من محامد الأوصاف والأفعال / اجتناب المحارم مخافة اللّه سبحانه
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 282 ــ 284
2025-07-13
440
ومنها:
اجتناب المحارم مخافة اللّه سبحانه:
فإنّه من أعظم المحامد، و قد ورد أنّ من ترك معصية اللّه مخافة اللّه تبارك وتعالى أرضاه يوم القيامة [1]، وانّ من انتهك ما حرم اللّه عليها هنا في الدنيا حال اللّه بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها، وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنّة أبد الآبدين [2]، وانّ: من قال لا إله إلاّ اللّه مخلصًا دخل الجنّة، وإخلاصه أن يحجزه عمّا حرم اللّه[3]، وقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من أقام فرائض اللّه، واجتنب محارم اللّه، وأحسن الولاية لأهل البيت (عليهم السّلام)، وتبرّأ من أعداء اللّه، فليدخل من أيّ أبواب الجنة الثمانية شاء [4]، وانّ من اجتنب ما حرّم اللّه عليه فهو من أعبد النّاس [5]، وانّ الكريم من تجنّب المحارم، وتنزّه عن العيوب [6]، وانّ الغضّ عن محارم اللّه أفضل العبادة [7]، وقد ورد تفسير ذكر اللّه تعالى الوارد به تأكيدات كثيرة بذكره في كلّ موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية، وانّه إذا ورد عليك شيء من أمر اللّه به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء نهى اللّه عنه تركته [8]، وإليه يرجع ما ورد من انّ من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه وان قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقران، ومن عصى اللّه فقد نسي اللّه وان كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن [9]، وعن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ قومًا يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها اللّه هباءً منثورًا، ثم يؤمر بهم إلى النّار، فقال سلمان: صفهم لنا يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فقال: أما إنّهم قد كانوا يصومون ويصلّون ويأخذون أهبة من الليل، ولكنّهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه [10].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أصول الكافي: 2/81 باب اجتناب المحارم حديث 6.
[2] الكافي الروضة: 8/4 في رسالة ابي جعفر (عليه السّلام) لأصحابه.
[3] ثواب الأعمال: 19 باب ثواب من قال: لا إله إلّا اللّه مخلصًا حديث 1.
[4] الأمالي للشيخ الصدوق: 474 المجلس الثاني والسبعون حديث 10.
[5] وسائل الشيعة: 11/204 باب 23 حديث 17 عن كتاب الزهد، بسنده عن علي بن الحسين (عليهما السّلام) قال: من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير الناس، ومن اجتنب ما حرّم اللّه عليه فهو من أعبد الناس، ومن قنع بما قسم اللّه فهو من أغنى الناس.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 2/302 باب 23 حديث 17، من غرر من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام).
[7] المصدر المتقدّم.
[8] أصول الكافي: 2/80 باب اجتناب المحارم حديث 4، بسنده عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: من أشدّ ما فرض اللّه على خلقه ذكر اللّه كثيرًا، ثم قال: لا أعني «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر» وإن كان منه، لكن ذكر اللّه عند ما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها. وانظر أحاديث الباب.
[9] وسائل الشيعة: 11/203 باب 23 حديث 13.
[10] أصول الكافي: 2/81 باب اجتناب المحارم حديث 5.
الاكثر قراءة في العفة والورع و التقوى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة