النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
الكتابة الصوتية
المؤلف: د. محمود السعران
المصدر: علم اللغة مقدمة للقارئ العربي
الجزء والصفحة: ص96- 102
27-11-2018
11320
الكتابة الصوتية (1):
يصطنع علم الأصوات اللغوية وسائل مختلفة لتحقيق غاياته، منها: استعانته ببعض الآلات. وقد عرضنا لهذا الجانب. ومنها: استعانته بنظام خاص من الرموز الكتابية.
أ- لما كان علم الأصوات اللغوية هو العلم الذي يحلل ويسجل الأصوات وغيرها من عناصر الكلام، واستعمالها وتوزيعها في الكلام المتصل، فقد وجد أنه لا بد له كي يسجل الأصوات الكلامية تسجيلا كتابيا لا غموض فيه، من استعمال ما يسمى في الاصطلاح "ألف باء صوتية" أو "أبجدية صوتية"(2). هذه الألف باء الصوتية عبارة عن مجموعة اصطلاحية من الرموز الكتابية تكون نظاما صالحا لتسجيل أصوات لغة من اللغات تسجيلا دقيقا، ويسمى تسجيل الكلام بهذه "الرموز" كتابة صوتية، والمبدأ العام الذي يراعى في الألف باء الصوتية هو تخصيص حرف واحد "ونريد "بالحرف" هنا الرمز الكتابي" ليس غير لكل "فونيم"(3)، من فونيمات اللغة موضع الدرس. ولن نحاول الآن التفصيل في تعريف "الفونيم" فالكلام في هذا طويل متشعب، ولعلماء اللغة والأصوات اللغوية نظريات متعددة في تحديد المقصود به، وحسبنا هنا أن نقول إنه يلاحظ في دراسة أي لغة من اللغات أن مجموعة من الأصوات المتمايزة ينبغي اعتبارها كما لو كانت صوتا واحدا من وجهة نظر الكتابة، والنحو، والدلالة. ومثال ذلك أن صوت السين في كلمة "سلا" مختلف عن صوت السين في كلمة "سطا" وأن "الفتحة" التالية في الباء في كلمة "بطر" مختلفة عن صوت الفتحة التالية لصوت الباء في كلمة "برد" ومع ذلك فقد وجد، على أسس لغوية، أن الصوتين الأولين في المثالين الأولين "صوت" أو "فونيم" واحد، كما وجد أن من الملائم للأهداف اللغوية العملية اعتبار فتحتي "برد" و"بطر" كما لو كانتا صوتا واحدا. وإذا استمعنا إلى الكلمات الإنجليزية "Cool - Call - Keeps" لاحظنا أن مخرج صوت الكاف في الكلمة الأولى أمامي بالنسبة لصوت الكاف في الكلمتين الأخيرتين، أي
ص96
أن كلا من هذه الكافات من الناحية الصوتية الخالصة صوت متميز، ولكنها جميعا تعامل كما لو كانت صوتا واحدا. أمثال هذه الأصوات يسميها الأستاذ دانيال جونز(4) عائلة صوتية واحدة، تتكون من صوت أساسي إلى جوار أصوات متصلة به، ويطلق لفظ "الفونيم" على مثل هذه العائلة الصوتية، ويعد الأصوات التي تتكون منها "أفراد" هذه العائلة. أي أنه ليس كل "صوت" مسموع في لغة من اللغات "فونيما" من فونيمات هذه اللغة. ومما يقرب هذا إلى الأذهان أن صوت الصاد مسموع في الإنجليزية في مثل Sun "بمعنى شمس" وSon "بمعنى ابن" ولكنه لا يعد من فونيمات هذه اللغة؛ وذلك لأنه لا يستخدم في الإنجليزية للتفريق بين المعاني، أي أنه لا يوجد في الإنجليزية كلمتان لكل منهما معنى مستقل، وتطابق أصوات إحداهما أصوات الأخرى، إلا أنه يقابل السين في إحداهما الصاد في الثانية، كما نجد في العربية "سبر" مقابلة "صبر"، ولذلك فالصاد في العربية فونيم، والسين فونيم. أما صوت الصاد المسموع في الإنجليزية فهو فرع من الفونيم المعروف بالسين. فلا تحتاج الكتابة الصوتية الممثلة للإنجليزية إلى رمز الصاد بينما تحتاج إليه الكتابة الصوتية الممثلة للعربية.
قلنا إن المبدا العام في الكتابة الصوتية العملية هو الاكتفاء باستعمال رموز لتمثيل "الفونيمات"، وهذا يتضمن عدم استعمال رموز لتمثيل الأفراد الثانوية للفونيمات. والواقع أن هذه الأخيرة تحددها في معظم اللغات مبادئ بسيطة يسهل تقريرها منذ البدء، وتقبل على أنها مسلمات في قراءة النصوص الصوتية. والكتابة الصوتية التي تكون مبنية على "حرف واحد لفونيم واحد" تسمى كتابة صوتية واسعة، أو عريضة(5). أما تلك التي تزيد رموزا خاصة للأعضاء الفرعية للفونيمات فتسمى "كتابة صوتية ضيقة"(6)، ويجدر بنا أن نذكر أن "الألف باء الصوتية" لا هي علم الأصوات اللغوية، ولا هي علم الأصوات اللغوية، إنها وسيلة لم يجد علم الأصوات اللغوية غنى عن استعمالها، فبدونها يكون وصف الاستعمالات الكلامية، وتسجيلها بصورة دقيقة، أمرا عسيرا، قليل الجدوى قابلا لخطأ التأويل.
ب- وقد يسأل جماعة. لِمَ لَمْ تتخذ الأبجدية العادية وسيلة لتمثيل الأصوات اللغوية؟
ص97
الواقع أنه ما من أبجدية من الأبجديات المعروفة تفي بتسجيل الأصوات حق الوفاء، فجلها فيه نقائص وعيوب لا تمكنه من تأدية هذه الغاية. نعم إن المبدأ الذي تقوم عليه الألف باء الصوتية، أي مبدأ "رمز واحد لكل فونيم"، أساس من الأسس التي قام عليها كثير من الأبجديات التقليدية، ولكن هذه لا تحققه تحقيقا ينهض بأغراض الدراسة اللغوية. نعم إنها تختلف فيما بينها في درجة تمثيلها الصادق للأصوات، فالكتابة الإسبانية والكتابة البولندية والبوهيمية والفنلندية خير حظا من كثير من الكتابات التقليدية، حيث شكلها، أو راجعها علماء أدركوا النظام الفونيمي للغتهم، ولكنها جميعا قاصرة، على الرغم من ذلك، عن أن تكون وسيلة عالم الأصوات اللغوية.
وإذا نظرنا إلى الكتابة العربية -وهي في هذه الناحية أحسن حظا من كثير من الكتابات- وجدناها مثلا تستعمل حرفًا واحدًا هو الواو "و" دلالة على الفونيم الأول في كلمة "وعى" -وهو يندرج تحت طبقة الصوامت(7)-، وللدلالة على فونيم، مخالف كل المخالفة، وهو "الصوت الصائت الطويل"(8) في كلمة مثل "يقول". كذلك حرف الياء "ي" يمثل الفونيم الأول في كلمة مثل "يسمع"، ويمثل الفونيم الأخير -وهو صوت صائت طويل- في كلمة مثل "القاضي".
وإذا انتقلنا إلى الكتابة الإنجليزية وجدنا أنها أبعد من أن تكون كتابة صوتية، إذ إنها تعطي القارئ فكرة دقيقة عن "الترتيب الصوتي"، تلك الفكرة التي يحتاج إليها دارس اللغة الإنجليزية المنطوقة.
ولما كانت الإنجليزية تستعمل في كتابتها الحروف اللاتينية، ولما كانت لغات أخرى تستعمل في كتابتها نفس الحروف، فإن الفرنسي مثلا عندما يأخذ في نطق الإنجليزية فهو ينسب إلى الحروف القيم التي تعود أن ينسبها إلى لغته، أي أنه ينسب إليها قيما غير تلك التي ينسبها إليها أصحاب اللغة، وذلك مثل "a" في gate "i" في "Find" و"u" في Tune. نعم إنه من السهل على الأجنبي أن يتعلم هذه القيم الإنجليزية في هذه الكلمات، ولكن الصعوبة تنشأ من أن هذه
ص98
الحروف لا تنسب إليها نفس القيم في كل كلمة إنجليزية أو فرنسية تستعمل فيها: فالقيمة المنسبة لـ"a" في gatte غير تلك المنسبة إليها في كل من fat. any. fall. father.
وينتج عن عدم الاطراد هذا، أن الأجنبي، الذي يعتمد اعتمادا كليا على الكتابة العادية، يكون في حالات لا حصر لها عاجزا عن أن يعرف الأصوات التي عليه أن ينطقها، ويخطئ باستمرار نطق الكلمات. ويمكن تجنب مثل هذه الأخطاء في النطق باستعمال "الكتابة الصوتية". ثم إن عدد الحروف التي تتكون منها أي أبجدية من الأبجديات التقليدية لا يكفي لتمثيل الأصوات المستعملة في اللغات المختلفة.
ولكن ينبغي أن نقرر أن الكتابات الصوتية لا فائدة من ورائها لأولئك الذين لم يتعلموا تكوين الأصوات التي تمثلها "الحروف الصوتية"(9). وإن الناشئ الذي تمكن من تكوين الأصوات المفردة تكوينا بالغ الدقة، يكون مؤهلا لأن يأخذ في تعلم أصوات متتابعة.
جـ- وقد بذلت محاولات كثيرة لوضع نظام من الرموز الكتابية الدقيقة الصالحة لتقرير نتائج الدراسة الصوتية وملاحظاتها، فهذه النتائج والملاحظات لا بد أن توضع بصورة مكتوبة، كي يمكن الرجوع إليها، والمناقشة فيها، أو بعبارة أخرى، كي تصبح هذه الدراسة والملاحظات "علما" أو جزءا من علم.
وبعض هذ النظم التي اقترحت تبتعد ابتعادا كليا عن العادات التقليدية في الكتابة:
1- ومن أشهر هذه النظم "الكلام المنظور"(10) الذي وضعه "بل"(11) والسبب الرئيسي في شهرة هذه الطريقة هو أن هنري سويت(12) "1845-1921" قد استعملها. ورموز هذه الألف باء الصوتية عبارة عن "رسوم تخطيطية" مبسطة واصطلاحية لأعضاء الكلام عند نطق الفونيمات المختلفة، ذلك أن "بل" رمز لكل فونيم برسم تخطيطي لبعض أعضاء النطق الأساسية في تكوين هذا الفونيم. ولكن هذه الطريقة لم يقدر لها الاستمرار والشيوع، فهي معقدة، وصعبة الكتابة، كما أنها كثيرة النفقة في الطباعة.
ص99
2- وثمة طريقة أخرى معقدة وصعبة، وتبتعد عن العادات التقليدية في الكتابة، ولم يقدر لها الاستمرار كذلك، تلك هي طريقة العالم الدانمركي أوتو يسيرسن المسماة (الخط الألف بائي)(13). هذه الطريقة تمثل الفونيم الواحد لا برمز واحد ولكن بمجموعة كاملة من الرموز. وكل عنصر من هذه المجموعة يمثل صفة من الصفات الأساسية لتكوين هذه الفونيم كموضع النطق، وكونه مجهورا أو مهموسا، أنفيا أو غير أنفي. ومجموعة الرموز الممثلة للفونيم الواحد تتكون من حروف أغريقية، وارقام عددية، بالاضافة الى حروف لاتينية يستعملها يسيرسن على أنها شارحة. وكل حرف إغريقي في هذه المجموعة يمثل عضوا من أعضاء النطق، أما الرقم فيمثل درجة الانفتاح، وهكذا فالحرف a يمثل الشفتين، والرقم الذي يدل على الصفر وهو (o) يعني أن الشفتين مغلقتان. ومن ثم فإن (o) تظهر في الصيغة التي تمثل أي فونيم يحدث في نطقه أن تغلق الشفتان كما في الفونيمات الإنكليزية (mو bو p) أما الفونيم الانكليزي: (m) كما في كلمة (man) فتمثله هذه الطريقة بالصيغة ao تعني أن الشفتين مغلقتان كما ذكرنا ، فالحرف الأغريقيs يرمز الى أقصى الحنك الاعلى، أما الرقم 2 فيعني أن أقصى الحنك الأعلى منخفض بحيث يسمح للهواء بالمرور عن طريق الأنف، الحرف الأغريقي ع يرمز الى الوترين الصوتيين، أما الرقم التالي لهذا الحرف فيدل على الوترين الصوتيين متقاربان تقاربا يحدث ذبذبة. فهذه الصيغة المركبة إذن تشير الى الفونيم الذي يحدث في نطقه أن تغلق الشفتان، وينخفض أقصى الحنك الأعلى، فيمر الهواء من الأنف؛ وهو (مجهور) لأن الوترين الصوتيين في حالة تذبذب، وهذه مجتمعة هي التي تكون صوت الميم. هذه الطريقة على الرغم مما فيها من فوائد إلا أنها عسرة ولا تصلح لتمثيل نطوق كاملة.
ص100
3- ولكن معظم الألف باءات الصوتية لا تنحو هذا النحو، بل تقوم رموزها على الألف باء اللاتينية التقليدية، مع إدخال تعديلات على بعضها، كإضافة خط أفقي صغير فوق الحروف، أونقطتين فوق بعضها، أو تحوير صور بعض الحروف، ومع إدخال بعض صور "الحروف المكبرة"(14) ومع إدخال حروف مأخوذة من الأبجدية اليونانية. ومن هذه الألف باءات ألف باء "لبسيوس"(15) المستعملة لكتابة اللغات الإفريقية، وألف باء "لونديل"(16) المستعملة لكتابة اللهجات السويدية، وألف باء "بريمر"(17) المستعملة لكتابة اللهجات الألمانية، وألف باء "الجمعية الأنثروبولجية الأمريكية"(18) المستعملة لكتابة اللهجات الهندية.
4- ومن أشهر صور هذا النوع من الكتابة الصوتية، وأكثره شيوعا "ألف باء الجمعية الصوتية الدولية"(19). هذه الألف باء اشترك في تكوينها جهود متوالية لعلماء كثيرين من أهمهم "إليس"(20). و"هنري سويت"، و"باسي"(21)، ودانيال جونز. وضع هنري سويت نظاما بسيطا من الكتابة الصوتية بناه على الألف باء اللاتينية، وسماه "الخط الرومي"(22) لاستعماله إلى جوار "الكلام المنظور" الذي وضعه "بل". وعندما اتضحت عند سويت فكرة "الفونيم" أدرك أن "الخط الرومي" من الممكن أن يظل وافيا بالغرض لو بسط تبسيطا كبيرا. ولهذا فقد استعمل سويت صورة مبسطة من هذا الخط تشتمل على رمز واحد لكل فونيم، وسماها "الخط الرومي الواسع أو "العريض"(23)، ولكن سويت ظل يعتقد أن الصورة الأشد تعقيدا من هذه، أي "الخط الرومي الضيق"(24) كان أدق شيئا ما، وأكثر ملاءمة للأغراض العملية.
ص101
ومن "الخط الرومي" الذي وضعه سويت نبتت "ألف باء الجمعية الصوتية الدولية" وهذه الألف باء تتكون من الرموز اللاتينية، وبعض الحروف اليونانية مع عدد من الحروف المصنوعة، وعدد قليل من "العلامات المميزة") 25)التي تضاف إلى بعض الحروف. والمبدأ الذي تقوم عليه هذه الألف باء من حيث القيم الصوتية للحروف هو استعمال الحروف العادية لتدل على قيم تقرب من تلك التي تنسب إليها في بعض اللغات الأوروبية الرئيسية، وذلك مثل V. p. t ... إلخ، وإدخال علامات صناعية على بعض الحروف اللاتينية لتمثل فونيمات غير موجودة في اللغات الأوروبية "وذلك كالحرف الذي يمثل الصاد" أو استعمال "العلامات المميزة" لتأدية نفس الغرض، كما تستعمل بعض العلامات المضافة إلى الحروف للدلالة على خصائص بعض الأوات في بعض السياقات الصوتية، كالغنة التي تصحب صوتا صائتا في مواضع ولا تصحبه في سائر المواضع التي يقع فيها.
ومعروف أن "الألف باء الصوتية الدولية" لم تضع رموزا لكتابة اللغات الأوروبية وحدها بل وضعت رموزا يتيسر استخدامها بشيء من المرونة والتعديل عند كتابة أصوات أي لغة من اللغات. فقد حصر العلماء الذين قاموا على وضعها جميع الأنواع الصوتية الرئيسية في اللغات المعروفة على سطح الأرض، ورمزوا لكل نوع برمز خاص، أو على الأقل وضعوا إمكانيات الرمز لكل نوع برمز خاص. فكل رمز من رموز هذه الألف باء ليس "صوتا" أو ممثلا لصوت، إنه يمثل "نوعا" صوتيا، فمثلا صوت الباء "P" مستعمل في الإنجليزية والفرنسية كلتيهما، ولكن هذا الصوت في الإنجليزية يختلف عنه في الفرنسية، فهو في الإنجليزية يتبعه نفس شديد، أما في الفرنسية فلا يصحبه هذا النفس. فرمز الـ"p" في هذه الألف باء يمثل نوعا صوتيا عاما يمكن أن يكيفه الدارس فيعطيه بذلك دلالة خاصة، لو كان يدرس الإنجليزية وحدها لاستعمله كما هو لأنه في تعريفه هذا الرمز سيفهم منه أنه يمثل صوتا انفجاريا شفويا مهموسا مصحوبا بنفس، ولو كان يدرس الفرنسية وحدها لاستعمله كما هو؛ لأن تعريفه لهذا الرمز يدل على أنه يمثل صوتا غير مصحوب بنفس. أما لو أراد الدارس النص كتابة على الفارق بين هذين الصوتين لمثل الصوت الإنجليزية بـ"ph" مثلا، ودل على الفرنسي "p" وحده.
ص102
إن الكتابة الصوتية وسيلة ضرورية لدارس الأصوات اللغوية، ومن هنا نجد أن محاولتنا الكتابة كتابة كاملة في اللغة وفي علم الأصوات اللغوية ومحاولتنا القيام بدراسات لغوية على أسس من العلم الحديث تقف في سبيلها عقبة هامة، فلا بد من أن يصطلح العلماء المختصون عندنا على "الألف باء صوتية" يصطلح استعمالها عند دراسة العربية، وعند دراسة سواها من اللغات، وعند الكتابة في الميدان اللغوي بوجه عام .
__________
(1) Phonetic Transcription.
(2) Phonetic Alphabet.
(3) phoneme.
(4) انظر كتابية السابقين.
(5) Broad Trnscription.
(6) Narrow Transcription.
(7) Consonants.
)8) Long - Vowel.
(9)Phonetic Letters.
(10) Visible Speech.
(11) graham Bell.
(12) Henry Sweet.
(13) Alphabetic Notation.
)14) Copital Letters.
(15) Lepsius.
(16) Lundell.
(17) Bremer.
(18) American Anthropological Assocition.
(19) The Alphabet of the lnternational Phonetic Association.
(20) Ellis.
(21) Passy.
(22) Romic Natation.
(23) Broad Romic.
(24)Narrow Romic.
(25) Diacritical Marks.