الولاية في سورة النمل
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص497 -504
2025-06-17
755
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابعة والستون والمائتان: قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا} [النمل: 15]علي بن إبراهيم: قال: أعطي داود وسليمان ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات علمهما منطق الطير وألان لهما الحديد والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع دواد فأنزل الله عليه الزبور فيه توحيده وتمجيده ودعاؤه وأخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام من ذريتهما وأخبار الرجعة وذكر القائم (عليه السلام) لقوله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء: 105] [1].
الخامسة والستون والمائتان: قوله تعالى: { أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النمل: 61] شرف الدين النجفي: قال: روى علي بن أسباط عن إبراهيم الجعفري عن أبي الجارود عن أبي عبد الله (عليه السلام) في [2] قوله: { أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النمل: 61] قال: أي إمام هدى مع امام ضلال في قرن واحد [3] [4] السادسة والستون والمائتان: قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]
المفيد في أماليه: قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم عن المسعودي قال: حدثنا الحارث بن حصين [5] عن عمران بن الحصين قال: كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) جالس الى جنبه إذ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62] قال: فانتفض علي (عليه السلام) انتفاضة العصفور فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما شأنك تجزع؟ فقال: ما لي لا أجزع والله يقول إنه يجعلنا خلفاء الأرض؟
[ثم قال] [6] له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تجزع فوالله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك
إلا منافق [7].
ورواه الشيخ أيضا في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد [يعني المفيد] [8] قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن [9] عقدة وساق الحديث [10] وهذا مروي بطرق عديدة مذكورة في كتاب البرهان. وإن الآية نزلت في قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والروايات مذكورة في كتاب البرهان. السابعة والستون والماثنان: قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82]
سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان وغيره عن عبد الله بن يسار [11] قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - في حديث قدسي: يا محمد علي أول من آخذ بميثاقه من الأئمة (عليهم السلام). يا محمد علي آخر من أقبض روحه من الأئمة وهو الدابة التي تكلم الناس [12].
والروايات بأن الدابة في ولاية أمير المؤمنين كثيرة ومذكورة في كتاب البرهان.
الثامنة والستون والمائنان: قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل: 89] الآية محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال [له]: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ 89 وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 89، 90]؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك. فقال: الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه هذه الآية [13] [14] عنه: عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: {مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23]
قال: من توالى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك {نزيده من} [15] ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم (عليه السلام) وهو قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [النمل: 89] [النمل: 89] يدخل الجنة [16] وهو قول الله عز وجل: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ: 47] يقول: أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة [17].
علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا [18] يحيى بن زكريا اللؤلؤي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله [19]: {نْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] قال: هي للمسلمين عامة والحسنة الولاية فمن عمل حسنة كتبت له عشر فإن لم تكن له [20] ولاية دفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } [البقرة: 200] [21] الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد ـ قال: أخبرنا أبو غالب أحمد: بن محمد الرازي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن أبا أُمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت: لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل؟ فقال (عليه السلام) : إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه. من عرف الإمام (عليه السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتولاه (عليه السلام) ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة فهذا ما عنيت بذلك. وكذلك لا يقبل الله العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام من الجائر الذي ليس من الله تعالى. فقال له عبد الله بن أبي يعفور: أليس الله تعالى قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } [النمل: 89] فكيف لا ينفع العمل الصالح من تولى أئمة الجور؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية؟ هي والله [22] معرفة الإمام وطاعته وقد قال الله عز وجل: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90] وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله تعالى. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار [23].
محمد بن العباس: قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وسأله عبد الله بن أبي يعفور عن قول الله عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل: 89] فقال: وهل تدري ما الحسنة؟ إنما الحسنة معرفة الإمام وطاعته وطاعته [24] من طاعة الله [25].
وعنه: بالإسناد المذكور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحسنة ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) [26].
وعنه: قال: حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي أنه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ 89 وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 89، 90]
قال: الحسنة ولاية علي (عليه السلام) والسيئة عداوته وبغضه [27]. علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس [28] عن عمر بن أبي شيبة عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث قال فيه ـ في قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل: 89] فالحسنة ولاية علي (عليه السلام) [29].
والحديث تقدم بطوله في قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] الآية من سورة الأنبياء [30] وهو حديث حسن علي بن إبراهيم في معنى الحسنة قال: [الحسنة] [31] والله ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) [32]التاسعة والستون والمائتان: قوله تعالى {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } [النمل: 93] .علي بن إبراهيم: قال: الآيات أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم [33] والدليل على أن الآيات هم الأئمة قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : والله [34] ما لله آية أكبر مني فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا [35]
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ 1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1، 2] قال: ذلك إلي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها. قلت: عم يتساءلون؟
قال: فقال: هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه {قال:} [36] كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما لله عزوجل آية هي أكبر مني ولا لله من نبأ أعظم مني [37]. وتقدم تفسير الآيات بالأئمة عليهم السلام في قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101] من آخر سورة يونس [38] تم- ولله الحمد- الجزء الأول- حسب تجزئتنا- وسيتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.
[1] القمي: 2/ 126 عنه البرهان: 4/ 204ح1.
[4] تأويل الآيات: 1/ 401ح 2 عنه البرهان: 4/ 223 والبحار: 23/ 61ح18.
[5] في الأمالي والبرهان: حصيرة..
[7] أمالي المفيد: 307ح5 عنه البرهان: 4/ 224ح4
[8] ليس في الأمالي والبرهان.
[9] من الأمالي والبرهان وفي «أ»: عن.
[10] أمالي الشيخ: 77ح 112.
[12] مختصر بصائر الدرجات: 36 وص 64 عنه البرهان: 4/ 23ح14
[14] الكافي:1/ 185 ح14 عنه البرهان: 4/ 232ح1
[15] في الكافي والبرهان: يزيده.
[17] الكافي: 8/ 379 ضمن ح 574 عنه البرهان: 4/ 232ح2
[18] من القمي وفي البرهان: محمد بن جعفر عن.
[21] القمي: 2/ 131 عنه البرهان: 4/ 232ح3.
[23] أمالي الطوسي: 417ح939 عنه التأويل: 1/ 441ح 21 والبرهان: 4/ 233ح5
[24] من التأويل والبرهان.
[25] تأويل الآيات: 1/ 411ح18 عنه البحار: 24/ 42ح4 والبرهان: 4/ 234ح8
[26] تأويل الآيات: 1/ 411ح19 عنه البحار: 24/ 42ح 5 والبرهان:4/ 234ح9
[27] تأويل الآيات: 1/ 411ح20 عنه البحار: 24/ 42ح6 والبرهان:4/ 234ح9
[29] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 77 عنه البرهان: 4/ 235ح14
[30] تقدم في سورة الأنبياء الآية: 103.
[32] تفسير عليّ بن إبراهيم القمي: 2/ 131عنه البرهان: 4/ 236ح15
[33] من القمي والبرهان وفي «أ»: رجعوا.
[35] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 131عنه البرهان: 4/ 236ح1
[36] ليس في الكافي والبرهان
[37] الكافي: 1/ 207ح3 عنه اللوامع النورانية: 277 والبرهان: 4/ 237ح2
[38] تقدم في سورة يونس الآية: 101
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة