النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
الدراسة الصوتية
المؤلف: د. محمود السعران
المصدر: علم اللغة مقدمة للقارئ العربي
الجزء والصفحة: ص88- 95
27-11-2018
2138
الدراسة الصوتية الآلية:
أ- ذكرنا أننا في العصر الحاضر ندرك الأصوات خيرًا من إدراك اليونان والرومان والهنود والعرب لها. ومرجع ذلك إلى جملة أسباب منها أن معلوماتنا عن أعضاء النطق تشريحا وعملا، وعن علم الطبيعة تفوق ما كان يعرفه الأقدمون من ذلك، ومنها: أننا نقارن أصوات لغات كثيرة مختلفة ولا شك في أن خير وسيلة لتحديد خواص موضوع ما، هي -كما يقول موريس جرامون(1) أن نقارنه بموضوعات مماثلة ليس لها خواصه نفسها، أو تتصف بها هي نفسها ولكن بدرجة مختلفة. ومن أخص هذه الأسباب وأهمها أننا -حتى لو صح أن آذاننا لا تحسن السماع إحسان القدماء له- أننا نملك من وسائل الملاحظة والفحص والإبانة، ومن وسائل تسجيل ثمار الدراسة ما لم يكونوا يملكون. ولا يزال علماء الأصوات اللغوية، عاكفين على التحسين من وسائلهم، وعلى الإضافة إليها.
ب- ونأخذ الآن في التعريف بالوسائل الآلية التي يلجأ إليها علم الأصوات اللغوية. والبحث في هذه الوسائل الآلية وطرق استخدامها موضوعه "الدراسة الصوتية التجريبية"، أو "الدراسة الصوتية الآلية" كما يؤثر بعض العلماء أن يسموا هذا الفرع من فروع علم الأصوات اللغوية، نحن نستطيع الآن أن نلاحظ كل عضو من أعضاء النطق وهو يؤدي وظيفته عن طريق المجاهر، أو عن طريق التصوير بأشعة إكس، أو بغير هاتين الطريقتين، ونستطيع أن نحدد تحديدا مضبوطا موضع كل عضو من الأعضاء التي تشترك في إحداث صوت ما عن طريق ما يسمى بـ"الحنك الصناعي"(2)، وعن طريق التصوير بأشعة إكس(3)، كما أننا نستطيع أن نسجل الصوت تسجيلًا آليًّا، وأن نفسر هذا التسجيل من الناحية الصوتية تفسيرا يزيد من معلوماتنا عن هذا الصوت.
1- من أبسط هذه الوسائل الآلية مرآة صغيرة مثبت بها يد طويلة، هذه المرآة تسمى "مجهر الحنجرة"(4). يوضع مجهر الحنجرة بصورة خاصة داخل الفم.
لمجهر الحنجرة صور كثيرة، وهو في أبسط صورة مرآة صغيرة مستديرة قطرها حوالي ثلاثة أرباع بوصة، مثبت بها يد طويلة، والتقاء اليد بالمرآة يكون زاوية قدرها 120 درجة.
ص88
ويضغط على أقصى الحنك الأعلى، ويكيف وضعه بحيث ينعكس ضوء قوي على داخل الحلق فيظهر في المرآة الحنجرة وهذا المجهر يمكن من رؤية الوترين الصوتيين في حالة إخراج "النفس"(5)أي عندما يكونان متباعدين، وهذا الوضع هو الذي يتخذه الوتران الصوتيان عند نطق الأصوات "المهموسة" كالسين- ويمكن من رؤيتهما حال تذبذبهما تذبذبا منغما، أي عندما يتقاربان بدرجة تسمح للهواء المار بينهما أن ينغم، وهذا هو وضعهما عند نطق الأصوات "المجهورة" كالزاي.
وهكذا ندرك أن الفارق بين السين والزاي هو أن الأول "مهموس" والثاني "مجهور".
2- وثمة آلة أخرى لإثبات "المجهر" تعرف بآلة تسوندبيرجيت(6). هذه الآلة صفحة معدنية مثبت بأحد طرفيها مقبض، وفوق طرف الصحفة المعدنية البعيد عن المقبض كرة معدنية. فإذا وضع المختبر الصفحة المعدنية على أحد جانبي الحنجرة -بحيث تكون الكرة المعدنية إلى الخارج- ثم نطق بصوت مجهور مثل الباء وأتبعه بنطق مهموس هذ الصوت وهو الـ"p" أو بنطق أي مهموس، وجد أن الكرة المعدنية في حالة نطق المجهور تتحرك على الصفحة المعدنية حركات سريعة بينما لا تتحرك في حالة نطق المهموس.
وقد ظهر أن هذه الآلة وأمثالها صالحة كل الصلاحية في حالة "الصوامت المجهورة"(7) وفي حالة "الصوامت الضيقة"(8)، ولكنها لا تستجيب دائما استجابة جيدة في حالة "الصوائت المنفتحة"(9) وخاصة "الصوائت المتفتحة الأمامية"(10) مثل"a".
وأيًّا ما كان فمن المستطاع إدراك الجهر بطريقة بسيطة هي وضع الإصبع على "تفاحة آدم"(11) فنحس بشيء من الذبذبة إذا نطقنا المجهور مثل "v"، ولا نحس بشيء من ذلك إذا نطقنا المهموس مثل "f".
ص89
3- ومن الآلات الأخرى -وأكثر استعمالها للتوضيح والتدريس لا للدراسة- آلة شيندلر وهوير(12)، نسبة إلى صانعيها الألمانيين وهما في جوتنجن Gotting - en وهذه الآلة مفيدة لتوضيح بعض خواص الأصوات "الصائتة". فالصفات المميزة للصوائت تعتمد على شكل الممر المفتوح فوق الحنجرة، هذا الممر الذي يكون فراغا رنانا يغير نوع الصوت الحادث عن ذبذبة الوترين الصوتيين.
هذه الآلة تتكون من فراغ رنان أسطواني الشكل، وهذا الفراغ الرنان مفتوح من أحد طرفيه، وهو مجهز بكابس(13) له مقبض يخرج من الفراغ الرنان الأسطواني. وكلا الكابس والمقبض مجوف. الكابس لسان يشبه لسان مبسم المزمار، فإذا نفخ في المقبض من طرفه الخارجي فإنه يحدث عن "اللسان"(14) صوت موسيقى ذو درجة(15) خاصة. ونوع هذا الصوت يتوقف على طول جزء "الفراغ الرنان"(16) الواقع خلف الكابس مباشرة، فبتغيير وضع الكابس نحصل على أصوات ذات أنواع متمايزة. وقد لوحظ أن بعض الأصوات الناتجة عن استعمال هذه الآلة تشبه إلى حد كبير بعض الصوائت المشهورة.
وواضح أنه يمكن اتخاذ الناي والمزمار للوفاء بالغرض الذي تؤديه هذه الآلة. فمعروف أن المزمار العادي، تختلف الأصوات أو "النغمات" الصادرة عنه لجملة أسباب منها اختلاف وضع الأصابع على الثقوب؛ وذلك لأن الأوضاع المختلفة للأصابع على الثقوب تكبر أو تصغر من حجم الفراغ الرنان. فإذا نفخنا في المزمار وكان الفراغ الرنان كبيرا نتج صوت ذو طبيعة مخالفة لطبيعة الصوت الحادث لو نفخنا بنفس القوة وكان حجم الفراغ الرنان أكبر أو أصغر.
هذه الآلات التي تحدثنا عنها آلات أولية، وهي أصلح للتدريس والبيان لا للبحث والدراسة.
4- ولكن من أهم ما يعتمد عليه علم الأصوات في الدرس، وما قد يكمل ملاحظة الأذن والعين، ما يعرف "بالبلاتوجرافيا" أي طريقة "الأحناك الصناعية"(17).
ص90
في قدرة أي طبيب أسنان أن يصنع "أحناكا صناعية"(18)، معدنية أو مطاطية وينبغي أن يكون الحنك الصناعي رقيقا جدا، وأن يطابق فم الشخص الذي سيقوم بالاختبار كل المطابقة حتى يلزم مكانه عند الاستعمال، كما ينبغي أن يزود بقطع بارزة في مقدمته حتى تسهل إزالته من الفم ويستحسن أن يصنع الحنك من مادة سوداء اللون، وإلا وجب تسويد صفحته السفلى، أي المقابلة لظاهر اللسان بصبغ أسود.
وعند استخدام "الحنك الصناعي" يضع المختبر على صفحته التي ستقابل ظاهر اللسان مادة جيرية "كالطباشير" مسحوقة سحقا تاما، ثم يدخله في فمه. فإذا نطق المختبر صوتا من الأصوات التي يلتقي فيه اللسان بموضع ما في سقف الحنك، كالشين والكاف، فسنجد أن اللسان يزيل المادة الجيرية في موضع الالتقاء. يخرج المختبر "الحنك الصناعي" بعناية، ثم يفحص الآثار التي تركها اللسان عليه. ويستطيع كذلك أن يصور هذه الآثار فوتوغرافيا، أو أن ينسخها على رسوم تخطيطية للحنك الصناعي، وله كذلك أن يضع الحنك الصناعي بعد إجراء الاختبار داخل إناء زجاجي مضاء، بحيث تظهر صورته على خارجه، وينسخه على ورق، ويحتفظ به لدراسته ومقارنته بغيره. وهذ الرسم، الذي يبين الموضع أو المواضع التي يلتقي فيها اللسان بالحنك الأعلى عند نطق بعض الأصوات، يعرف بـ"رسم الحنك"(19).
ولكن من الملاحظ أن هذه الطريقة، طريقة الأحناك الصناعية، لا يتأتى استخدامها عند نطق جميع الأصوات، فثمة أصوات تتكون في همزة كهمزة القطع، وهناك أصوات حلقية كالعين والحاء، وهي أصوات لا يكون للسان في تكوينها أثر يذكر.
فوسيلة الأحناك الصناعية، ولو أنها وسيلة صالحة وهامة، إلا أن استخدامها مقصور على بعض الأصوات. ثم إنه من الواجب اختيار أصوات معينة أو كلمات خاصة عند استخدام هذه الوسيلة، وإلا لما أمكن أن تؤدي وظيفتها على وجه مرض. فأنا لو حاولت أن النطق كلمة يلتقي فيها اللسان بالحنك الأعلى في أكثر من موضع وكانت هذه المواضع متداخلة لاختلطت الآثار التي يتركها اللسان على
ص91
الحنك الصناعي. إذن يجب أن تختار الكلمة بحيث لا يلتقي بالحنك فيها إلا صوت واحد، أو صوتان يلتقي اللسان عند نطقهما بموضعين متباعدين من الحنك.
5- ومن الوسائل الآلية الهامة التي يصطنعها علم الأصوات اللغوية ما يعرف بـ"الكيموجراف"(20) وللكيموجراف صور كثيرة، وأحدث صورة وأدقها تختلف كثيرا عن أول ما عرف منه، ولا يزال العلماء يدخلون عليه تحسينات وتبسيطات حتى يكون أسهل استعمالا وأكثر إنتاجا. وأبسط تعريف به أن نقول: إنه أسطوانة تتحرك بدرجة منتظمة، وهناك سن تدور حول هذه الأسطوانة، فإذا نطق المتكلم من مكان معين تحركت السن حركات معينة تبعا لطبيعة ما ينطق به. وهذه السن تسجل أثر النطق في خطوط بعضها متموج، وبعضها كثير الذبذبات وهكذا. هذه الخطوط تنقل، وتصور، وتحلل من الناحية الصوتية. فالغرض من الكميوجراف إذن أن تعطي آثارا مدونة تمثل حركات أعضاء النطق المختلفة، والمجهود الذي تبذله، والدور الذي تؤديه، وتمثل شيئا من صفات بعض الأصوات. ومن الملاحظ أن ما نسميه بالأصوات المجهورة كالسين تظهر ممثلة في الكميوجراف بصورة ذبذبات سريعة، أما المهموسة كالخاء: فتظهر بصورة خطوط غير شديدة التذبذب.
6- ومن الأجهزة الحديثة التي يستعين بها علم الأصوات اللغوية "الأوسويلوجراف"(21). والأوسويلوجراف يعطي آثارا كتابية تمثل السلسلة الكلامية التي يراد اختبارها. ومما هو جدير بالذكر، أن الآثار الممثلة لأي سلسلة كلامية تكاد تتكون من عدد كبير من عناصر صغيرة لا يتطابق اثنان منها قط كل التطابق، أي أنها شاهد على أنه من النادر أن نجد "قطعا"(22) من سلسلة كلامية تظل فيها طبيعة الصوت، وشدته ودرجته على شكل واحد مدة واضحة؛ وذلك لأنه من النادر أن نجد نوع الصوت الذي يمثله الأوسويلوجراف بموجات متتالية بشكل واحد. ولذلك فإن نقطة الانفصال بين صوت وبين الذي يليه في السلسلة الكلامية، لا تطابق أي تغير فجائي في نموذج الآثار التي يعطيها الأوسويلوجراف؛ إذ إن هذه النقطة تكون أي نقطة في مرحلة الانتقال بين الصوتين تُختار على أسس لغوية(23).
ص92
7- ذكرنا أن بعض الأصوات لا يتأتى فحص موضع نطقه بطريقة الأحناك الصناعية. وثمة طريقة أخرى تظهر لنا ما يدور في جهاز النطق الإنساني عند نطق أصوات كالحاء والعين وهما حلقيان. فبالاستعانة بالتصوير بأشعة إكس، نستطيع أن نرى شكل الفراغ الحلقي عند نطق هذين الصوتين وما إليهما. كما أن التصوير بأشعة إكس يستعان به لتصوير مواضع اللسان عند نطق الصوائت الخاصة، ويتأتى ذلك بوضع شريط معدني رقيق على ظاهر اللسان. وأيًّا ما كان فإن هذه الطريقة يعتورها شيء من القصور إذ لا بد أن يصور المتكلم من زاوية خاصة، ولا يميل العلماء إلى تصديق دلالتها إلا إذا أيدتها وسائل أخرى.
8- وما دمنا بصدد الحديث عن التصوير بأشعة إكس فلننتقل إلى بيان وجه الاستعانة بالتصوير السينمائي الناطق.
عند كلامنا عن الأوسويلوجراف ذكرنا أن تقسيم علماء اللغة للسلسلة الكلامية إلى "عناصر" بقصد الدراسة تقسيم لا يؤيده الواقع الفسيولوجي: فإذا صورنا شخصا ينطق كلمة ما تصويرا سينمائيا ناطقا فإن هذا "المشهد" لا يبدو في "سلبية" أو صورة واحدة بل في عشرات من الصور تصور بالترتيب وبالتفصيل الحركات والأوضاع المختلفة التي تقوم بها أعضاء النطق وغيرها من الأعضاء الإنسانية لنطق هذه الكلمة. هذه الصور تدرس لمعرفة دلالتها الصوتية وسنجد أنه ليس من السهل أن نعثر على "صورة" تمثل أن المتكلم هنا قد فرغ من نطق صوت، وأخذ في نطق الذي يليه، بل سنتبين أن أعضاء النطق تكون أحيانا متهيئة لنطق الصوت التالي قبل أن تفرغ من نطق الصوت السابق.
9- من البديهي أن تستعين الدراسة الصوتية اللغوية بآلات تسجيل الأصوات حتى يتيسر تسجيل نتائج الدراسة والاحتفاظ بها والاستعانة بها في المقارنة وعند التدريس، كما أنه يستعان بها على تسجيل نماذج من الكلام المختلف في البيئات المختلفة. ولا شك أنه لو حفظت تسجيلات علمية دقيقة للغة من اللغات تمثل أنظمتها الصوتية ونطقها مدى قرنين مثلا لكان من اليسير على علماء المستقبل أن يستنتجوا ما يكون قد أصاب بعض الأصوات، أو بعض الخصائص الصوتية من تطورات.
ص93
10- ومن المحاولات التي تقوم بها الدراسة الصوتية الآلية الآن تكبير الحفائر التي تكون على أسطوانات الجراموفون بآلة خاصة؛ وذلك لأنه لما كانت الحفائر الموجودة على أسطوانة ما تسجيلا لنطق أصوات معينة، ولما كانت هي نفسها تخرج نفس هذه الأصوات فإن دراستها ذات أهمية كبرى لعلم الأصوات اللغوية. ولكن علماء الأصوات اللغوية لم ينجحوا إلى الآن في تفسير دلالات أمثال هذه الحفائر من الناحية الصوتية تفسيرا مرضيا.
11- وأي "معمل" لدراسة الأصوات اللغوية نجده مذودا بمكتبة من "الأسطوانات" التي سجل عليها خلاصات دراسات صوتية معينة، ودراسات خاصة بأصوات لغات ولهجات كثيرة متنوعة، وأسطوانات مسجل عليها قراءات لنصوص مختارة، نصوص من الأدب الكلاسيكي، ونصوص من اللهجة العامية ... إلخ، والعادة أن يكون لكل أسطوانة "دليل" مدون فيه بالحروف الصوتية النص المسجل على الأسطوانة. وإن إطالة الاستماع إلى هذه الأسطوانات ضرورية لتكوين الأذن المرهفة وهي عنصر أساسي من عناصر الثقافة الصوتية، كما أنه يمكن استخدام بعضها في تعليم الناشئة نطق اللغات الأجنبية.
12- ولا يخلو أي "معمل" لدراسة الأصوات اللغوية من عدد كبير من النماذج والخرائط، فنجد نموذجا لأعضاء النطق مجتمعة من نموذج للحنجرة في أكثر من وضع من الأوضاع. التي تتخذها عند نطق الأصوات المختلفة، ونموذجا للأذن ... إلخ. كما نجد خرائط تمثل أعضاء النطق عند إحداث بعض الأصوات وهذه النماذج والخرائط ذات فائدة كبرى في تدريس علم الأصوات اللغوية.
بعد هذا التعريف بما يستخدمه علم الأصوات اللغوية من آلات وأجهزة وما إليها، سواء للبحث أو للتدريس، يجدر بنا أن نذكر أن الأذن السليمة المرهفة المدربة هي المعتمد الأساسي لدارسي الأصوات(24).
__________
(1) Maurice Crammont Traite de Phonetique p 34 2 eme ed Pares 1939.
)2) Arificial Palate.
(3) X Ray Photography.
(4) Laryngoscope
(5)Breath.
)6) Zund - Burguets Voice lndicator.
(7) Voiced Consonants.
(8) Close Vowels.
(9) Open Vowels.
)10) Front Open Vowels.
(11) Adams Apple.
(12) Spindler Hoyer.
(13) Piston.
(14) Reed.
(15) Pitch.
)16) Resonacce chambre.
(17) Palatography.
(18)Artificial Palates.
(19) Palatgram.
(20) Kymograph.
(21) Oscillograph.
(22) Sections.
(23) Daniel Jones The Phoneme pp 1-2.
(24) رجعنا في التعريف بالدراسة الصوتية الآلية إلى ما ورد عنها في المراجع الآتية خاصة:
D. Jones: English Phonetics.
D. Jones: The Phoneme.
j. R. Firth: The Tongues of Men Men Watts Co London.
j. R. Firth: word Palatograms and Articulation Bulletin of the School of =Oriental
ص94
=African Studies Xll 3 4 1948.
published in Papers nl Linguistics 1934 1951 by J R Firth Oxford University prees 1957 pp 148 155.
- J R Firth "With H J Adam" lmproved Techniques in Palaography Bulletin of the School of Oriental African Studies Xlll 3 1950.
Alwon Published in "Papers ln Linguisstics By J R Firh pp 173 176.
- Leonard Bloomfild: Language pp 75-076.
- Bertil Mallmberg La Phonetique pp 103 107 "Que - sais- Je 637 Presses Universit taires De France Paris 1954.
- Maurice Grammont Traite de Phonetique.
ص95