عبور البحر والتحير في الصحراء
المؤلف:
الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة:
ج4 ص 600 - 601
2023-05-19
2198
إنَّ الكون بأسره هو قيادة للأركان العامة الإلهية؛ لأنه: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفتح: 4]، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31] فمبعوث رأفة الباري يهيّئ تارة الوسائل لعبور البحر من دون إمكانات مادية، ويسد تارة أخرى سبل اجتياز أرض مفتوحة خالية من العقبات المتعارفة. لذا فإن بني إسرائيل كانوا قد اجتازوا البحر بسرعة لكنهم تاهوا وتحيّروا في الصحراء. وسيأتي تفصيل هذا الاختلاف في تحرير آية "التيه": {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26]
ويُستشف من مجموع هذه القصة أن جميع مستلزمات العيش كانت قد أمنت لبني إسرائيل خلال الأربعين عاماً التي قضوها في صحراء التحيّر، وإن كان إثبات كيفية ذلك يفتقر إلى التاريخ الموثوق أو الحديث المعتبر. فمن الممكن الوقوف على كيفية تأمين ماء شربهم من خلال نموذج ضرب العصا بالحجر، بيد أن تأمين لباس الأحياء وأكفان الأموات بالصورة المذكورة في الجوامع التفسيرية يحتاج إلى تحقيق وبحث أعمق، لكنه لا حاجة لمثل هذا التحقيق.
الاكثر قراءة في قصة النبي موسى وهارون وقومهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة