x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

الغيرة من المولود

المؤلف:  حمزة الجبالي

المصدر:  مشاكل الطفل والمراهق النفسية

الجزء والصفحة:  ص173ــ176

16-1-2023

974

يحسن بالوالدين تنظيم الحمل والولادة بحيث تكون الفترات الواقعة بين طفل وآخر لا هي بالقصيرة ولا بالطويلة، أي أنها لا تكون قصيرة بحيث تحرم الطفل الموجود فعلا من النمو الكافي، ولا تكون طويلة بحيث يتمتع الطفل الموجود بامتيازات يصعب عليه التنازل عنها فيما بعد. ونعتقد أن فترة طولها من سنتين إلى ثلاث أو أربع سنوات وهي فترات معقولة. ويجب عند الحمل اعداد ذهن الطفل الموجود لما يتوقع حدوثه، فقبل الولادة بمدة كبيرة، يجب أن يقل التصاقه بالأم. ويجب اعداد ذهنه لذلك بأن تفهمه الأم بأنه سيكون له اخ صغير يلعب معه، ويرعاه. وكثير من الاطفال يلاحظون ظاهرة الحمل، وقد ينزعجون للتغير الظاهر غير المفهوم.

ويظن الآباء اذ ذلك أن الغيرة بدأت قبل حادث الولادة، وبعض الاطفال يسألون الأم عن سبب هذا التغيير الظاهر، فيجب على الأم أن تجيبه بهدوء بأنه يوجد بداخلها طفل صغير سيكبر ثم يولد بعد أن ينمو نموا كافيا.

ويكتفي الاطفال عادة بما يقال لهم اذا كان معقولا صريحا يلائم عقولهم.

وبعد أن يولد الطفل لا يجوز إهمال الكبير واعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فيجب الا يعطى المولود الا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى كثير. والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر بالمولود أكثر مما يفيده.

فواجبنا اذن تهيئة عقل الطفل إلى حادث الولادة وكذلك يجب فطاما وجدانيا تدريجيا قدر الإمكان. فلا يحرم حرمانا فجائيا من الامتياز الذي سيغدق مثله على اخيه.

الغيرة بسبب الموازنة

نعلم بطبيعة الحال أن الاطفال باستعدادات مختلفة من حيث الذكاء أو النواحي المزاجية. ينشؤون مختلفين اختلافات تكون أحيانا شاسعة ويوازن الطفل نفسه عادة بغيره من اخوته من حيث الجنس (ذكر أو أنثى) أو من حيث السن (كما بين الصغير والكبير، فالأصغر يغار أحيانا من الأكبر لمجرد أنه أكبر منه) أو من حيث المقدرة، أو من حيث الجمال الطبيعي، أو غير ذلك. ولكن الخطأ هو في اهتمام الآباء والمدرسين وأصدقاء الأسرة والمجتمع عامة بإبراز هذه الفروق واشعار الأطفال بأنها مهمة في نظر غيرهم. ومختلف درجات ابراز هذه الفروق اختلافات كبيرة، وتختلف تبعا لها النتائج المترتبة عليها من غيرة، وحقد، وغرور وغير ذلك.

فيجب على الآباء أن يقلعوا عن الموازنات الصريحة، وعن خلق الجو الذي يشعر بالموازنة ويجب اعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها مزاياها واستعداداتها الخاصة بها فاذا نجح طفل في عمل ما فيكفي أن يشجع عرضا ولا يوازن بغيره وكل طفل - مهما خاب - له ناحية طيبة يمكن كشفها وابرازها والاعتزاز بها. وبذلك يمكن أن يزول الشعور بالخيبة المؤدي إلى الشعور بالذلة والنقص.

ومنعا للموازنات بين الاخ واخيه أو التلميذ وزميله، يمكن الموازنة بين الطفل ونفسه في أوقات مختلفة. فإن تقدم في وقت ما عما كان عليه في وقت سابق فهذا كان لتشجيعه واذا كانت المدرسة أو الاسرة تعنى بالهوايات فيحسن أن يكون لدى الأولاد هوايات مختلفة التصوير، وجمع الطوابع، وجمع عجائب الطبيعة من الحفريات، وأنواع البيض، وغير ذلك. وبذلك يتفوق كل في ناحيته، ويوازن نفسه بنفسه.

وإن اختار الأطفال هوايات متشابهة، فيجب الامتناع عن الموازنة التي تقلل من قيمة بعضهم، مما يجعلهم يكفون عن نشاطهم، ويفقدون اهتمامهم به. وتخطئ بعض الأسر بأن تعامل الابن معاملة تختلف اختلافا تاما عن معاملة البنت، مما يخلق الغرور في الأبناء، ويثير حفيظة البنات، وينمي عندهن غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور اخرى في مستقبل حياتهن، ككراهية الرجال عامة وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر، ومما يجعل الولد ايضا معرضا للغيرة عند خروجه للحياة.

وبعض الاسر يخطئ في اغداق امتيازات كبيرة على الطفل العليل كما حدث بالفعل في حالة معينة من احضار علب (الشيكولاته)، والملابس الحريرة، واللعب واعطاء النقود، وغير ذلك مما لا علاقة له بعلاج المرض نفسه، وهذا يثير الغيرة في الأخوة الأصحاء.

وتبدو مظاهرها في تمني المرض، وكراهية الطفل المريض، أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة.

ويستنتج من هذا أنه لا يجوز اعطاء الطفل أي امتياز أكثر من العناية التي يتطلبها المرض، وإن كان المرض شديد الوطأة طويل المدة يتطلب امتيازات كثيرة بارزة فيجب أن يحرر الطفل تدريجيا من هذه العناية مع خروجه التدريجي من حالة المرض. وعلى هذا يجب الا يعطى الطفل في أي وقت من الأوقات امتيازا يصعب عليه التنازل عنه فيما بعد، أو يشعر معه غيره من اخوته بالظلم والتحيز البالغ.

خلاصة ما تقدم مهما كانت الفروق العرضية أو الدائمة بين الاخوة أو الزملاء، فلا يجوز استثارة الموازنات المؤدية إلى الغيرة.

وهذا لا يمنع بالطبع من اجراء مباريات بين تلاميذ المدارس من آن لآخر مما يحفزهم لبذل الجهد، ويخلق الفرصة أحيانا لتعويد التلميذ تقبل الخيبة المؤقتة بصدر رحب.