تفسير معنى الولايات
المؤلف:
د. السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
فقه القرآن الميسر
الجزء والصفحة:
ص54-55
2023-09-04
1831
وهِيَ جِهَتَانِ فَإِحْدَى الْجِهَتَيْنِ مِنَ الْوِلَايَةِ وِلَايَةُ وُلَاةِ الْعَدْلِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِوِلَايَتِهِمْ وتَوْلِيَتِهِمْ عَلَى النَّاسِ ووِلَايَةِ وُلَاتِهِ ووُلَاةِ وُلَاتِهِ إِلَى أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ الْوِلَايَةِ عَلَى مَنْ هو وَالٍ عَلَيْهِ .
والْجِهَةُ الْأُخْرَى مِنَ الْوِلَايَةِ وِلَايَةُ وُلَاةِ الْجَوْرِ ووُلَاةِ وُلَاتِهِ إِلَى أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي هو وَالٍ عَلَيْهِ.
فَوَجْهُ الْحَلَالِ مِنَ الْوِلَايَةِ وِلَايَةُ الْوَالِي الْعَادِلِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِمَعْرِفَتِهِ ووِلَايَتِهِ والْعَمَلِ لَهُ فِي وِلَايَتِهِ ووِلَايَةِ وُلَاتِهِ وَوُلَاةِ وُلَاتِهِ بِجِهَةِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْوَالِيَ الْعَادِلَ بِلَا زِيَادَةٍ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ ولَا نُقْصَانٍ مِنْهُ ولَا تَحْرِيفٍ لِقَوْلِهِ ولَا تَعَدٍّ لِأَمْرِهِ إِلَى غَيْرِهِ فَإِذَا صَارَ الْوَالِي وَالِيَ عَدْلٍ بِهَذِهِ الْجِهَةِ فَالْوِلَايَةُ لَهُ والْعَمَلُ مَعَهُ ومَعُونَتُهُ فِي وِلَايَتِهِ وتَقْوِيَتُهُ حَلَالٌ مُحَلَّلٌ وحَلَالٌ الْكَسْبُ مَعَهُمْ وذَلِكَ أَنَّ فِي وِلَايَةِ وَالِي الْعَدْلِ ووُلَاتِهِ إِحْيَاءَ كُلِّ حَقٍّ وكُلِّ عَدْلٍ وإِمَاتَةَ كُلِّ ظُلْمٍ وَجَوْرٍ وفَسَادٍ فَلِذَلِكَ كَانَ السَّاعِي فِي تَقْوِيَةِ سُلْطَانِهِ وَالْمُعِينُ لَهُ عَلَى وِلَايَتِهِ سَاعِياً إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ مُقَوِّياً لِدِينِهِ.
وأَمَّا وَجْهُ الْحَرَامِ مِنَ الْوِلَايَةِ فَوِلَايَةُ الْوَالِي الْجَائِرِ ووِلَايَةُ وُلَاتِهِ الرَّئِيسِ مِنْهُمْ وأَتْبَاعِ الْوَالِي فَمَنْ دُونَهُ مِنْ وُلَاةِ الْوُلَاةِ إِلَى أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ الْوِلَايَةِ عَلَى مَنْ هو وَالٍ عَلَيْهِ والْعَمَلُ لَهُمْ والْكَسْبُ مَعَهُمْ بِجِهَةِ الْوِلَايَةِ لَهُمْ حَرَامٌ ومُحَرَّمٌ مُعَذَّبٌ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى قَلِيلٍ مِنْ فِعْلِهِ أَو كَثِيرٍ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ جِهَةِ الْمَعُونَةِ مَعْصِيَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ وَذَلِكَ أَنَّ فِي وِلَايَةِ الْوَالِي الْجَائِرِ دَوْسَ الْحَقِّ كُلِّهِ وإِحْيَاءَ الْبَاطِلِ كُلِّهِ وإِظْهَارَ الظُّلْمِ والْجَوْرِ والْفَسَادِ وإِبْطَالَ الْكُتُبِ وقَتْلَ الْأَنْبِيَاءِ والْمُؤْمِنِينَ وهَدْمَ الْمَسَاجِدِ وتَبْدِيلَ سُنَّةِ اللَّهِ وشَرَائِعِهِ فَلِذَلِكَ حَرُمَ الْعَمَلُ مَعَهُمْ ومَعُونَتُهُمْ والْكَسْبُ مَعَهُمْ إِلَّا بِجِهَةِ الضَّرُورَةِ نَظِيرَ الضَّرُورَةِ إِلَى الدَّمِ والْمَيْتَةِ[1].
4- وعَنْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً ولَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً.
35 باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين
الْبَرَاءَةُ مِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله ) وهَمُّوا بِإِخْرَاجِهِمْ وسَنُّوا ظُلْمَهُمْ وغَيَّرُوا سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ (صلى الله عليه واله ) والْبَرَاءَةُ مِنَ النَّاكِثِينَ والْقَاسِطِينَ والْمَارِقِينَ الَّذِينَ هَتَكُوا حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله ) ونَكَثُوا بَيْعَةَ إِمَامِهِمْ وأَخْرَجُوا الْمَرْأَةَ وحَارَبُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وقَتَلُوا الشِّيعَةَ الْمُتَّقِينَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَاجِبَةٌ والْبَرَاءَةُ مِمَّنْ نَفَى الْأَخْيَارَ وشَرَّدَهُمْ وآوَى الطُّرَدَاءَ اللُّعَنَاءَ وجَعَلَ الْأَمْوَالَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ وَاسْتَعْمَلَ السُّفَهَاءَ مِثْلَ مُعَاوِيَةَ وعَمْرِوبْنِ الْعَاصِ لَعِينَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) والْبَرَاءَةُ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ والَّذِينَ حَارَبُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَقَتَلُوا الْأَنْصَارَ والْمُهَاجِرِينَ وأَهْلَ الْفَضْلِ والصَّلَاحِ مِنَ السَّابِقِينَ والْبَرَاءَةُ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِيثَارِ ومِنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأَهْلِ وَلَايَتِهِ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وبِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) ولِقائِهِ كَفَرُوا بِأَنْ لَقُوا اللَّهَ بِغَيْرِ إِمَامَتِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً فَهُمْ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ والْبَرَاءَةُ مِنَ الْأَنْصَابِ وَالْأَزْلَامِ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وقَادَةِ الْجَوْرِ كُلِّهِمْ أَو لِهِمْ وآخِرِهِمْ والْبَرَاءَةُ مِنْ أَشْبَاهِ عَاقِرِي النَّاقَةِ أَشْقِيَاءِ الْأَو لِينَ وَالْآخِرِينَ ومِمَّنْ يَتَوَلَّاهُمْ والْوَلَايَةُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) والَّذِينَ مَضَوْا عَلَى مِنْهَاجِ نَبِيِّهِمْ (عليه السلام) ولَمْ يُغَيِّرُوا ولَمْ يُبَدِّلُوا مِثْلِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وأَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ والْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ وعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وحُذَيْفَةَ الْيَمَانِيِّ وأَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ذِي الشَّهَادَتَيْنِ وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وأَمْثَالِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والْوَلَايَةُ لِأَتْبَاعِهِمْ وأَشْيَاعِهِمْ والْمُهْتَدِينَ بِهُدَاهُمْ والسَّالِكِينَ مِنْهَاجَهُمْ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِم[2].
[1] تحف العقول، النص، ص: 332
[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج2، ص: 126
الاكثر قراءة في العبادات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة