روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (دع ابنك يلعب سبع سنين و يؤدب سبع سنين و ألزمه نفسك سبع سنين).
من خلال هذا الحديث، وبالتحديد من خلال وصية الإمام الصادق (عليه السلام) لكل أب بعبارة (ألزمه نفسك)، تتضح أهمية احترام الفتى وتقديره. إن الآباء والأمهات يحكمون أبناءهم قبل فترة البلوغ ، لكن الواجب يدعوهم إلى احترام أبنائهم من سن الخامسة عشرة والتقرب إليهم ومصادقتهم.
إن احترام الفتى وتقديره يعتبران من وجهة نظر الإسلام من الواجبات المفروضة على الأبوين وسائر أفراد المجتمع، فتقدير الفتى في جميع شؤون الحياة الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتربوية له مردود إيجابي.
فالفتى الذي يحظى بتقدير أبويه، والفتى الذي يشارك في تسوية مشاكل الأسرة ويؤخذ برأيه ويعمل بموقفه، والفتى الذي يتعامل معه أبوه وكأنه صديق حميم يكن له كامل الاحترام والتقدير، والفتى الذي يشعر وسط أسرته ومجتمعه أن له شخصية لها احترامها كالكبار، كل هذه النماذج من الفتيان يحرصون على تجنب الوقوع في الرذيلة، ويسعون لأن يكونوا أهلا لهذا الاحترام والتقدير، فيراقبون أعمالهم وسلوكهم ويتجنبون كل ما من شأنه أن يشوه شخصيتهم.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): ( من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته) .
وروي عنه (عليه السلام) أنه قال: (من كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية) .