اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
إيحاءات إعلام الراشدين في الطفل العربي
المؤلف:
أ.د. هادي نعمان الهيتي
المصدر:
الإعلام والطفل
الجزء والصفحة:
ص 24-32
2025-07-02
32
إيحاءات إعلام الراشدين في الطفل العربي
يحمل إعلام الراشدين إيحاءات عددية للطفولة، ولا يقتصر الأمر على الأطفال العرب وحدهم بل تبرز هذه النتيجة في الشعوب المختلفة، لذا كثيرا ما توضع الدراسات والبحوث حولها.
وقد نبهت الكثير من الابحاث الى أن الأطفال العرب يتعرضون لكثير من رسائل الإعلام الموجهة الى الراشدين. ومن هنا يمكن الوقوف عند عدد من الظواهر الناجمة عن هذا التعرض.
1- الانبهار بالآخرين:
تحمل وسائل الإعلام العربية الى الإنسان العربي رسائل اتصالية متواصلة تتضمن مختلف الأفكار والأخبار عن الذات والآخر، وفي مواقف متعددة توحي هذه وتلك بدهشة ممزوجة بالحيرة أو التردد مع الاحساس بالضعف أي هي توحي بالانبهار، حيث ان الانبهار هو ظاهرة نفسية واجتماعية يمكن أن تصيب الفرد أو المجتمع.
وبسبب سعة الفجوة الثقافية والحضارية الهائلة بين المجتمعات في عالم اليوم، فأن هناك منجزات مادية واشكالا، واساليب لهذا المجتمع أو ذاك، تفعل فعلها في إثارة إنبهار الآخر، فعلى صعيد الغرب تحول كل شيء الى عملاق، وبفضل التحول التكنولوجي تحولت الآلة اليدوية الى نظام آلي متكامل وتحولت مراحل العمل الصغيرة الى عمليات واسعة ومعقدة، الأمر الذي جعل الأعناق تشرئب صوب الغرب في دهشة.
وكان دائيل ليرنز في دراسته المعنونة "تجاوز المجتمع التقليدي" قد أشار الى أن في منطقة الشرق الاوسط قدرا من الاعجاب بالغرب وحتى الحكام الذي يلعنون صفحة الاستعمار صباح مساء يلوون بأعناقهم مدهوشين بالغرب.
ويعد الانبهار أثر من آثار الإعلام.. وقد تبلورت إنطباعات لدى العرب عن الغرب.. ومن هذه الانطباعات التي عبر عنها الإعلام بصور شتى ما يمكن أن توحي للأطفال بانطباعات تؤول الى انبهارهم بالغرب.. والمشكلة أن الانبهار يمكن ان يقود الى اليأس.. لذا فان انبهار الأطفال بالآخرين يمكن ان يشكل مدعاة إلى ميلهم إلى التكاسل، خاصة وإنهم يجدون أمثلة للتكاسل في المجتمع.
2- العنف:
يراد بالعنف إستخدام القسوة الصارمة لإجبار الآخر على الإتيان بفعل أو الإمتناع عن فعل وقد يتخذ العنف أسلوبا فيزيقيا كالضرب أو التعذيب أو السجن أو القتل، وقد يتخذ أسلوب الضغط النفسي.
وعلى هذا ينطوي العنف على ممارسة القسوة الجسدية لإلحاق الإصابة أو الضرر بالاشخاص او (الممتلكات) ولكن يمكن أن يتمثل العنف ايضا في الفعل اللفظي، او غير اللفظي، المرئي مثلا والموجه من طرف الى خصم آخر من أجل هدف معين بحيث يتضمن الفعل إستخدام الوسائل الجبرية او القاسية او التهديد بها بصرف النظر عن الموقف القانوني او غير القانوني للفاعل، أي بمعنى إستخدام القوة أو الخشونة في إصابة أو إتلاف أو شل أو الحاق الضرر .. الخ أو تهديد بذلك الإستخدام.. ومع أنه ينظر الى العنف باعتباره قوة مادية تنتج عنها إصابة ذهنية أو اجتماعية مثل إلحاق الاذى بثقة الناس بأنفسهم او الحاق الأذى بسمعة شخص او مجتمع حيث ان ذلك يمثل عنفا كما لو كانت هناك قسوة مادية فعلية.
وينطوي الإعلام على أنماط شتى من العنف عبر مجمل الوسائل بما فيها الصحف والاذاعة، والتلفزيون، والسينما، والانترنت وقد ثبت من خلال البحث العلمي ان العنف من اكثر الموضوعات تأثيرا في الأطفال، إذ تنجم عنه المخاوف والمعاناة النفسية والميل الى التحيز والتعصب، والدفع بالأطفال الى اللا مبالاة العاطفية، ذلك أن تكرر مشاهد العنف التي تقع على الآخرين تقلل بمرور الوقت، من حدود إكتراث الأطفال بما يحصل من أحداث واقعية قاسية في الحياة اليومية.
3- الشدة:
لقد لعبت بعض الايديولوجيات في الوطن العربي دورا واضحا في تكريس التشدد في الرأي، وصل في بعض المواقف، الى التصلب والتطرف، وتفاوتت موضوعاته فشملت الجوانب الدينية والطائفية والعرقية الى جانب المسائل السياسية والثقافية والاجتماعية.
وحظيت هذه الظاهرة بوجود لها في جانب من الإعلام العربي، حيث حاولت بعض وسائل الإعلام بلورة ثقافة التشدد وتعميقها وافتعال تبريرات لها أساليب صريحة، وأخرى ضمنية.
والتشدد أسلوب في التفكير والتعامل له أخطاره على إبداعات الفكر الإنساني، وعلى العلاقات بين الأفراد والمجتمعات، لذا فان له أخطاره على الذات والآخر.
وللمضامين في الإعلام العربي مخاطرها الواقعية فهي تدفع الى العناد والنطرة الأحادية المغالية في أحكامها والتي تحتكر لنفسها الصواب وترى ما عداها باطلا.. وكثيرا ما تقف إزاء ما يعارضها موقف الخصومة أو العداء.. لذا يمكن ان ينطوي التشدد على نفرة من أفراد او جماعات او قضايا او مواقف او افكار او مشاعر، وكثيرا ما تقوم هذه النفرة على أهواء او اتجاهات او معتقدات او صور نمطية معينة، إذ يتمثل التشدد في كونه حكما مسبقا ينطوي على اتجاه سلبي ضد الآخر، فردا أو جماعة او فكرة او عقيدة او شعورا.
وقد وجد في دراسات نفسية واجتماعية عن التعصب، بوصفه مستوى في الغالب التشدد، لا يقوم على أسس صحيحة فقد اتضح أن الجماعات، المتعصبة كثيرا ما تكون معلوماتها عن الآخر مشوهة، أو غير صحيحة، أو أن الآخر لم يستطع التعبير عن نفسه بشكل يقبله المتعصب او ان التنشئة الاجتماعية قد أخطأت في وظيفتها، أو أن الإعلام قد أحدث تزييفا في المفاهيم. وهذا يعني ان التعصب ازاء الآخر يغلب أن يكون ناجما عن سوء فهم وعن مفردات ثقافية أخرى، من بينها الانطباعات والقوالب النمطية، حيث ان لهذه القوالب الجامدة تأثيرا في نشوء وتزايد حدة التشدد.
ويشكل التشدد حاجزا يصد كل فكر جديد ويترك ضحاياه في معزل عن التطور إذ ان كل افتقار الى المرونة لابد ان يؤدي الى نزعة مقاومة التغيير الذي يعد الحقيقة الاساسية للحياة والمرونة قدرة إنسانية تتضح في تعامل الإنسان مع الأفكار وطرائق الحياة واساليب السلوك دون تشدد من خلال الاستناد الى معطيات واقعية، كما ان المرونة ليست سيرا في الركب، أي هي ليست مجرد ميل نفسي لأفكار وإتجاهات وأساليب في السلوك المتبناة من الآخرين ولا هي عملية مسايرة، اي هي لیست انسياقا مع الجماعة او وراء رأي، بل تعد المرونة موقفا مستقلا ومنهجا ينفتح من خلاله المجتمع على الافكار والعمليات والاساليب مع إخضاع هذه كلها للاختبار وفق اسس تفتير منظم.
وكانت التنبؤات قد أشارت في احد اللقاءات العلمية العربية الى: (إن التعصب أحد هو أهم التحديات التي يواجهها المجتمع والدولة في الوطن العربي، وإذا لم ينجح المجتمع والدولة في المواجهة الفعالة لهذه الظاهرة فان العرب سيدخلون القرن الحادي والعشرين وهم أكثر تجزئة وتفتنا وتخلفا وتبعية مما هم عليه. وسيكون أطفالنا هم أول الضحايا).
ويجد الأطفال من خلال الإعلام ما يوحي بالتشدد وما يدعو الى المواقف المتصلبة أكثر مما يجد ما يحفز على المرونة، كما ان السلوك الاجتماعي من حول الأطفال يدعم، هو الآخر، المواقف المتشددة.
4- اللفظية:
تبدو في الإعلام العربي كثرة الصياغات اللغوية التي تعوزها الدلالة الواضحة حيث تتزاحم الجمل والتعبيرات الخالية من المعنى أو ذات الدلالة المشوشة، ويظهر ذلك في الكتابات السياسية دون أن تسلم منها الكتابات الاخرى.
وهذا يعني ان في حالات عديدة يمكن ان تفقد الكلمات دلالاتها فتخلو اللغة من المعاني وقد يردد بعض الكتاب التعابير والكلمات دون ان يكونوا على وعي حقيقي بدلالاتها ودون ان تتحول الى افعال سلوكية، ويقال في هذه الاحوال ان شيئا من الترعة اللفظية قد اصابتهم.
ويميل بعض الأطفال الى تقليد الكبار فيندفعون الى ترديد أقوال الكبار دون وعي بها، إذ هم يرددونها ترديدا لفظيا أجوف.
ومن أخطار هذه الظاهرة أن الافكار التي يأتي بها الإعلام بهذه الطريقة لا تقود الى بناء شخصيات الأطفال بناء سليما ولا تعاون في تحديد سلوكهم.
5- التغاضي عن المشكلات المعقدة:
رغم جسامة المشكلات التي يعاني منها المجتمع العربي، الا ان الإعلام العربي يصمت عن الكثير منها على اساس انها شائكة او حساسة.
والى جانب ذلك يتغاضى الإعلام العربي عن مسائل مستقبلية كثيرة لذا تظهر بعض المشكلات وكأنها نوارل تحل بنا بصورة مفاجئة رغم انها وليدة تراكم اسباب وعوامل. وهناك مسائل كثيرة في تاريخنا القومي أغفلنا التداول الصريح بشأنها بحجة انها قريبة الى القداسة وبذا يبدو الإعلام العربي وكأنه وضع غشاوة على عينيه وهو يتناول بعض القضايا التاريخية والدينية والاجتماعية والسياسية.
وبهذا خلق الإعلام جوا مشوشا حول كثير من الظواهر والحقائق، وإذا كان ذلك يسبب التوهم للكبار فهو يغرس في نفوس الأطفال كيفية الكف عن السؤال، ويمكن ان نحدد جسامة ذلك اذا إتفقنا على ان السؤال هو مبعث التفكير.
والتغاضي عن المشكلات المعقدة يمثل طابعا هروبيا عن الواقع وما فيه من مشكلات او محاولة لاظهار الواقع بصورة مثالية على خلاف حقيقته.
6 - تشتت الولاءات:
الولاء حصيلة الاحساس بالانتماء، وهو إدراك نفسي واجتماعي قد يكون له أساس موضوعي وقد يكون نتيجة انفعال او توهم.
ويرتب الأفراد والجماعات اولويات ولاءاتهم تبعا لسلالم محكومة بظروف متعدد، اذ تنتظم تلك الولاءات في تدرج، فهناك ولاء للأسرة وولاء للجماعة الاجتماعية، وولاء للسلطة السياسية، وهكذا.
وتتباين الولاءات تبعا لمعايير متعددة كثيرا ما تكون مستمدة من الشعور العام والثقافة الاجتماعية.
وتحرص الاسرة، ومؤسسات المجتمع المدني والسلطة السياسية على كسب الولاءات او توجيهها باتجاهات محددة ومن هنا فان الإعلام العربي مع ان السمة الغالبة فيه هي محاولته تحقيق الولاء للسلطة السياسية، إلا ان هناك أجهزة للإعلام تحرص على تحقيق ولاءات لمذاهب وايديولوجيات بعينها ومنها ما تحرص على تحقيق ولاءات للشعور العام او للثقافة الاجتماعية، ويصل الامر الى ان نجد مصادر للإعلام العربي تعمد الى تحقيق ولاءات للوهم والخرافة، ومنها ما تسعى الى تحقيق الولاء لاتجاهات ضيقة.
ومن هنا فان هناك ازمة في الولاءات على الصعيد الاجتماعي العربي حيث لا نجد قاسما مشتركا لولاء رئيس غير الولاء للسلطة ومن هنا كانت للإعلام العربي ازمته بالنسبة الى الولاء حيث يجد الإعلام نفسه في حيرة إزاء الولاءات المتباينة والمتضاربة.
ووسط هذه الولاءات تجد الطفولة نفسها، هي الاخرى، في أزمة، حيث تتجاذبها من خلال الإعلام ولاءات شتى منها ما هي أيديولوحية، ومنها ما هي عشائرية، ومنها ما هي بدوية، في وقت يستلزم الأمر ان يكون الولاء للمجتمع ومستقبله. إذ انه في هذا الوقت الذي يمضي العالم نحو مستقبل جديد ما يزال إعلامنا يدور بين اللفائف القديمة دون ان يستطيع إخراجها في شكل جديد.
وهنا نشير الى أن دراسات كانت قد انتهت الى ان اولى اسباب إنهيار الاتحاد السوفيتي هو انه لم يستطع بناء مواطن سوفيتي فقد كانت تتجاذب الناس مشاعر مختلفة إزاء اوطانهم .
7- محاولة حشر المعلومات في الاذهان:
في الإعلام العربي أعمال أدبية وفنية عالية المستوى غير أن “علو المستوى“ ليس سمة غالبة للإعلام العربي ذلك أنه الى جوار الاعمال الفنية الإعلامية العربية العملاقة رسائل إعلامية كثيرة تبدو وكأنها تهدف الى التلقين أو حشر اذهان الجمهور بمعلومات لا علاقة لها بالواقع ولا أهمية لها بالنسبة الى المجتمع ولا قيمة فكرية او عملية لها.
والى جانب ذلك وضمن السياق نفسه تظهر في الإعلام العربي مضامين أيديولوجية ثبت فشلها بسبب إنحيازها غير الموضوعي أو بسبب لجوئها الى تزييف الوعي أو إعتمادها تبريرات وحيلا دفاعية أو بسبب بطلان دعاواها.
ومن جانب آخر يضخ الإعلام العربي بكميات هائلة من المعلومات تفوق ما تحتمله قدرات الجمهور على الاستيعاب.
8- الميل الى التسلط:
تشير الدراسات الاجتماعية والنفسية الى ان مجتمعنا اقرب الى ان يكون أبوياً أو سلطوياً لهذا فهو يحرص في إعلامه الى غرس الميل الى التسلط في النفوس من جهة أو الى الإذعان للسلطة.
ويشار، في هذا المجال، الى ان المجتمعات العربية كان قد تسيدها في منتصف الخمسينيات نموذج للحكم هو ما يسمى الدولة الرعوية وهي دولة سلطوية، حيث لها السيطرة على الجميع بما فيها المؤسسات الدينية والتربوية. ومع حقبة السبعينيات بدأت بالظهور في الوطن العربي ملامح جديدة سمتها الاساسية التخلي التدريجي عن مفهوم الدولة الرعوية وإعطاء دور اكبر للمجتمع المدني، وإستمر التحول حتى مطلع التسعينيات ضمن مرحلة انتقالية.. وإن الوطن العربي لم يعرف نمطا للحكم غير سلطوي.
ويعمل الإعلام العربي في هذا الميدان لذا تبدو فيه سمة الخضوع للسلطة، في وقت يتكرر القول انه قد آن الآوان، في وطننا العربي لانزال السياسة من مرتبة البطولة الى مرتبة الوظيفة.
ومن هنا فان إعلاء سمة التسلط في الإعلام لها موحياتها في الطفولة إذ يمكن لها ان تغرس في الأطفال الخضوع للسلطة، وبذا يتهدد المشروع العربي الديمقراطي خطر يترتب ان يساهم الإعلام العربي في مواجهته.
9- النظرة الاحادية:
يحفل الإعلام العربي بموضوعات عن الأشخاص والأفكار والجماعات والمجتمعات والشعوب الأخرى، حيث ترد الأشارة الى هذا أو ذاك في الأخبار والتحليلات والتقارير وغيرها.. ومن تلك الأشارات ما هو محايد ومنها ما هو منحاز، وغالبا ما يكون لهذا الانحياز مبرراته ودواعيه وفي أحيان أخرى يكون مبعث ذلك الانجاز عاطفيا او قائما على إنطباعات شبه خاطئة. وإذا كان هذا الأمر واضحا في إعلام الدول المختلفة، فهو شديد الوضوح في جوانب من إعلامنا العربي إذ تظهر في بعض المواقف التي يعرضها أحادية الرأي والتوجه، وإذا كان هذا قد ظهر منذ بدء الإعلام العربي بالظهور عبر الصحافة فانه لم يتحرر من آثار ذلك حتى اليوم، وهو من جهة أخرى لم يستطع إستعياب التحولات في التاريخ المعاصر حيث يفترض أن تفرض التعددية وجودها.
ومن جانب آخر، تتضح في جوانب من الإعلام العربي إتجاهات تصل الى حد التخويف من الآخر وإظهاره قوة مهددة من خلال الأشارة الى اخطار سياسية أو اقتصادية أو ثقافية يمكن أن تنجم عن هذا الطرف أو ذاك، رغم أن منها ما هو وهمي او مفتعل.
وعلى هذا فان في الإعلام الذي يحيا الأطفال تحت وطأته نظرات أحادية وافتعالا لبعض الاخطار او تجسيدا لهذا الامر الذي يؤول الى وضع الأطفال تحت دائرة القلق الدائم، إذ يمكن أن يتصوروا وكأن خصما او عدوا يحاول الاضرار بهم.
10- النزعة الاستهلاكية:
ضاعفت التوجهات الاقتصادية العالمية من المنافسة الدولية من أجل تسويق المنتجات وتحقيق الارباح الأمر الذي يدفع باستمرار الى زيادة النزعة الاستهلاكية لدى الأطفال والكبار، ايضا، ذلك أن الاعلان ينطوي على إغراءات على إتباع أساليب استهلاكية وثقافية.
ومن الشائع تضمين الاعلانات بكثير من عوامل الاثارة حتى امكن القول أن الاعلانات ذات تأثير قد يفوق تأثير البرامج الاعتيادية. ومن جانب آخر كثيرا ما يكون الطفل هو المستهدف الاول بالإعلان عبر وسائل الإعلام.
وتتزايد الاعلانات في وسائل الإعلام العربية، وقد تهيأ للإعلان خلال العقد الاخير مجال واسع في الوطن العربي وخاصة بعد إنشاء الفضائيات والصحف الدولية والمواقع الالكترونية.
وهكذا فان مستويين للإعلام يحدث تأثيراته في الطفولة، هما إعلام الطفولة من جهة وإعلام الراشدين من جهة أخرى، ويصدق هذا على الأطفال في كل بيئة ثقافية، بما في ذلك البيئة العربية. ومن هنا كانت السمات البارزة في إعلام الطفولة، وإعلام الراشدين في الوطن العربي ما يتدفق من الخارج ضمن هذين المستويين هي في مجملها عوامل إيحاء في الطفولة العربية. ويحدد درجة تلك الإيحاءات إتجاهات تلك الظواهر في المجتمع إزاء كل سمة من السمات من حيث مسايرتها او مغايرتها لاتجاه هذه الظاهرة او تلك.
ومواجهة بعض الظواهر لا يقتصر على إجراءات تنفيذية في مجال الإعلام وحده ما دامت المشكلة الإعلامية غير منفصلة عن المشكلات الاجتماعية، لذا يترتب تحليل كل مشكلة وفهم عوامل وجودها كي يتحدد الدور الموكل الى الأنظمة والمؤسسات ذات العلاقة.
الاكثر قراءة في الاعلام المتخصص
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
