الولاية في سورة إبراهيم
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ج1، ص319-324
2025-05-31
963
بسم الله الرحمن الرحيم
السادسة والخمسون والمائة: قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [إبراهيم: 1]
علي بن إبراهيم: قال: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} [إبراهيم: 1] يا محمد {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } [إبراهيم: 1] يعني من الكفر الى الايمان {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1] والصراط الطريق الواضح وامامة الأئمة عليهم السلام [1].
السابعة والخمسون والمائة: قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [إبراهيم: 18]
علي بن إبراهيم: قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بطل عمله مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله [2]. محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل من دان الله عز وجل [3] بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ [4] لأعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في مريضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت [5] متحيرة تطلب راعيها وقطيعها [6] فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة عن [7] راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيرة تائهة [8] لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينما هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها. وكذلك [9] والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق. واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد [10]
الثامنة والخمسون والمائة: قوله تعالى: {مْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } [إبراهيم: 24] {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } [إبراهيم: 25]
محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24] قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلها وأمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها والأئمة من ذريتهما أغصانها وعلم الأئمة ثمرتها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل فيها فضل؟
قال: قلت: لا والله. قال: والله إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها وإن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها [11]. والروايات بذلك في هذه الآية كثيرة جدا مذكورة في كتاب البرهان. التاسعة والخمسون والمائة: قوله تعالى:
من هنا :
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27] محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره يزدحمون عليه حتى إذا انتهي به إلى قبره قالت له الأرض: مرحبا بك وأهلا أما والله لقد كنت أحب أن يمشي علي مثلك لترين ما أصنع بك فيوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر: منكر ونكير فيلقيان فيه الروح إلى حقويه [12] فيقعدان ويسألانه فيقولان له [13]: من ربك؟
فيقول: الله.
فيقولان: ما دينك؟
فيقول: الإسلام.
فيقولان: من نبيك؟
فيقول: محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فيقولان: ومن إمامك؟
فيقول: فلان - وفي نسخة العياشي: علي - قال: فينادي مناد من السماء: صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنة وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنة وألبسوه من ثياب [14] الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير له ثم يقال له:
من هنا
قال: وإن كان كافرا خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا أما والله لقد كنت أبغض أن يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه قال: ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر: منكر ونكير. قال: أبو بصير: جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ فقال: لا. فقال: فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان له: من ربك؟ فيتلجلج ويقول: قد سمعت الناس يقولون فيقولان له: لا دريت. ويقولان له: ما دينك؟ فيتلجلج فيقولان له: لا دريت. ويقولان له: من نبيك؟ فيقول: قد سمعت الناس يقولون فيقولان له: لا دريت [15] و يسأل [16] عن إمام زمانه قال: وينادي مناد من السماء: كذب عبدي افرشواله من [17] قبره من النار وألبسوا من ثياب النار وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما [18] عندنا شر له فيضربانه بمرزبة [19] ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلا يتطاير قبره نارا لو ضربت بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما. وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ويسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا والشيطان يغمه غما قال: ويسمع عذابه من خلق الله إلا الجن والإنس قال: وإنه ليسمع خفق نعالهم ونفض أيديهم وهو قول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم: 27] [20]. ورواه العياشي: بإسناده عن أبي بصيرعنه (عليه السلام) إلا أن في رواية العياشي: يقولان: ومن إمامك؟ فيقول: علي فينادي مناد من السماء: صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنة وساق الحديث [21]3. الستون والمائة: قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب
ثم تلا هذه الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ 28 جَهَنَّمَ } [إبراهيم: 28، 29] ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة [22].
عنه: عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة
عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] الآية قال: عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونصبوا له الحرب جحدوا وصية وصيه [23].
وسيأتي في سورة النحل: الآية 83 عن تفسير القمي مثله.
[1] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/ 367 عنه البحار: 24/ 13ح11 والبرهان: 3/ 285ح1.
[2] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/ 368 عنه البرهان: 3/ 294ح1
[5] هجمت: أي دخلت في السعي والتعب بلا روية وعلم. وفي البرهان: فضلت.
[8] من الكافي وفي «أ» والبرهان و«ب»: نادة. وند: نفر وذهب على وجهه شاردا الصحاح: 2/ 543- مادة ند
[9] في أ والبرهان: فذلك وليس في ب.
[10] الكافي:1/ 183 ح 2 عنه البرهان: 3/ 294ح2
[11] الكافي: 1/ 355ح 80 عنه البرهان: 3/ 296ح1.
[12] الحقو الخصر الصحاح: 6/ 2317.
[15] مابين القوسين من الكافي والبرهان.
[16] في البرهان و«ب»: ويسألانه.
[17] من الكافي وفي أ والبرهان و«ب»: في.
[19] المرزية: المطرقة الكبيرة تكسر بها الحجارة.
[20] الكافي: 3/ 239ح 12عنه البرهان: 3/ 300ح2
[21] العياشي: 2/ 225ح 18 عنه البرهان: 3/ 303ح7
[22] الكافي: 1/ 217ح 1 عنه البرهان: 3/ 306ح1
[23] الكافي: 1/ 217ح 4 عنه البرهان: 3/ 306ح2.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة