x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ظاهرة التثاؤب عند التلامذة
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص243 ـ 244
2023-02-28
1251
ظاهرة التثاؤب تزعج المدرسين، لأنهم يرون فيها دليلاً على عدم المثابرة، والشعور بالملل والكسل، أو دليلاً على التبلد الذهني، أو عدم الانسجام مع الجو التعليمي السائد في الصف، إلى ما هنالك من تفسيرات، وجميعها تثير غضب المدرسين فيبادرون إلى قصاص التلامذة وزجرهم.
وهي عادة يمقتها المجتمع ويرى فيها، شيئاً مما يراه المدرسون، فيقاومها بعضنا على أنها من العادات السيئة، التي تطل برأسها إلى كياننا الفسيولوجي على غير رغبة منا، فتعطي عنا صورة، لا نرضى أن نكون فيها.
والحقيقة أنه من الناحية الفسيولوجية، التثاؤب عبارة عن عملية تنفس تثار على نمط الأفعال المنعكسة، وتكون مصحوبة بتقلص لمختلف عضلات الوجه وظيفتها العمل على زيادة كمية الأوكسيجين في الدم، وهي تحدث بشكل لا إرادي حتى عند الطفل الرضيع، الذي لم تمضِ أشهر على ولادته بعد، وذلك لتنشيط الدورة الدموية في المخ.
من هنا علينا أن نصحح النظرية الخاطئة السائدة في أذهان الناس عامة، وفي أذهان المدرسين، ونوضح أن التثاؤب ليس بالضرورة دليلاً على عدم الاهتمام أو عدم الانتباه، أو عدم الرغبة في الانتباه، والتعبير عن القلق من سماع شرح أو محاضرة، أو حديث. فطالما أن التثاؤب يعبر عن مقاومة ضد عدم كفاية الدم الذي يروي المخ، فهو مقاومة لعدم الانتباه، وليس مقاومة الانتباه.
وعلى المدرس ألا ينسى أن التثاؤب، هو فعل منعكس، وأنه غير إرادي، وخاصة عند الأطفال، ولا يمكن قمعه بمجرد التهديد بالعقوبة. وهذه الظاهرة (ظاهرة التثاؤب)، تحدث من تلقاء ذاتها بمجرد التفكير فيها.
وغالباً ما ينتقل التثاؤب بالعدوى بين الأفراد المتواجدين بعضهم مع بعضهم الآخر، وهذا الشعور بالتعب لدى الآخرين ينتقل بالإيحاء، ذلك مثله مثل: الشرب، والأكل، والسعال، والتبول. أوَ لا ترى الأطفال، كيف تسري بينهم هذه العدوى، فإذا تناول أحدهم طعاماً، هبَّ الآخرون إليه، وإذ تبول أحدهم، قام الآخرون بالفعل نفسه وقد صرّح (دميرت): (أن بعض المدرسين أكدوا له أن أكثر التلامذة ذكاء هم أكثرهم تثاؤباً أثناء الدرس)(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ إدوارد كلاباريد، التربية الوظيفية، ترجمة د. محمود قاسم وآخرون، ص220.