1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

هاوية الحياة

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص245ــ248

2024-04-15

875

قد يواجه الشاب في بعض الحالات تضاداً بين الغرائز والوجدان ، فيرى نفسه أمام طريقين كل منهما في اتجاه، طريق التضاد الأخلاقي وطريق الميول النفسية ، حينها يجب أن يعلم أنه بات على شفير هاوية الحياة وهو يدنو من الخطر، وإن لم يسارع إلى المبادرة ويتجاهل شهواته المنافية للأخلاق فإنه ساقط لا محالة ، عندها ربما عاش بقية حياته في تعاسة وشقاء. وهنا نورد بعض الأمثلة الدالة على بحثنا هذا :
إن الغريزة تبرز بشدة عند الشباب وتتملك أحاسيسهم وكيانهم. فالشاب إذا ما صادف فتاة جميلة فإنه يتعلق بها في البداية ثم تتحول هذه العلاقة إلى حب فعشق كبير يسلب منه هدوءه واستقراره فيسعى الشاب بكل الوسائل لوصلها وإشباع رغبته مع معشوقته .
هذا الشاب الذي نتحدث عنه إذا استطاع الزواج من معشوقته وإرضاء رغبته الجامحة ضمن إطار الشرع والقانون حفاظاً على مبادى، الأخلاق ، فإنه يكون بهذا العمل الذي يتطابق والتعاليم الدينية والعلمية قد نجح في التنسيق ما بين غريزته وضميره الأخلاقي وأشبعهما معا.
أما إذا لم يستطع أو لم يشأ الزواج منها أو امتنعت الفتاة عن قبوله بعلاً لها لأسباب معينة ، هذا الشاب العاشق الولهان الذي سيتعرض لضغوط الحب والغريزة الجنسية معاً قد يسلك أحد طريقين .
الشاب عند مفترق طريقين :
أولاً: إما أن يسعى إلى نسيانها ويجاهد نفسه حتى يخلص ذهنه من التفكير بها.
ثانياً: وإما ان يبحث عن فتاة أخرى ليشبع شهوته، فهو لا يتورع عن القيام بأي عمل كان من أجل بلوغ هدفه الغريزي .
والطريق الثاني تترتب عليه أحداث سلبية لا تحمد عقباها ، فدافع الغريزة يحجب كل شيء عن أنظار الشاب ويدفع به إلى ارتكاب جرائم كبيرة وممارسات لاإنسانية.
وما أكثر الأحداث التي راح ضحيتها الكثير من الفتيات الظاهرات العفيفات اللواتي غرر بهن شباب خدعوهن بالوعود الكاذبة وسلبوا منهن عفتهن إرضاءً وإن كان مؤقتاً لشهواتهم ونزواتهم، فهتكوا شرفهن وكرامتهن وجعلوهن يعشن بقية أعمارهن بتعاسة وشقاء مما يدفع بهن في بعض الأحيان إلى الانتحار وهن في ريعان شبابهن تسبقه ضغوط نفسية وعصبية حادة نتيجة الخوف من العار والفضيحة.
وما أكثر الشباب الذين أقدموا على قتل من وقف حائلا دون وصالهم بفتيات أحلامهم ، وما أكثر الفتيات اللواتي ارتكبن جرائم بشعة بحق اولئك الذين حالوا دون وصالهن بفارس أحلامهن.
فشل الحب والانتقام:
وكم من شاب عشق فتاة لم تعره أي اهتمام أو حاولت صده، وبالعكس كم من فتاة عشقت شاباً لم يعرها أدنى اهتمام رافضاً علاقتها ، وكانت النتيجة أن فكر الشاب أو الشابة بالانتقام نتيجة فشل الحب ، وحدثت جرائم كبيرة راح ضحيتها شبان وشابات.
وهكذا الأمر بالنسبة لغريزة حب المال والثروة وحب القدرة والتفوق وسائر الميول الغريزية شأنها جميعاً شأن الغريزة الجنسية. والشاب الذي يمتثل لنداء ضميره في سبيل إرضاء غرائزه ويعمل على التنسيق بينهما فإنه ينجح في بلوغ السعادة الإنسانية الحقيقية . أما إذا أفرط في إشباع غرائزه وتجاهل نداء ضميره تماماً فإنه قادم على ارتكاب أبشع الجرائم لا محالة وبالتالي سيعاني بقية عمره من التعاسة والشقاء.
إن الإنقياد للميول الغريزية والرغبات النفسية دون تحكيم العقل والضمير ودون الامتثال للأوامر الإلهية هو أساس الفساد والانحراف الذي لا شك أنه سيحول دون بلوغ الإنسان الكمال المطلوب والسعادة المادية والمعنوية.
وقد حذر الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من ركوب الشهوات والإمتثال لهوى النفس.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): أهجروا الشهوات فإنها تقودكم إلى ركوب الذنوب والتهجم على السيئات(1).
وعنه (عليه السلام) : طاعة دواعي الشرور يفسد عواقب الأمور(2).
وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قال لي أبو الحسن الإمام الرضا (عليه السلام): إتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعراً(3) .
ينبغي أن تكون هذه المواعظ والحكم منهاج عمل الإنسان في شتى مجالات الحياة بما فيها المجال الغريزي، لأن الافراط في إشباع الميول النفسية والرغبات الغريزية يتم بكل سهولة لأنه يتطابق وميولنا الفطرية ، إلا أن نتيجته ستكون فساد الإنسان وضياعه ، وسيدفع الإنسان سعادته رخيصة ثمناً لطاعة هواه.
قال الإمام الجواد (عليه السلام) : من أطاع هواه أعطى عدوه مناه(4).
_____________________________
(1) فهرست الغرر، ص186.
(2) غرر الحكم، ص470.
(3) الكافي2 ، ص 336.
(4) سفينة البحار 2 ، «هوى» 728. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي