 
					
					
						أنواع البلاء على بني اسرائيل					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي					
					
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج 2، ص382-385.
						 الجزء والصفحة:  
						ج 2، ص382-385.					
					
					
						 2025-10-30
						2025-10-30
					
					
						 40
						40					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				أنواع البلاء على بني اسرائيل
قال تعالى : {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الأعراف : 129، 134].
 قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : قال الذين آمنوا لموسى عليه السّلام : قد أوذينا قبل مجيئك بقتل أولادنا ، ومن بعد ما جئتنا ، لمّا حبسهم فرعون لإيمانهم بموسى ، ف قالَ موسى {عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} ومعنى ينظر أي يرى كيف يعملون ، فوضع النظر مكان الرؤية.
قال : وقوله : {وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ} يعني بالسنين الجدبة ، لمّا أنزل اللّه عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم.
قال : وأمّا قوله : {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ } قال : الحسنة ها هنا : الصحّة والسّلامة والأمن والسّعة وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ قال : السيئة ها هنا : الجوع والخوف والمرض يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أي يتشاءموا بموسى ومن معه.
قال : قوله تعالى : { وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ } - إلى قوله - {وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ} ، فقال : فإنّه لمّا سجد السحرة ومن آمن به من الناس ، قال هامان لفرعون : إنّ الناس قد آمنوا بموسى ، فانظر من دخل في دينه فاحبسه. فحبس كلّ من آمن به من بني إسرائيل ، فجاء إليه موسى فقال له : خلّ عن بني إسرائيل. فلم يفعل ، فأنزل اللّه عليهم في تلك السنة الطوفان فخرّب دورهم ومساكنهم ، حتى خرجوا إلى البريّة فضربوا الخيام ، فقال فرعون لموسى عليه السّلام : ادع لنا ربّك حتى يكف عنا الطوفان حتى أخلّي عن بني إسرائيل وأصحابك. فدعا موسى عليه السّلام ربّه فكفّ عنهم الطوفان ، وهمّ فرعون أن يخلّي عن بني إسرائيل ، فقال له هامان : إن خلّيت عن بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك ، فقبل منه ولم يخلّ عن بني إسرائيل.
فأنزل اللّه عليهم في السنة الثانية الجراد ، فجردت كلّ ما كان لهم من النّبت والشجر حتّى كادت تجرد شعرهم ولحاهم ، فجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا ، وقال : يا موسى ، ادع لنا ربّك أن يكفّ عنّا الجراد ، حتى أخلّي عن بني إسرائيل وأصحابك. فدعا موسى عليه السّلام ربّه فكفّ عنهم الجراد ، فلم يدعه هامان أن يخلّي عن بني إسرائيل.
فأنزل اللّه عليهم في السنة الثالثة القمّل ، فذهبت زروعهم وأصابتهم المجاعة ، فقال فرعون لموسى : إن دفعت عنّا القمّل كففت عن بني إسرائيل.
فدعا ربّه حتى ذهب القمّل. وقال : أوّل ما خلق اللّه القمّل في ذلك الزمان ، فلم يخلّ عن بني إسرائيل.
فأرسل اللّه عليهم بعد ذلك الضفادع فكانت تكون في طعامهم وشرابهم ، ويقال : إنّها كانت تخرج من أدبارهم وآذانهم وأنافهم ، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا فجاءوا إلى موسى عليه السّلام فقالوا : ادع اللّه لنا أن يذهب عنّا الضفادع ، فإنّا نؤمن بك ، ونرسل معك بني إسرائيل. فدعا موسى عليه السّلام ربّه فرفع اللّه عنهم ذلك. فلمّا أبوا أن يخلّوا عن بني إسرائيل حوّل اللّه تعالى ماء النيل دما ، فكان القبطي يراه دما والإسرائيلي يراه ماء ، فإذا شربه الإسرائيلي كان ماء ، وإذا شربه القبطي كان دما ، فكان القبطي يقول للإسرائيلي : خذ الماء في فمك وصبّه في فمي. فكان إذا صبّه في فم القبطي تحوّل دما ، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا ، فقالوا لموسى عليه السّلام : لئن رفع اللّه عنّا الدّم لنرسلنّ معك بني إسرائيل.
فلما رفع اللّه عنهم الدّم غدروا ولم يخلّوا عن بني إسرائيل ، فأرسل اللّه عليهم الرّجز ، وهو الثلج - الأحمر - ولم يروه قبل ذلك ، فماتوا منه ، وجزعوا جزعا شديدا ، وأصابهم ما لم يعهدوا قبل { قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ } فدعا ربّه فكشف عنهم الثّلج ، فخلّى عن بني إسرائيل.
فلمّا خلى عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السّلام ، وخرج من مصر ، واجتمع إليه من كان هرب من فرعون ، وبلغ فرعون ذلك ، فقال له هامان : قد نهيتك أن تخلّي عن بني إسرائيل ، فقد اجتمعوا إليه. فجزع فرعون وبعث إلى المدائن حاشرين وخرج في طلب موسى « 1 ».
_______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 723.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي موسى وهارون وقومهم
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي موسى وهارون وقومهم					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة