اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الوقائع التي يتضمنها المقال
المؤلف: الدكتور تيسير أبو عرجة
المصدر: فن المقال الصحفي
الجزء والصفحة: ص 113-115
15/12/2022
1068
الوقائع التي يتضمنها المقال
إن المقال الصحفي الجيد، إنما يعني بأن يقدم لك في كل جملة جديدة وأن يحمل لك في كل فقرة ما يضيف شيئا إلى ما سبقها من فقرات، فهو ليس رأيا أو تعبير وحسب، وإنما هو أولا وقبل كل شئ إخبار صحفي يطغى فيه الخبر على التعبير، وتتضح الفكرة فيه من خلال عملية الإخبار التي يقوم بها قبل أن تتضح من السياق أو التركيب الأسلوبي. وليس هناك في المقال الصحفي أي مجال للاستطراد على الإطلاق، فالكاتب فيه ملزم بحدود الموضوع بل وبحدود الفكرة الواحدة من الموضوع الذي يعالجه، والاستطراد في حالة المقال الصحفي ليس فضولا وحسب إنما هو خروج كامل على كل قواعد كتابة المقال الصحفي. وحين يحاول كاتب المقال الصحفي أن يستطرد ليقول شيئا من عنده خارج الموضوع، تبدو بوضوح عدم الأصالة والإقحام. وعلى هذا فيمكننا أن نقول، إن المقال وإن كان بحكم طبيعته مرتبطاً أشد الارتباط بالصحافة إلا أن هناك فرق بين المقال الأدبي و المقال الصحفي.
وقد قدم لنا تاريخ الأدب العربي عددا من الأدباء الذين التزموا السهولة في التعبير عن أنفسهم، واختيار الألفاظ التي تعبر بدقة عن المعاني التي اختاروها في كتاباتهم، وشكلوا منطلقا لفن المقال الذي نقرؤه في الصحافة الحديثة. وقد اشتهر من هؤلاء الكتاب (الجاحظ) الذي عرف باستخدامه الأسلوب الأدبي الذي يقربه من المستويات المعاصرة في الكتابة المقالية.
فقد كان الجاحظ يرمي إلى الإفهام والوضوح والإبانة، وينحو نحو استعمال الألفاظ التي تجلو الحقيقة وتقربها إلى الأذهان. وذوق الجاحظ الأدبي دعاه إلى فلسفة أسلوبية خاصة متميزة أساسها: الكلمة وحسن اختيارها، واللفظة ووضعها في مواضعها. فقد كان ذوقه شديد المعرفة بوقع الكلمة في نفس القارئ، دقيق التمييز بين حي الألفاظ وميتها، وسهلها وصعبها، وجميلها وقبيحها، وملاك الأمر عنده هو التبيين والإفهام. ولأجل ذلك كله كانت ألفاظ الجاحظ دقيقة واضحة الأداء واقعية حسبة بعيدة عن الخشونة والغرابة، بعدها عن التعقيد والإغراب، قريبة كل القرب من الإفهام، وكان الجاحظ يراعي مقتضى الحال في كل مقال. وكان صاحب باع طويل في صنعة الكلام، وأسلوب الكتابة عنده ينفذ إلى القلوب، ويخترق الأفئدة ويناجي العواطف، ويمتلك المشاعر. ويصل بقلمه المصقول، وبيانه القوي إلى خلجات النفوس، وخفاء الضمائر. وله من ذهنه المتوقد، وعقله الكبير، ما جعل لمنطقة من التأثير، وما لحجته من الرهبة، وما ساعده على الوصول إلى غايته.
وهو يقول: وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من نور الحكمة، على حسن نية صاحبه، فإذا كان المعنى شريفاً، واللفظ بليغاً، وكان صاحبه صحيح الطبع، بعيدا عن الاستكراه، منزه عن الاختلال، مصونا عن التكلف، صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة.