x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

دور رياض الاطفال في حماية البيئة

المؤلف:  د. صبحي عزيز البيات

المصدر:  التربية البيئية

الجزء والصفحة:  ص 39 ــ 44

2023-09-24

1592

رياض الاطفال، وتسمى أيضاً جنة الاطفال، هي محطة توجيهية وتعليمية لتأهيل الاطفال والبراعم الذين هم بعمر الزهور لتنشئتهم وبلورة افكارهم وغرس الممارسات السليمة بالتوجيهات السديدة، لاستقبال المرحلة الابتدائية، التي هي مرحلة الاعداد التعليمي الحقيقي للطفل.

تقول المربية سماهر الجبوري: اثبت العلم الحديث اهمية السنين الأربع الاولى للطفل لتكوين شخصيته وكيانه، لذلك فان التأكيد على التعليم والتسلية هي بداية هذه المرحلة التي تسهم بصورة فعالة في بلورة وتكوين الطفل لتكوين شخصيته وكيانه، وجعل شخصيته أكبر تطوراً لابراز مهاراته وخبراته الاساسية.. وتؤكد زميلتها اسراء على اهمية وضرورة مرحلة الرياض في تربية الاطفال وتنشئتهم ومساعدتهم وتأهيلهم للدخول الى الصف الاول الابتدائي. فدخول الطفل الى الروضة يعد مرحلة اساسية في توعيته ومساعدته على التكيف مع العالم الخارجي قبل دخوله المدرسة. ويوافقهم السيد داود الاعظمي - أحد المعنيين برياض الاطفال في وزارة التربية - بان هذه المرحلة هي من اهم مراحل توجيه وتعليم الاطفال، فهي بوابة البداية لمرحلة جديدة في حياتهم، وهي الاساس في تنشئة وتعليم الاطفال، واعدادهم الاعداد الصحيح نحو مرحلة أكثر اهمية من هذه المرحلة، الا وهي المرحلة الابتدائية، التي سوف يتلقى فيها الاطفال دروساً علمية تسهم في تعليمهم وتوجيههم (1).

على الرغم من أن مرحلة رياض الأطفال لم تصبح جزءاً رسمياً من التربية النظامية (الرسمية) في كثير من بلدان العالم، إلا أن معظم وزارات التربية والتعليم قد أخذت على عاتقها مسألة الإشراف عليها وتنظيمها ومتابعتها إيماناً منها بأهمية هذه المرحلة في حياة الفرد. وإذا كانت جميع مراحل عمر الإنسان تأخذ أدواراً هامة في تشكيل الصورة النهائية لشخصيته، إلا أن أحداً لا ينكر تمييز السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان عن باقي مراحل العمر في تكوين الأسس التي تبنى عليها جميع الخصائص ذات العلاقة بشخصيته اللاحقة من عقلية وجسمية ونفسية وإنفعالية واجتماعية. وهذا ما أكده كل المربين بلا إستثناء. ومن هنا تنامت موجة الإلتفات لهذه المرحلة، لأنها، أي الروضة، تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة التي يواجهها الطفل خارج حياته الاسرية. ولذا فلا عجب ان نرى المؤتمر الدولي للتربية قد أوصى في دورته السابعة عشر التي إنعقدت عام 1939 بوجوب العناية بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال، ثم عاد وأوصى عام 1961 بأن تعمل الدول على تشجيع إستحداث مؤسسات ما قبل المدرسة والتوسع فيها وتطويرها.

وتسعى روضة الأطفال كمؤسسة تربوية وسطى بين البيت والمدرسة، الى إعداد الطفل للمدرسة الابتدائية، وذلك بمساعدة الاسرة في تكوين الطفل تكويناً سليماً في هذه المرحلة القاعدية من حياة الإنسان، خصوصاً وان المرأة وهي الجزء الأساسي من الاسرة دخلت الى سوق العمل. ولا تقف المشكلة عند أطفال النساء العاملات، فأطفال المدن يعانون من ضيق المساكن، وأطفال الريف - كما في الأحياء الفقيرة في المدن - يعانون من جوع ثقافي يؤثر في مستواهم المعرفي، وفي قدرتهم على مواجهة التحديات، وعلى التكيف لما قد يطرأ من عناصر التجديد على البيئة. ومن هنا جاءت اهمية رياض الأطفال نتيجة قيامها بشيء من التعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان امهاتهم، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والإنفعالية (2).

