والفصلى على شدة هذا العمل في التكوينات الصخرية المكتشفة من جبل حفيت ونتيجة لتوالي حدوث عمليات التقشير الصخري Exfoliation في بعض أجزاء من أسطح الصخور المنكشفة في جبل حفيت تتكون التلال والقباب الصخرية Exfoliated Hills and Domes ، وبفعل التسخين الصخرى أثناء النهار والتبريد أثناء الليل تشكل جبل حفيت بالشقوق الصخرية العمودية Vertical Joints التي يزداد اتساع فتحاتها يوماً بعد يوم ، وتؤدي في النهاية تقسيم الحافات الصخرية إلى كتل صخرية متجاورة وتكوين الأعمدة الصخرية Rock Pillers والشواهد الصخرية والتلال المنعزلة.
ولما كانت الصخور الجيرية الأيوسينية لجبل حفيت تتكون من طبقات متنوعة غير متجانسة نوعاً وسمكا وصلابة فقد تشكلت متحدراته وحافاته الصخرى بفعل التجوية المتباين Differential Weathering وبالفتحات الصخرية Rock Hollows or Weathered Rock وبالأسطح الصخرية المحددة Grooved Surfaces ويفتحات النوافذ الصخرية Rock-Windows ،
كما تتجمع المخروطات الإرسابية Talas Cones تحت أقدام الحافات الصخرية وقد تبين أن التجوية الكيميائية في الصخور الجيرية الأيوسينية لجبل حفيت أدت إلى تحلل أجزاء من الصخر وذوبانها عن طريق التميه Hydration أو الحلمأة التحليل بالماء Hydrolysis والأكسدة Oxidation والكرينة Carbonation والذوبان Solution ، وقد أسهم التكوين الجيري للصخور ونظام تشققه على تشكيل فعل التجوية الكيميائية في جبل حفيت وتنوع مداها من قسم إلى آخر، وقد أبرزت التجوية الكيميائية ظاهرات جيمورفولوجية متنوعة دقيقة الحجم Micro-surface Forms في التكوينات الجيرية الأيوسينية لجبل حفيت من بينها اتساع فتحات الشقوق Widening of Joints والأسطح الصخرية المبرية المثلمة أو المجعدة Furrowed and Fretted Rock Surfaces والقشرة الصخرية الغطائية الصلاة Duri-Crust or Case-Hardening وفجوات وفتحات الاذابة Solution Holes وحفر التجوية Weathering Pits وفي بعض المواقع قد تتعرض التكوينات الصخرية الضعيفة للتآكل بفعل التجوية وتتكون فيها ثقوب صخرية تتسع بالتدريج إلى أن تكون حفر متعمقة ، وقد تتصل بعض الحفر مع بعضها من جانبين متضادين ويتكون ما يسمى بالنوافذ الصخرية وتظهر الطبقة الرقيقة السمك من القشرة الصخرية الغطائية الصلاة Duri Crist أعلى هذه النوافذ. وبفعل كل من التجوية الطبيعية والكيميائية معاً ، قد يزداد اتساع النوافذ الصخرية وفى حالة تأكل التكوينات الصخرية التي تقع على جانبيها تتكون ظاهرة الأقواس الصخرية. ومن بين أمثلة الأقواس الصخرية ذلك القوس الصخرى الرائع المنظر الذى يقع شامخا فوق أعالي الحافات الصخرية متراً فوق سطح أعالي الحافة في جنوب شرق ولاية يوتاه.
وعندما ينقسم الصخر إلى كتل مكعبة الحجم بواسطة الفوائق الرأسية والعرضية المتشابكة فإن كل جوانب هذه الكتل تتعرض بدورها لفعل عوامل التجوية المختلفة. ولكن يختلف مدى فعل هذه العوامل في تأكل الكتلة الصخرية من جزء إلى آخر ، حيث تتآكل حواف الكتلة وأجزائها البارزة وجوانبها بسرعة عما يحدث بالنسبة لجوفها الذي يظهر في النهاية على شكل كروي أو بيضاوي وذلك بعد شطف جوانب الكتلة الصخرية ، ويطلق على عملية التجوية التي تنحت جوانب الكتل الصخرية المكعبة وتغيرها إلى شكل شبه كروي أو بيضاوي تعبير Spheroidal Weathering.
وقد تنجمع مواد ارسابية مفتتة في فتحات الشقوق الصخرية المتشابكة التي تفصل كتل الجلاميد البيضاوية الشكل بعضها عن البعض الآخر، وتؤدي إلى تماسك الكتل الصخرية والتصاقها ، وإذا كانت المادة اللاحمة الجديدة أشد صلابة نسبيا من الجلاميد البيضاوية فإن الأخيرة تتأكل بدرجة أسرع من المادة اللاحمة التي تظهر تبعا لذلك بارزة فوق أسطح الجلاميد وتكون أشبه ما يكون بشكل خلايا النحل ولذا أطلق البعض عليها تعبير Honeycomb.Weathering.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسن أبو العيدين بعض الظاهرات التركيبية النشأة في جبل حفيت الجمعية الجغرافية الكويتية - ديسمبر (1992) .
b- Abou El-Enin, H.S. "Rock weathering in Jabal Hafit." Geog. Soc Kuwait (1993).
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
