x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الامتحانات التقليدية واكتشاف النبوغ
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص258 ــ 260
20/10/2022
1611
استطاع العالم (دروز)، تصنيف ثلاثة أنواع من التلامذة في المدرسة: (القادة الاجتماعيون، المتفوقون في التحصيل الدراسي، المبدعون عقلياً. والنوع الثاني يحصل على الترتيب الأول في الامتحانات المدرسية التقليدية، وأدنى المراتب هو ترتيب المبدع عقلياً)(1)، وهذه الملاحظة تشير إلى أن الامتحانات المدرسية، غير موجهة في الأساس لاكتشاف المبدعين، وهناك وسائل أخرى تعتمد لاكتشاف المبدعين، وأخصائيون يستطيعون التعرف على المميزات الخاصة للمبدعين، كما أن هناك روائز خاصة تعتمد لمعرفتهم واكتشافهم. وهذا الذي نجده في الامتحانات المدرسة العادية التقليدية والذي رآه العالم (دروز)، إنما يقيس أموراً أخرى، قد يكون الابداع أحدها ولكن قد يكون دوره هو الأقل، فهذه الامتحانات صححت لمعرفة قابلية وإمكانية بعض التلامذة واجتياز مرحلة إلى أخرى، ومعرفة مهارات كل منهم في مختلف المواد الدراسية، ودرجة هذه المعرفة، وعلى هذا الأساس يجري الترفيع أو الترسيب، وتقيس هذه الامتحانات: الذاكرة، قوتها، مخزونها، وتنظيمها، وقد لوحظ ميدانياً أن المبدعين وقبيل الامتحانات يشغلون أنفسهم بقراءات خارجة عن المقرر تنمي عقولهم، وتشبع فضولهم العلمي، في حين ينهمك غيرهم من التلامذة في مراجعة وحفظ المقرر المطلوب من قبل الإدارة المدرسية.
بعض الأطفال في المرحلة الابتدائية لا يجيبون على الأسئلة البديهية البسيطة التي يطرحها عليهم الأهل أو المدرسون، مع معرفتهم التامة لإجاباتها الصحيحة. ذلك لأنها لا تتناسب مع قدراتهم العالية، فهم يقابلونها بشيء من الاستخفاف. من هنا ندرك أن تدريس المقررات العادية لا يلائم الأطفال المبدعين. حيث يعتبرونها أمراً سهلاً، وسرعان ما يتحولون عنها إلى الانشغال بأمور أكبر تتيح لطاقاتهم الفكرية والإبداعية أن تتحرك وأن تنتج.
وأسوأ ما في الأمر أن بعض المدرسين قد لا يكشفون ذلك، فيوسمون أولئك الأطفال بسمة الغباء، أو بطء التعلم، كما حدث مع كبار العلماء والمفكرين أثناء طفولتهم المدرسية. ثم تأتي بعد فترة، الاختبارات المقننة والخاصة باكتشاف القدرات، أو يحل مدرس جديد نبيه، وفطين محل المدرس الأول، ليس لديه انطباع مسبق أو أفكار سلفية عن كل تلميذ، ونكتشف عند ذلك الأطفال المبتكرين، المبدعين في الوقت الذي كانوا فيه قبل ذلك من المغمورين.
ومن أخطاء المدرسين في هذا المجال أيضاً، أن يوصف أحد الأطفال المبدعين بالشاذ أو يتهم بالانحراف، قبل دراسة حالته، واكتشاف قدراته، ومعالجة الأمر بما يجب، وتوجيهه نحو تنمية هذه القدرات واستغلالها للاستفادة منها..
والنقد الجارح من قبل المدرس، والتلامذة. للتلميذ المبدع يجعل من إمكانياته إمكانات مخبوءة، لا تجد سبيلاً إلى الظهور إلى دائرة الضوء، وأحياناً يرد هذا المبدع بسلوكيات عدوانية، كرد فعل على عدم قبول آرائه وأفكاره، ومكانته، وأحياناً يميل إلى الانطواء، والانطواء بدوره يؤدي إلى عرقلة النمو الإبداعي، وفي حال زيادة الكبت والقمع، فإن التوتر الناتج عنهما يؤدي بالطفل فعلاً إلى الاضطراب العقلي ولا نستطيع في النهاية أن نحمل المدرسة كل المسؤولية عن نمو الإبداع، فالمجتمع مسؤول أيضاً وسياسة الدولة التربوية، مسؤولة هي الأخرى.
وكما أن الطفل الناجح في تحصيله المدرسي يلقى التقدير، كذلك فإن المتوافق مع مجتمعه أيضاً يجب أن يقدر، وبالمقابل يجب تخليص المبدعين من القلق والتوتر اللذين يسببهما لهم المجتمع. وأن يحظوا بالتقدير والاحترام والتشجيع. لأن التأزم النفسي والإحباط يقتل روح الإبداع عند المبدع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ حلمي المليجي، وعبد المنعم المليجي، النمو النفسي، ص437.