وتسعى رياض الأطفال، في مجال حماية البيئة، الى تجذير التوجيهات التي بدأتها الاسرة في مجال استكشاف البيئة ومعرفة مكوناتها وما تعرضت له من مشكلات وكيفية المحافظة عليها. ولعل المدخل المستقل أكبر ملائمة لتضمن التربية البيئية في المناهج الدراسية في مرحلة رياض الأطفال من المدخلين الأخرين، الوحدات الدراسية والإندماجي، ويتمثل المدخل المستقل في برامج دراسة متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل. ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة غير معنيين بتفريع المعرفة، وينظرون الى الظاهرة او المشكلة نظرة كلية شمولية. كما أن معلمات الروضة يستطعن تدريس ذلك المنهاج بسهولة، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي. وعلى عاتق معلمة الروضة يقع العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية في هذه المرحلة بروح بيئية.

دور رياض الأطفال في العراق الجديد

في مجال التربية البيئية، أعدت وزارة البيئة ورقة تناولت واقع التربية البيئية في دور رياض الاطفال وسلطت الضوء على الجهد المؤسسي الذي يوجه في هذا الإطار، أشارت فيها الى أن الوزارة اولت، منذ انبثاقها في آب 2003 ككيان مؤسسي يلعب دورا فاعلا على مستوى العمل البيئي المحلي، اهمية كبيرة بالنهوض بواقع عمل الاعلام البيئي والتربية البيئية. وان مركز الاعلام والتوعية البيئية في هذه الوزارة قد نشط في وضع البرامج، وتنظيم العديد من الندوات والحلقات العلمية والنقاشية، التي تستهدف شرائح موجهي ومعلمي رياض الاطفال، والتعليم الذي يسبق المراحل الابتدائية، وذلك من اجل ايجاد كادر تعليمي يتوفر على خلفية معرفية بيئية سيعكسها بدوره على الاطفال، فضلا عن تنظيم العديد من الحملات التي تهدف الى تحسين الواقع البيئي لدور ورياض الاطفال من خلال زيارات تقوم بها فرق مختصة لمتابعة الواقع الصحي البيئي في تلك الدور، والقيام بالعديد من حملات التشجير وزرع الشتلات التي تساهم بدورها في ايجاد البيئة المثلى التي تفعل لدى الطفل العلاقة المثالية ازاء بيئته والمناخ الذي يحيى فيه. كما قامت الوزارة بتوزيع العديد من المطبوعات التوعوية التي توجه رسالة توعية بيئية للأطفال. وفي مراحل اخرى، وزعت وزارة البيئة، من خلال مركز الاعلام والتوعية البيئية، الاف الحقائب المنزلية المثبت عليها بعض الرسوم البيئية التي تكرس السلوك المثالي تجاه البيئة وطبيعة التعامل السليم معها يضاف الى ذلك ان المركز نجح في إنضاج تجارب المخيمات الكشفية لعدد من المدارس الابتدائية في مدينة بغداد حيث تم تنظيم عدد من مسابقات الرسوم البيئية مع توزيع عدد من الجوائز العينية والاعتبارية على المشاركين فيه.

يشار الى ان آلية مشابهة تطبق على صعيد المحافظات في اهتمامها بتحسين واقع التربية البيئية لدى المستفيدين في دور رياض الاطفال، حيث تنفذ العديد من البرامج التربوية، بالتنسيق مع الجهات التي تتشكل من وزارتي البيئة والتربية، من اجل التوجه الى هذه الشريحة المهمة، عبر مطبوع، او كتيب، او ملصق، او أي رسالة تعد لهذا الغرض، وعبر اسلوب المشاركة ما بين هذه الجهات، من اجل تعميق مفاهيم الوعي البيئي لدى الاطفال.

ويذكر ان المركز المذكور كان قد اعد انشودة بيئية ووزعها على عدد من رياض الاطفال لاعتمادها لديهم، تعبر عن اهمية البيئة والمحافظة عليها، وهو اسلوب معتمد لدى وسائل التربية الحديثة بهدف لفت انتباه الطفل لموضوعات معينة، وتكريس مفاهيم تخص البيئة لديه، وكيفية التعامل الامثل معها.. كما تم توزيع دفاتر تلوين مع مستلزمات الرسم الاخرى على عدد من رياض الاطفال حيث كانت معظم الرسوم تعبر عن مناظر ورسومات بيئية يلتفت الطفل من خلالها الى الموضوعات البيئة المختلفة.

وجاء في الورقة أيضاً: نحن كمؤسسة تعنى في مجال الوعي والتربية البيئية على وجه الخصوص نتأمل ان يتم اعداد مناهج تربوية بيئية غير صفية مستقبلا تشمل عموم دور رياض الاطفال في العراق حيث تعد مثل هذه المناهج الموجه الاول لدى الطفل وعلاقته الاولى ازاء ما يعرف بالبيئة وعندها سيتشكل الطفل من هذه القاعدة نحو الاسس والمسوغات البيئية المطلوبة وعليه نطمح ونعمل مستقبلا على مثل هذا المشروع ليؤسس اللبنة الاولى لتربية طفل على اساس موجهات بيئية مستساغة لديه ولدينا في آن معا.. كما نطمح لإنتاج معلم او موجه تربوي ملم بمعارف وثقافات البيئة.. هذا فضلا عن اهمية الرسائل الاعلامية التي يمكن انتاجها وبمساعدة مؤسسات الدولة الرسمية البيئية في بلورة نسق ثقافي بيئي يكون موجها الى شريحة الاطفال في هذه الدور ويتناول العديد من الانماط السلوكية التي تحث على حب البيئة واحترامها وذلك من خلال النتاجات الفنية من رسوم متحركة الى فعاليات تلفازية او غيرها من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الاخرى اضافة الى اهمية ان يدمج الطفل عملياتيا بمفاهيم البيئة كي لا تتحول المسألة لديه الى مجرد افكار ونظريات وانما ضرورة ان تنظم للطفل بعض الانشطة الميدانية التي تنمي لديه الشعور بأهمية الطبيعة وضرورة مراعاتها وحثه بالتالي على ممارسة مسؤولية تجاهها وبالشكل الامثل بيئيا.

وقدمت الورقة المقترحات التالية:

1ـ انتاج منظومة معارف الكترونية تعنى بإثراء موضوعات التربية البيئية لدى هذه الشريحة المهمة.

2ـ عمل دورات لخبراء التوعية البيئية في المؤسسات الرسمية العربية للقيام بدور يعكس هذه المعارف على موجهي ومعلمي دور رياض الاطفال عبر دورات للتربية البيئية تقدم لهؤلاء المعلمين.

3ـ ضرورة ان ترتبط التوصيفات الرسمية التي تعنى بموضوع الاعلام والتوعية والتربية البيئية في جميع الدول العربية عبر شبكة الكترونية بهذا الخصوص من اجل تفعيل الجهد المشترك والاستفادة من خبرات وتجارب الاخرين.

4ـ عمل بعض المواد العلمية التعليمية والارشادية الموجهة الى شريحة الاطفال من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء العرب وتعميمها على الدول العربية بغية الافادة منها وتعميمها على دور رياض الاطفال في دولهم وكذلك انتاج دليل تربوي بيئي يكون موجها للمتصدين لمهام الاعلام والتوعية البيئية باعتماده كمرجع تنطلق من خلاله كل الممارسات والتوجهات العلمية التي تخص التعامل مع معلمي دور رياض الأطفال (3). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ رياض الأطفال.. بوابة اولى للتربية والمعرفة، تحقيق: غازي المنشداوي، (المدى)، 28 / 10 / 2006.

2- محمد عدس وعدنان مصلح، رياض الأطفال، عمان، 1980.

3- التربية البيئية في دور رياض الأطفال والتعليم قبل الابتدائي، مجلة (البيئة والحياة)، العدد السابع، آب 2006. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+