x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر العباسي :

مميزات الشعر في العصر العباسي الثاني

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص464-465

24-03-2015

19678

مميزات الشعر في هذا العصر:

 1-  ظهرت في هذا العصر شكوى الشعراء من ذهاب دولة الشعر وانقضاء العصر الذي كان الشعر فيه يثير النفوس ويستنهض الهمم بذهاب الخلفاء والامراء الذين كانوا يعرفون قدر الشعر ويقدمون اصحابه بالسخاء. وقد عبر ابن الرومي عن ذلك (وهو من اهل ذلك العصر) بقوله:

ذهب الذين نهزهم مداحهم    هز الكماة عوالي المران

كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم     فالأريحية منهم بمكان (1)

2-  كثر فيه ذكر المعاني الفلسفية وتعبيراتها لتفشي علوم الاقدمين بين المسلمين على إثر ترجمة الكتب في العصر الماضي وفي هذا العصر. وظهر جماعة من الشعراء عدوا بين الفلاسفة لتغلب العلوم الطبيعية على نفوسهم. على ان الآراء الفلسفية ظهرت ناضجة في شعراء العصر العباسي الآتي ذكره.

3- ظهر فيه البديع ولم يكن منه قبلا الا نزر يسير. على ان البديع قديم في العربية حتى في النثر فضلا عن الشعر، لان هذه اللغة تمتاز بقبولها للاستعارات والكنايات (2). ولكن المشهور ان اول من فتق البديع بشار بن برد وابن هرمة، ثم اتبعهما مقتديا بهما كلثوم بن عمرو العتابي ومنصور النمري ومسلم بن الوليد وأبو نواس واتبع هؤلاء ابو تمام والبحتري، ثم ابن المعتز فانتهى البديع اليه (3) فانه ألطف اصحابه شعرا واكثرهم بديعا وهو من شعراء العصر العباسي الثاني.

4-نبغت طبقة من الكتاب انتقدوا الشعر وروايته، وكانوا ينقلونه في العصر السابق بلا تمحيص. فصاروا في هذا العصر ينظرون فيه ويتدبرون معانيه وأساليبه بعين النقد. ولا سيما بعد اطلاعهم على ترجمة كتاب ارسطو في نقد الشعر الذي نقله ابو بشير من السريانية الى العربية. وأكثر الذين اشتغلوا في ذلك من الادباء. وسيأتي ذكرهم في باب الأدب. أما النقد التاريخي فلم يجرأوا عليه في هذا العصر.

5- وفي هذا العصر تقدم الشعراء خطوة اخرى في الزهريات والتغزل بها كقول ابن المعتزل يصف قضيبا من الريحان:

قضيب من الريحان شابه لونه       إذا ما بدا للعين لون الزمرد

وشبهته لما تأملت حسنه      عذارا تدلى في عوارض امرد

وقول البحتري:

ورق تغنى على خضر مهدلة     تسمو بها وتمس الارض أحيانا

تخال طائرها نشوان من طرب     والغصن من هزه عطفيه نشوانا

وقد رأيت كثرة الشعراء في عصر بني أمية للأغراض السياسية التي اقتضاها مسلك الامويين في السياسة بين العصبيات والاحزاب مع تغلب البداوة على أنفسهم. ورأيت كثرة الشعراء في العصر العباسي الاول بانتقال الدولة من البداوة الى الحضارة مع رغبة الخلفاء ورجال الدولة في الشعر وسائر فنون الأدب، وهو الباعث الاقوى على ظهور قرائح الشعراء كل عصر.

اما في العصر العباسي الثاني الذي نحن في صدده، فقد ضعفت تلك الاسباب واشتغل الخلفاء بأنفسهم ورجالهم .. فلم ينبغ من فحول الشعراء فيه الا الذين قويت شاعريتهم. وهم نفر لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولشعرهم صيغة تلائم ذلك العصر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  يتيمة الدهر ج1

  (2) البيان ج1 

  (3) العمدة ج1