1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : مستويات علم اللغة : المستوى الصوتي :

لمحة تاريخية عن الدراسات الصوتية

المؤلف:  د. محمود السعران

المصدر:  علم اللغة مقدمة للقارئ العربي

الجزء والصفحة:  ص75- 82

27-11-2018

3293


لمحة تاريخية
شغل اللغويون من قديم بالنظر في الأصوات اللغوية، ولكن ما أوصلهم إليه نظرهم لا يبلغ من الدقة والإتقان ما وصل إليه المحدثون في أوروبا وأمريكا وروسيا. ونقدم فيما يلي عرضا عاما للمحاولات القديمة التي تضمنت ملاحظات عن أصوات بعض اللغات:
أ- وإن أقدم ما أثر من ذلك كان لعلماء مجهولين، فأقدم صور الكتابة "أو الخط" يتضمن كل منها إدراكا لأصوات لغة من اللغات؛ إذ تحاول أن تمثلها بعلامات كتابية منظورة.
ب- وقد أثر عن اليونان وعن تلامذتهم الرومان وعن الهنود، وعن العرب ملاحظات صوتية كثيرة.
والمادة الصوتية المأثورة عن اليونان نجدها في أقوال متناثرة في محاورات أفلاطون، وفي الشعر والخطابة لأرسطو، ونجد أكثرها في كتابات نحوييهم مثل ديونيزيوس ثراكس)1)، ودونيزيس هاليكارناسوس(2).
أما الرومان، وهم مقلدون في هذا الميدان كما قلدوا اليونان في أكثر المسائل الفكرية والثقافية، فنجد جانباكبيرا من المادة الصوتية المأثورة عنهم في كتابات نحوييهم مثل بريسكيان(3)، وترنتيانوس(4)، وماوروس فيكتورينوس(5).
ويلاحظ على الآراء الصوتية لقدماء اليونان والرومان أنها تقوم في جملتها على ملاحظات الآثار السمعية التي تتركها الأصوات في الأذن، وهي بهذا تختلف عن الآراء الصوتية لقدماء الهنود والعرب الذي أدركوا الأسس "الفسيولوجية" في تكوين الأصوات المختلفة.
ص75

1- لم يفطن اليونان إلى تقسيم أصوات لغتهم إلى القسمين الرئيسيين وهما "الأصوات المهموسة"(6) و"الأصوات المجهورة"(7) كما فطن إلى ذلك الهنود والعرب. معروف أن من الأصوات ما يكون الوتران الصوتيان في نطقه متباعدين بحيث إن الهواء الخارج من الرئتين لا يتذبذب، أو يتذبذ تذبذبا ضئيلا، فلا يحدث نغمة موسيقية، وذلك كالتاء والثاء والسين، هذا القسم سماه العرب "مهموسا".
بينما يحدث في نطق أصوات أخرى أن يتقارب الوتران الصوتيان بحيث يذبذبهما في الهواء الخارج من الرئتين محدثا بذلك نغمة موسيقية"، وذلك كالدال والذال والزاي، هذا القسم الثاني سماه العرب "مجهورا". إن الذي صنعه اليونان هو أنهم صنفوا جانبا من أصوات اللغة اليونانية، وهو الأصوات "المغلقة"(8)، على أساس "شدة النفس"(9) وهكذا أصبحت الأصوات التي يصدق عليها أنها "مهموسة" مقابلة في تصنيفهم للأصوات "الانفجارية النفسية"(10) بدلا من أن تكون مقابلة لما يصدق عليها أنها "مجهورة" متوسطة بين "المهموسة" وبين "الانفجارية النفسية".
2- أما تصنيف الأصوات إلى "صامتة"(11) وإلى "صائتة"(12) فقد أدركه من اليونان والرومان والهنود والعرب. نمثل للصامتة أو "للصوامت" بكل الأصوات العربية فيما عدا "الحركات" و"حروف المد واللين". أما الحركات وحروف المد واللين "كألف "ما" وواو "ذو" وياء "في" فنحن نسميها "صائتة" أو "صوائت". وقد أطلق كل من اليونان والهنود اسما خاصا على كل من هاتين الطبقتين، فاليونان قد سموا ما نعرفه بالصامتة Sumphena، وسموا ما نعرفه بالصائتة
ص76

phoneenta. أما العرب فهم، وإن أدركوا أساس هذا التقسيم، إلا أنهم لم يطلقوا على كل قسم اسما يعرف به.
ويلاحظ أن اليونان والهنود جميعا قد عرفوا "الصامت" بأنه الصوت الذي لا يتأتى نطقه دون "صائت"، أي أنه "غير مستقل"، بل معتمد على غيره. وعرفوا "الصائت" بأنه الصوت الذي يمكن نطقه وحده فهو مستقل، وهذا التعريف، وإن كان صادقا على أصوات اللغة اليونانية، وعلى أصوات اللغة السنسكريتية، إلا أنه لا يصلح أساسًا عامًّا تصنف بمقتضاه أصوات اللغات جميعا، ففي بعض اللغات كلمات مكونة من صامت واحد، أو صامتين، أو من صامت، وذلك مثل "f" في التشيكوسلوفاكية فهي كلمة، مثل "tz" في الصينية، ومثل "Krk" في اللغة الكرواتية.
3- وقد صنف كل من اليونان والرومان والهنود والعرب أصوات لغتهم حسب "موضع النطق"(13) أو حسب "المخارج" إذا استعملنا المصطلح العربي القديم. ولكن تصنيف اليونان وتصنيف الرومان يقومان على ملاحظة الآثار السمعية للأصوات. لا على أسس فسيولوجية كالتصنيفين الهندي والعربي. فالتصنيفان اليوناني والروماني تنقصهما الدقة الواجبة في هذا المجال، أما التصنيفان الهندي والعربي فيقومان على فحص وظائف أعضاء النطق، وعلى تحديد مواضعها بالنسبة لكل صوت، وعلى درجة اتصالها. إلخ.
وثمة تشابه كبير بين تصنيف الهنود لأصوات السنسكريتية حسب "المخارج" وبين تصنيف العرب لأصوات العربية على هذا الأساس، ومعروف أن التصنيف الهندي أقدم كثيرا من التصنيف العربي. ومن مظاهر التشابه أن الهنود يرتبون الأصوات ابتداء من أقصاها في الحلق إلى الشفتين ثم يذكرون الأصوات الأنفية، وهذا الترتيب هو الذي نجده عند الخليل بن أحمد الفراهيدي، وعند سيبويه، وهو الذي سار عليه المؤلفون العرب من بعد.
4- وقد أثر عن كل من اليونان والرومان والهنود والعرب تصنيف لأصوات لغتهم حسب "طريقة النطق"(14) على خلاف بينها في التفصيلات وفي الأسس التي يقوم عليها كل منها.
ص77

1- فاليونان قسموا ما نسميه بالصوامت إلى "أشباه صائتة"(15). وإلى "مغلقة"(16). وقد اعتبروا "أشباه الصائتة" متوسطة بين "الصوائت" و"المغلقة"، وعلى أساس أن "أشباه الصائتة"، وإن لم تكون "مقطعا"(17) دون الاستعانة بصائت، إلا أنها على أقل يمكن أن تنطق وحدها.
2- أما الهنود فهم يقسمون "الصوامت" إلى مغلقة" و"أشباه صائتة" و"ضيقة"4. وقد أقاموا هذا التقسيم على أساس صوتي هو درجة تقارب أعضاء النطق عند نطق أصوات كل قسم من هذه الأقسام.
3- أما تصنيف العرب لأصوات العربية حسب ما نسميه الآن "طريقة النطق" فهو ذلك التصنيف الذي يرجع إلى سيبويه. والذي توضع الأصوات العربية على أساسه في ثلاث طبقات هي "الشديدة" و"الرخوة" و"ما بين الشديدة والرخوة". "والشديدة" في هذا التصنيف هي الهمزة والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء والدال، والباء والرخوة هي الهاء، والحاء والغين، والخاء، والشين، والصاد والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والثاء، والذال، والفاء. أما "ما بين الشديدة والرخوة" فتضم الهمزة، واللام، والميم، والراء، والواو، والألف "كألف "ما".
جـ- ذكرنا في صدد الحديث عن الآراء الصوتية المآثورة عن اليونان والرومان شيئا مما أثر عن الهنود والعرب.
ويجدر بنا أن نضيف إلى ما ذكرنا عن الهنود أمورا أخرى. الحق أن الآراء الصوتية المأثورة عن الهنود، وأن النحو الهندي عامة، قد أفادا الدراسة اللغوية الحديثة أيما فائدة. ومعرفتا بالسنسكريتية لا تعدو القرن الثامن عشر الميلادي عندما
هذا المصطلح ترجمة تقريبية للمصطلح السنسكريتي الذي أطلقه نحاة الهند على مجموعة الصوامت التي تعرف الآن "بالأحناكية" Fricatives كالفاء، والسين، والزاي Z F S وقد يدخل فيه جماعة "أشباه الصوائت" " مثل Y-W".

