الهمّازُ ليسَ شخصاً مشهوراً ، ولكنهُ يُحبُّ أنْ يُشهِّرَ بالآخرينَ،
وما أنْ تلتقي بهِ حَمَّلكَ ذنوباً وورَّطكَ في مشاكلَ إجتماعيةٍ،
هوَ شخصٌ يستمتعُ بجَرحِ مشاعرِ أصدقائهِ أو معارفهِ
من خلالِ السُخريةِ بهم أو فعلِ ما يثيرُ انتباهَ مَنْ حولَهُ على عيبِ شخصٍ ما،
يجدُ البعضُ مُتعتهُ في تتبعِ عيوبِ الآخرينَ ، فيتخذُ السُخريةَ بهم مُتنفساً
فيعبثُ بهم بكلامٍ أو إشارات ٍيحطُّ من قَدْرِهِم
ليَضحكَ ويُضحِكُ مَنْ حَولَهُ
كأن يُؤشِّرُ بيدِهِ لينتقصَ مِن شخصٍ قصيرِ القامةِ مثلاً ؟
أو فتاةٌ تؤذي صديقتَها بسُخريتِها من ملابسِها مثلاً لتجعلَها أُضحوكةً بينَ الأُخرياتِ
هل يُعجِبُكَ أنْ تَصحَبَ هكذا إنسان ؟
وهل ترغبُ بِمُنادَمتهِ ؟
قال تعالى : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَة ) أي لكلِّ من يستهزيءُ بالآخرينَ، ويُعيبُهُم، ويغتابُهُم، ويطعنُ بهِم، بلسانهِ وحركاتهِ وبيدهِ، وعينهِ وحاجبهِ.
فإنَّ بئسَ العبدُ عبدُ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ، يُقبِلُ بوجهٍ ويُدبِرُ بآخر
كما يقولُ الإمامُ محمدُ بنُ عليٍّ الباقرِ (عليهِ السلامُ)