x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الصحية والبدنية والجنسية :

مظاهر الصحة النفسية

المؤلف:  د. محمد أيوب شحيمي

المصدر:  مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟

الجزء والصفحة:  ص267 ــ 270

8/11/2022

2218

المتحدثون عن مظاهر الصحة النفسية من علماء النفس والتربية يقدمون للقارئ صورة تكاد تكون أقرب إلى عالم المثل، أو عالم المدينة الفاضلة، منها إلى العالم الحقيقي المعاش. والحقيقة أن ذلك ينطوي على سلاح ذو حدين: الحد الإيجابي، وهو واجب العالم الذي تتطلب منه الأمانة العلمية أن ينقل الصورة الصحيحة، لتكون المثال والقدوة، والتي يسعى السالكون للوصول إليها والتمسك بها، أو على الأقل الاقتراب منها قدر المستطاع. وما دام الانسان يناضل طيلة حياته من أجل زيادة خبراته وتدعيم سلوكياته، وتصحيح أخطائه، وعلاج نفسه جسدياً ونفسياً، فهو يتوق نحو الأفضل والأحسن.

أما الحد السلبي، والذي نود أن نلفت إليه، هو ألا يشعر القارئ بشيء من القلق والاضطراب إذا ما أحس بقصوره عن حيازة جميع الشروط المطلوبة للصحة النفسية أو لمعظمها، أن مسألة الصحة النفسية مسألة نسبية وأن الأصحاء مئة بالمئة نادرون، فلا يعترين أحدنا الشك أو الخوف العام أمام هذه الحقائق العلمية.

وهذه بعض مظاهر الصحة النفسية:

أولاً: التكيف الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية:

نظراً لكون الإنسان عضواً في جماعة، في قياس صحته النفسية يتمثل بمدى تكيفه مع هذه الجماعة، وعقد علاقات اجتماعية ناجحة معها، وإمكانية التفاعل وسط هذا الجو الاجتماعي، حيث يكون محبوباً من قبل الآخرين، يتقبلون آراءه ويحترمونه.

ثانياً: الشعور بالرضى عن النفس:

من أكثر المشكلات النفسية تعقيداً عدم رضا الفرد عن ذاته، وينشأ ذلك عن عدم المواءمة بين القدرات والطموحات، حتى أن أحد البلغاء يقول: (أتعس الناس تحت وجه الشمس هم أولئك الذين يحلمون بأكثر ما يستطيعون)، فمثل هؤلاء لا يشعرون بالسعادة، بل هم في حالة إحباط دائم، وشعور بعدم الرضا. وأفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار النفسي أن يحقق المرء أهدافاً تتفق مع إمكاناته المادية والمعنوية.

ثالثاً: الأخلاق الكريمة:

ونعني بها مجموعة القيم المتمثلة بالصدق، والوفاء، والاخلاص، والأمانة، ولا تكون صفات نظرية، بل يجب أن يؤكدها صاحبها في حياته اليومية، وفي تعاطيه مع الآخرين، وأن يتسم بها سلوكه بشكل عام، والخلق الكريم سمة هامة من سمات الشخصية السوية الجذابة.

رابعاً: الإرادة القوية، والأهداف الواضحة:

لا يمكن لضعيف الإرادة أن يصمد أمام الإغراءات أو الشهوات، فهو معرض للسقوط تحت تأثير الرغبات، فالإرادة القوية هي التي تمكن صاحبها من المقاومة، (والسلوك الإرادي يختلف عن السلوك الاندفاعي وذلك أن السلوك الإرادي تسبقه الروية والتفكير ولذا يكون في معظمه سلوكاً سوياً. أما السلوك الاندفاعي فهو سلوك أهوج يغلب عليه الخطأ)(1)، كذلك فإن السلوك الإرادي يختلف عن السلوك اللاشعوري، في أن الأول سلوك سوي، والآخر سلوك مرضي شاذ وقوي الإرادة يستطيع تحديد أهدافه بثبات ووضوح ويسعى لتحقيقها بخطى ثابتة وبوعي ثم، (إن الأهداف والآمال في حياتنا تعطي للحياة قيمة ومعنى وتساعد على تكامل شخصية الفرد)(2).

خامساً: التكيف الذاتي والاتزان الانفعالي:

التكيف الذاتي هو متمم للشعور بالرضى عن النفس، أو هو مظهر من مظاهره، أما الاتزان الانفعالي، فهو الميزان الذي يوفق بين مطالب القوى النفسية المختلفة في الفرد. ويعتبر من أهم مزايا الصحة النفسية، وهو الذي ينظم التوازن بين قوى الأنا والأنا العليا واللهو.

سادساً: الحب والتفاؤل والإقبال على الحياة:

ويتمثل في النظر إلى الآخرين نظرة ملؤها الحب، هو انعكاس لصفاء السريرة، ولسلامة الشخصية وقد قال الشاعر، (كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً)، فالنظرة إلى الحياة بمنظار التفاؤل يجعلها جميلة أكثر، وصاحب هذه النظرة يُقبل على الحياة بدفق وحماس وحيوية. وهذه سمة من سمات الشخصية السوية القيمة، وقيل في الأمثال، (عين المحب عن كل عيب كليلة)، فالمحب لا يرى سوى المحاسن والمباهج والذي تملأ نفسه الكراهية، ينظر إلى الكون بمنظار أسود بلون التشاؤم واليأس.

سابعاً: الإنتاج الملائم والنجاح في العمل:

المتمتع بالصحة النفسية هو إنسان منتج، يكسب رزقه مقابل جهد يبذله، فيحصل على إنتاج يتناسب مع الجهد المبذول، فهو رزق حلال، وصاحبه ناضج في عمله مقدر، ومحترم من رؤسائه، وبناء على ذلك فهو يتقدم ويتطور في زيادة الإنتاج وهذا يعمل على تنمية شخصيته وتطور صحته النفسية.

ثامناً: الثقة بالنفس وبالآخرين:

إن انهيار الثقة بالنفس وبالآخرين، هو مظهر من مظاهر تردي الصحة النفسية فمن أبرزها مظاهر الصحة النفسية أن ينظر الفرد لنفسه بثقة، لا يتردد ولا يتشكك في كل شيء إلا بالقدر الذي تقتضيه طبيعة حب المعرفة على طريقة الفلاسفة العقليين - الشك هو بداية الطريق إلى اليقين - ثم الثقة بالآخرين، ممن هم أهل لهذه الثقة ثم تنمية هذه الثقة وتدعيمها لتصبح تواصلاً وجدانياً وتفاعلاً اجتماعياً دائماً.

تاسعاً: الاستقلال والثبات في الاتجاهات:

من مظاهر الصحة النفسية، عدم التبعية، واستقلال الفرد باستنباط آرائه والدفاع عنها، أمام الآخرين، وحمايتها بمنطق وفوضوية، لكن على ألا يصل الأمر إلى درجة التصلب بالرأي، أو التزمت، في نفس الوقت يتوجب أن تكون الاتجاهات ثابتة. لا تتذبذب بين القبول والرفض، فيؤمن اليوم باتجاه فينزع عنه إلى غيره في اليوم الثاني، ولا يكون له رأي مستقر، فالاستقلال والثبات في الاتجاهات مظهران من مظاهر تماسك الشخصية، وتعبير عن الصحة النفسية السليمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ محمد السيد الهابط، حول صحتك النفسية، ص 221.

2ـ المصدر السابق، ص223.