ص78

كشف عنها سير وليم جونز(18) الإنجليزي. كان الكشف عن السنسكريتية حدثا خطير الشأن في تطور الدراسات اللغوية من وجوه كثيرة. فهذا الكشف كان عاملًا هامًّا في إدراك العلاقة بين اللغات الهندية والإيرانية من ناحية. وبين بعض اللغات الأوروبية كاليونانية واللاتينية وما تفرع عنها من ناحية أخرى، وهكذا تطورت فكرة "العلائلات اللغوية" تطورا كبيرا. ولما كشفت السنسكريتية اطلع العلماء الغربيون على آثار نحوية وصوتية لنحاة الهند تبلغ غاية من الدقة في وصف الأصوات بوجه خاص. فاهتمام الهنود بكتبهم المقدسة قد دفعهم إلى وصف لغتهم وصفا دقيقا ولا سيما من الناحية الصوتية.
والنحو الهندي يختلف عن النحو اليوناني في أنه لم يبن على أسس من المنطق، فهو قد حاول أن يدرس اللغة السنسكريتية دراسة وصفية في ذاتها ومن أجل ذاتها، ومن هنا كان توفيقه الكبير.
ومن كتابات الهنود الصوتية:
Rik veda praticakhya فـ atharva - veda praticakya فـ veda praticakya فـ praticakhya
وقد ترجم هذه الدراسات إلى الإنجليزية اللغوي الأمريكي و. ج هويتني(19) ونشرها في مجلة الجمعية الأمريكية للدراسات الشرقية(20)، وقد قام الأستاذ الهندي سيد شوار فارما بدراسة قيمة للآراء الصوتية لنحاة الهند القدماء نشرت بالإنجليزية سنة 1929 بعنوان:
"دراسات نقدية في الملاحظات الصوتية للنحاة الهنود"(21).
د- أما العرب فقد أوردنا شيئا من آرائهم الصوتية فيما سبق من كلام.
1- ونكتفي هنا بأن نقول إن كثيرا من ملاحظاتهم الصوتية تستمد من مصادر مختلفة: تستمد من المحاولات التي قاموا بها لوضع الكتابة العربية،
ص79

وللإصلاحات الكثيرة التي أدخلوها عليها، وذلك كالإصلاح المنسوب إلى أبي الأسود الدؤلي والخاص بوضع نقط تمثل الحركات القصيرة والتنوين، وكان ذلك قبل وضع "النحو" العربي، وكالإصلاحات التي تلت هذا والتي أضافت إلى الكتابة العربية علامات لخصائص صوتية أخرى.
2- وفي مقدمة كتاب "العين" للخليل بن أحمد، على خلاف في نسبته إليه، وإن كنا نرجح أن المقدمة من وضعه أو من إيحائه، تصنيف للأصوات العربية حسب موضع النطق. أحس الخليل أنه لا بد، كي يضع معجما جامعا لمفردات اللغة العربية، أن يرتب مواده على أساس معين. وقد اختار ترتيب المواد على أساس "الحروف" التي تتكون منها، واختار أن ترتب "الحروف" على أساس مخارجها، فبدأ من أقصاها في الحلق متقدما إلى الشفتين. ومن المعروف أنه سمى معجمه "بالعين" لأنه كان يرى أن العين هو أقصى الأصوات مخرجا في الحلق، وهذا الرأي خاطئ بطبيعة الحال، فهمزة القطع أقصى مخرجا من العين، وقد أدرك هذا تلميذه سيبويه.
3- وأيًّا ما كان فإن التصنيف المنسوب إلى الخليل لا يبلغ من الدقة والشمول ما يتسم به تصنيف سيبويه لأصوات العربية حسب "المخارج". ولم يقتصر سيبويه على هذا بل صنف الأصوات على أسس أخرى -كما ذكرنا- وأشار إلى الكثير من الخصائص الصوتية المختلفة.
أورد سيبويه تصنيفه للأصوات العربية ووصفه لها في باب الإدغام، ومن الغريب أن سيبويه، وهو من تلامذة الخليل، لم يشر في كتابه إلى تصنيف الخليل، وهذا أمر يدعو إلى التساؤل. إن تصنيف سيبويه ووصفه للأصوات العربية دقيقان كل الدقة بالنسبة إلى عصره، وقد تناقلتهما التآليف العربية من بعده، وهما يذكراننا -كما يذكرنا تصنيف الخليل- بكثير مما ورد في كتب الهند.
4- هل أخذ العرب أصول تصنيف الأصوات ووصفها عن الهنود؟ أو هل تأثروا بهم في ذلك، ولا سيما أن ذلك قد ظهر عند العرب دفعة واحدة، وظهر عند

ص80

سيبويه "كاملا"؟ ثم إن دوائر البحور الشعرية التي وضعها الخليل صاحب "علم العروض" نجد شبيها لها عند الهنود من قبل. إن أخذ العرب عن الهنود في الميادين الصوتية واللغوية عامة أو تأثرهم بهم أمر محتمل نظرا، ولكنا لا نملك من الأدلة ما يدعونا إلى القطع بأن أخذا أو تأثرا قد حدث في هذا المجال أو ذاك.
5- ولا شك في أن كثيرا من "أصول" النحو العربي تقوم على أسس صوتية وذلك كالتصور الخاص بـ"الحرف"، و"الحرف المتحرك" و"الحرف الساكن"، وكمعاملة "حروف المد واللين" معاملة "السواكن" -مع التسليم بأنها من الطبقة التي ندعوها حديثا "الصوائت"، وليست من تلك التي نطلق عليها "الصوامت"- وكالعلاقة التي تصورها النحاة بين "الحرف" و"الحركة"، وبينه وبين "السكون" ... إلخ، وكتفسير كثير من الآثار "الإعرابية" التي تطرأ على بعض الكلمات ... إلخ.
6- أما العروض كما وضعه الخليل فهو يمدنا بمعلومات صوتية هامة عن تصور "المقطعية" العربية، فالخليل لم يقم نظامه العروضي على أساس الحرف -متحركا أو ساكنا- ليس غير "وإن كان الحرف المتحرك في العربية يكون "مقطعا" بل لجأ إلى نظام من "الأسباب" و"الأوتاد" و"الفواصل" اعتبرها العناصر التي تشترك في تكوين "التفاعيل. ولا يسمح هذا المجال بالإفاضة في بيان جوهر تصورات الخليل.
7- وفي ما يعرف بـ"علم الصرف" معلومات صوتية، فقد حاول الصرفيون -محاولاتهم الأولى ماثلة في كتابه سيبويه- أن يصفوا ما يطرأ على بنية الكلمة العربية المعربة من تغيرات: إما في تصرفاتها المختلفة "من إفراد وتثنية وجمع، وتذكير وتأنيث، وتصغير، ومبالغة، ونسب، وماض ومضارع وأمر ... إلخ"، وإما عند وقوعها في درج الكلام في سياقات صوتية معينة "كالإدغام، والوصل" إلى غير ذلك من المباحث الصرفية.
8- وفي كتب "اللغة" وفي مقدمات معظم المعاجم العربية معلومات عن أصوات اللغة العربية، وإن يكن أكثرها تردادا لكلام الخليل وسيبويه أو لكلامهما معا.

ص81

وبعد هؤلاء نجد من أعلام الصوتيات اللغوية في إنجلترا هنري سويت(22)، ثم والتر ربمان(23)، وفي الوقت الحاضر نجد دانيال جونز(24) وبيتر ماكارثي(25)، الدكتورة أيدا وارد(26)، والأستاذ فيرث(27).
ونجد في فرنسا موريس جرامون(28)، وفي أمريكا كنث ل. بايك(29) وستير تفانت(30).
ص82

__________
(1) Dionysius Thrax.
)2) Dionysius Of Halicarnarnassus.
(3) Priscian.
(4) Terentianus.
(5) Maurus Victorinus.
(6) Voiceless sounds.
)7) Voiced sounds.
(8) Mutes
ويطلق هذا المصطلح على طبقة "الصوامت الانفجارية" Plosives ولا سيما المهموس منها "مثل K P T" كما تطلق على مجهورها " g - b - d"
(9) lntensity Of asperation.
(10) Asperates.
(11) Consonants.
(12) Vowels.
(13) place Of articultion.
)14) Manner Of articulation.
(14) Hemiphona
ويقابل هذا المصطلح بالإنجليزية Seme - Vowels.
(15) aphona
ويقابل هذا المصطلح بالإنجليزية Mutes.
(16) syllables.
)17) Spirants
(18) William Jones.
(19) W. D. Whitney.
(20) journal Of American Oriental Studies 1862 article Vol Vll pp 333 -615 Vol lX pp a-49.
(21) Siddeshwar Varma Critical Studies ln The Phonehetic Observations of The lndian Grammarians The Royal Asiatic Society Londin 1929 "Printed By Billing And sons Ltd Guildford And Esher".
(22) Henry Sweet.
(23) Walter Ripman.
(24) Daniel Jones.
(25) Peter Mac Carthy.
)26) lda Ward.
(27) J. R. Firth.
(28) Maurice Grammont.
(29) Kenneth L. pike.
(30) Sturtevant.


 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي