x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

معالجة الأم تساعد الابن

المؤلف:  ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف

المصدر:  سر الطفل السعيد

الجزء والصفحة:  ص211 ـ 213

2023-02-20

1116

كانت (إيسم)، وهي أم في الثامنة والثلاثين من عمرها ـ تجد صعوبة في التعامل مع ابنها المراهق، الذي كان. في واقع الأمر مصاباً بإحباط شديد، بل وعلى وشك الانتحار، لقد تحدثنا معها عن علاقتها بابنها ومدى التفاهم الذي يجمع بينهما وكان من الواضح إن أي حوار بينهما لم يكن يخلو من انتقادها له. لقد كانت مهتمة بأمر ابنها في أعماق نفسها، غير أنها على المستوى الخارجي كانت باردة وحادة وتعيسة، ولكن بمجرد أن شعرت بقدر من الأمان معي؛ أسرت لي بأنها لم تحتضن ابنها أو تلمسه بشكل ودي تقريباً، وأن مجرد فكرة ملامسته تثير ضيقها.

إن مثل هذا البرود العاطفي من جانب الأم يعتبر من أخطر المؤشرات التي تسبب انتحار الأبناء في سن المراهقة، وخاصة إن لم يكن الأب مؤثراً، أو كان بعيداً عن الأبناء. وهكذا اتفقنا على أن يكون تحقيق التقارب بينهما هدفنا الأول. وبالتشجيع بدأت إيسم - تتواءم شيئاً فشيئاً، حيث شرعت في وضع يدها على كتف ابنها من آن إلى آخر وهي تقدم له العشاء، ثم بدأت تثني على الطريقة التي يصفف بها شعره وعلى ملابسه. وبعد أسبوع أو اثنين خطت خطوة ثانية، وبدأت تعانقه عناقاً قصيراً قبل أن يذهب إلى المدرسة.

لقد كانت (إيسم)، تجد صعوبة في الإقدام على هذه الأفعال، ولكنها واصلت، وفي أحد الأيام وأثناء عرض أحد برامج تنمية الذات: كانت تستمع إلى أحد أعضاء المجموعة وهو يتحدث عن طفولته البائسة، فجأة وجدت نفسها ترتجف وترتعد وسرعان ما أجهشت بالبكاء، لقد تذكرت خبرة أليمة عندما تعرضت لاعتداءات بالضرب من جانب والدها عندما كانت في الرابعة من عمرها، فقد كان اباً قاسياً للغاية (ولكن لحسن الحظ كانت أمها قد هجرت والدها بعد ذلك فترةٍ قصيرة).

لم تكن (إيسم)، قد نجحت في نسيان هذه الاعتداءات تماماً، لكنها كانت توحي لنفسها بأنها لا تأبه بها، وهو ما فسر صعوبة التواصل الحسي والعاطفي لديها.

ومن خلال انخراطها في الحديث مع المجموعة تدريجياً، تعلمت كيف تدع الآخرين يعتنون بها وسرعان ما أصبحت أكثر انفتاحاً، لقد كانت كل هذه الصفات كامنة بداخلها، لكنها حبيسة مخاوف طفلة صغيرة خدعت فيمن وثقت بهم، وهكذا تحولت مساعدتها لابنها إلى مساعدة لنفسها أيضاً.   

قوة الملامسة

والآن وبعد قراءة القصة السابقة، هل اندهشت من قدرة التواصل الحسي والعاطفي على صنع الفارق بين طفل يتطلع للحياة وآخر يتطلع للموت؟ هل يمكن أن يكون التواصل الحسي بهذه الأهمية؟

قد يبدو لك ظاهرياً أن المراهق لا يعبأ بالعواطف. ولكن هذا المراهق كان طفلاً يوماً ما، إن لم يكن قد حصل على كفايته من التدليل والملاطفة؛ فسوف يمثل ذلك مشكلة خطيرة بكل تأكيد.

قد يموت الطفل المحروم عاطفياً من جراء الوحدة. إن مداعبة الطفل الرضيع تعمل على إفراز هرمونات النمو، حيث يبدو الحال كما لو كان الطفل قد قرر أن الحياة تستحق أن تعاش. فنحن عندما نحظى بلمسة حانية، ينشط جهازنا المناعي ويقاوم الأمراض بضراوة، وترتفع نسبة الهيموجلوبين (التي تحمل الحديد)، في الدم بشكل هائل.

إن التواصل الحسي يعد أحد (الفيتامينات الأساسية)، لكل الثدييات. فعندما يولد الطفل قبل أن يكتمل نموه، يتم وضعه عادة داخل الحضانة لعدة أسابيع. غير أننا اكتشفنا مؤخراً أن هؤلاء الأطفال إذا حظوا بملاطفة أمهاتهم (أو أي شخص كبير يغدق عليهم بالحب)، من خلال التربيت على أجسادهم الرقيقة برفق داخل الحضانات، سوف يزيد وزنهم أسرع من غيرهم من الأطفال الذين لا يحظون بتلك الرعاية بنسبة 75%، وهكذا سوف يكون بالإمكان اختصار عدد الأسابيع التي يقضونها داخل الحضانة، ومن ثم توفير آلاف الدولارات التي تنفق على المستشفيات.