 
					
					
						دروس من قصة موسى والخضر (عليهما السلام) 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						السيد بدري عباس محمد الاعرجي
						 المؤلف:  
						السيد بدري عباس محمد الاعرجي 					
					
						 المصدر:  
						كيف تدخل الى تفسير القران
						 المصدر:  
						كيف تدخل الى تفسير القران 					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص 144 -150
						 الجزء والصفحة:  
						ص 144 -150					
					
					
						 2025-05-10
						2025-05-10
					
					
						 734
						734					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				قال تعالى: {وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا 60 فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا 61 فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا 62 قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا 63 قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا 64 فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا 65 قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا 66 قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا 67 وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا 68 قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا 69 قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡـَٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرٗا 70 فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا 71 قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا 72 قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا 73 فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا 74 قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا 75 قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا 76 فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا 77 قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا 78 أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا 79 وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا 80 فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا 81 وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا} [الكهف: 60-82] 
سؤال/ هل يمكن إتلاف جزء من أموال شخص بدون إذنه بحجة أن هناك غاصبا يريد مصادرتها؟
سؤال/ هل يمكن معاقبة شاب وقتله بحجة الأعمال الطالحة التي سيقوم بها في المستقبل؟
سؤال؟ هل هناك ضرورة للعمل المجاني بهدف الحفاظ على أموال شخص معين؟
هناك طريقان للإجابة على هذه الأسئلة نعرضها كما يلي:
الطريق الأول: إن الحوادث الحاصلة في قصة موسى والخضر عليهما السلام تتطابق مع الموازين الفقهية من بعض الجوانب وتختلف عنها في جوانب أخرى فحادثة خرق السفينة تعتبر منطبقة مع قانون الأهم والمهم وإن حفظ السفينة عمل أهم من الضرر الحاصل فيها وهو ضرر جزئي وهذا ما يعرف (بدفع الأفسد بالفاسد) وهو ما قام به الخضر (عليه السلام) وخصوصا إذا علم أهلها أنها ستصادر بدون الخرق وبهذا يكون الخضر  قد حصل على إذن الفحوى. أما ما يتعلق بالغلام فقد قال المحققون إنه كان بالغا وأنه كان مرتدا أو مفسدا وبسبب أعماله الفاسدة يجوز قتله.
 أما عن جرائم الغلام المستقبلية فهي طبقا لجرائمه الحالية يجوز قتله لكي لا يؤدي الى إفساد المجتمع. أما حادثة إقامة الجدار فلا أحد يستطيع أن يمنع أحد إذا قام بالتضحية والايثار من أجل الأخرين ولكي لا تضيع أموالهم بدون أخذ الأجر من أحد على على أعماله وهذا ما قام به الخضر (عليه السلام) وهذه الأفعال لا تصل الى حد الوجوب ولكنها تعتبر من السلوك الحسن وقد تكون التضحية من الأمور الواجبة في حالات خاصة.
الطريق الثاني: إن في هذا العالم نظامان هما التكويني والتشريعي ورغم أن هذين النظامين متناسقين فيما بينهما في الأصول الكلية ولكنهما يختلفان في الجزئيات فمثلا إن الله تبارك وتعالى يمكن أن يختبر العباد بالخوف ونقص الأموال والثمرات وموت الأعزاء وفقدان الأمن حتى يتبين الصابر من غيره في هذه الحوادث فهل يستطيع أحد حتى الأنبياء أو الأئمة أو العلماء أن يقوم بهذا العمل وهو الابتلاء بهدف اختبار الناس؟ وإن الله تبارك وتعالى يربي بعض الأنبياء والعباد الصالحين بأن يبتليهم بالمصائب بسبب تركهم الأولى مثل يعقوب (عليه السلام) أو يونس (عليه السلام) فهل يحق لأحد أن يقوم بمثل هذا العمل غير الله تبارك وتعالى في إختباره لهؤلاء الرسل الكرام والعباد الصالحين؟ وإن الله تبارك وتعالى في بع الأحيان يسلب نعمة الانسان لعدم شكره كأن تغرق أمواله في البحر أو تحترق بالنار فيخسر هذه الأموال بسبب عدم شكره للمنعم الحقيقي. والسؤال هو: هل يستطيع أحد من الناحية التشريعية والفقهية أن يسلب النعمة من الأخرين أو يضر بصحتهم بسبب عدم شركهم وبدعوى إبتلائهم؟ إن عالم الوجود قائم على النظام الأحسن حيث وضع الله تبارك وتعالى مجموعة من القوانين التكوينية لكي يسلك الانسان طريق التكامل في هذه الدنيا وعندما يتخلف عن هذه القوانين سيصاب بعواقب مختلفة ولكننا من الناحية التشريعية لا نستطيع أن نضع الأمور في إطار القوانين التكوينية فمثلا الطبيب يستطيع أن يقطع إصبع شخص مصاب في إصبعه لكي يمنع سريان السم أوالمرض الى قلبه. ولكن هل يستطيع أي شخص قطع إصبع شخص آخر لكي يربيه ويعوده على الصبر أو يعاقبه على كفرانه للنعمة (الله تبارك وتعالى يستطيع بموجب النظام التكويني الأحسن).
فالنظامان التكويني والتشريعي هما تحت سيطرة الله تبارك وتعالى فلا مانع أن الله تبارك وتعالى يأمر مجموعة من الناس أن تطبق النظام التشريعي بينما يأمر مجموعة من الملائكة أو البشر كالخضر (عليه السلام) بتطبيق النظام التكويني ومن وجهة نظر النظام التكويني لا مانع بأن يبتلي الله تبارك وتعالى طفلا بحادثة معينه ثم يموت ذلك الطفل بسبب تلك الحادثة لعلم الله تبارك وتعالى بأن هناك أخطار كبيرة وراء ذلك الطفل في المستقبل كما إن وجود هؤلاء الأشخاص يتم لمصلحة معينة كالابتلاء مثال ذلك إن الله تعالى قد يبتليني اليوم بمرض يقعدني في الفراش لعلمه بأن خروجي من البيت سيؤدي الى تعرضي لحادث خطير لا أستحقه لذلك فإن الله تعالى يمنعني من ذلك. أي بعبارة أخرى إن مجموعة من الأولياء والعباد الصالحين مكلفون في هذا العالم بالوطن.
 بينما مجموعة أخرى مكلفة بالظواهر والمكلفون بالظواهر لهم ضوابط وأصول خاصة بهم. والمكلفون بالبواطن لهم ضوابط وأصول خاصة بهم وصحيح أن الخط العام لهذين المنهجين يؤدي الى تكامل الانسان وأن البرنامجين متناسقين في القواعد الكلية إلا أنهما يفترقان في الجزئيات كما لا حظنا في الأمثلة السابقة. والمكلفون في المجموعتين المشار اليهما يجب أن يحصلوا على إذن المالك الحق وهو الله تبارك وتعالى في كل ما يقومون به وهذا ما نراه في الخضر (عليه السلام) عندما وضح هذه الحقيقة بصراحة في قوله: (وما فعلته عن أمري) بل سلكت خطوات وفقا للبرنامج الإلهي والضوابط التي كانت موضوعة لي. وهكذا سيزول التعارض وتنتفي الأسئلة والمشكلات المثارة حوله في المواقف الثلاث وإن عدم تحمل موسى (عليه السلام) لأعمال الخضر يعود لأن مهمة موسى (عليه السلام) كانت تختلف عن مهمة الخضر (عليه السلام) في هذا العالم لذلك كان موسى (عليه السلام) يعترض على الخضر (عليه السلام) لأن الأعمال التي قام بها تبدو مخالفه للضوابط الشرعية المكلف بها موسى (عليه السلام) بموجب المنهج التشريعي بينما كان الخضر (عليه السلام) مستمرا في طريقه ببرود لأن وظيفة كل منهما ودوره المرسوم له إلهيا تختلف عن الأخر. لذلك لم يستطيعا البقاء سويا وهذا مادفع الخضر (عليه السلام) للقول: {هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ} [الكهف: 78] 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي موسى وهارون وقومهم
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي موسى وهارون وقومهم					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة