أسلوب الاستفهام
المؤلف:
السيد بدري عباس محمد الاعرجي
المصدر:
كيف تدخل الى تفسير القران
الجزء والصفحة:
ص45 - 48
2025-05-06
727
أدوات الاستفهام:
أ- حروف الاستفهام وهي ثلاث (الهمزة، هل، أم).
ب- أسماء الاستفهام وهي ثمانية (من، ما، متى، أين، أيان، أنى، وكيف، وكم)
هل وأم تختص بطلب التصديق للواقع أم مختصة بطلب التصور.
الهمزة وبقية أدوات الاستفهام تأتي لطلب التصور والتصديق. أما (هل) فتأتي لطلب التصديق خاصة. والهمزة تدخل على النفي وعلى الاثبات وتفيد في هذه الحالة معنيين الأول طلب الإفهام والثاني أن تكون حرف نداء ومعناها يا صاحب هذه الصفات. مثال قوله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ } [النمل: 62] خواص الهمزة:
1- جواز حذفها.
2- تأتي لطلب التصور والتصديق معا.
3- تدخل على الاثبات مثل قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلٖ مِّنۡهُمۡ} [يونس: 2]
4- تتقدم على أدوات العطف دلالة على أصالتها في الصدارة.
5- تدخل على الشرط بخلاف غيرها مثل قوله تعالى: {أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ } [آل عمران: 144].
أنواع الاستفهام:
1- الاستفهام: الاستنكاري: معناه إن ما بعد أداة الاستفهام منفي ولذلك تصحبه إلا مثل قوله تعالى: {وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ} [سبأ: 17] ويعطف عليه المنفي كقوله تعالى: {أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } [الزمر: 19] ومعناه لست تنقذ من في النار. إذا كان ما بعد الاستفهام غير واقع ومدعيه كاذب فهذا هو الاستفهام الابطالي مثل قوله تعالى: {أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا} [الإسراء: 40]
أما إذا كان ما بعد الاستفهام واقع وإن فاعله ملام فهذا هو الاستفهام الحقيقي مثل قوله تعالى: {قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ} [الصافات: 95]
وقوله تعالى: { قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [الأنعام: 40]
2- إستفهام التقرير: هو إجبار المخاطب على الإقرار والاعتراف بشيء قد استقر عنده مثل قوله تعالى: {وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} [الزخرف: 51]
ملاحظات:
1- إن حقيقة إستفهام التقرير هو إستفهام إنكار لأن الانكار نفي وقد دخل على المنفي ونفي النفي إثبات
مثال إذا دخلت الهمزة على ليس أصبح إستفهام تقرير وكان بمعنى الايجاب ولا يدخل معها أحد لأن أحد يجوز مع حقيقة النفي مثال قوله تعالى: {أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ} [الأعراف: 172] معناه أنا ربكم. وقوله تعالى: {أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} [القيامة: 40] وهذا معناه إن الله قادر على
إحياء الموتى وقوله تعالى: {أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ} [الزمر: 36] وهذا معناه الله كاف عبده الاستفهام إذا دخل على النفي يكون بأحد وجهين:
أ- أما أن يكون إستفهام عن النفي فيبقى النفي على ما هو عليه.
ب- أو يكون لغرض التقرير مثل قوله تعالى: {أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} [الشرح: 1] في حالة دخول الاستفهام على الوجه الأول فلا يجوز دخول نعم عليه في الجواب بل تدخل عليه بلى وإن كان دخوله بالمعنى الثاني وهو التقرير فالكلام يكون لفظ ومعنى. فلفظه نفي داخل عليه الاستفهام ويكون معناه الاثبات فيجاب ببلى بالنظر الى لفظه ومن ناحية المعنى يجاب بنعم. قد يجتمع الاستفهام الواحد للانكار والتقرير كقوله تعالى: {وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} [الأنعام: 81] وهذا معناه ليس الكفار آمنين والذين آمنوا أحق بالأمن.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة