ورد عن الإمام علي -عليه السلام-: (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان)
قد يكون هناك مبرر لعدم مصادقتك الناس، ولكن ما هو المبرر لعدم مصادقتك أبناءك؟ فلماذا لا يجد بعض الآباء الفرصة لـمصادقة أبنائهم؟ أ ليس الأبناء هم أقرب الناس إليك، وهم ثمرة فؤادك وفلذة كبدك؟
ولا يخفى بأن الأب بمسيس الحاجة الى تعميق علاقته بأبنائه وديمومة صفائها.
فإن مسؤوليته تقتضي تربية أبنائه، وتقويم سلوكهم؛ فهو على تماس دائم معهم بغية التـأثيـر عليهم، فهل يستطيع الأب كمرب أن يمارس دور التربية من دون أن يكون صديقا لمن يريد توجيهه وإرشاده وتربيته؟ والجواب من المؤكد: كلا!
وحتى يتحقق النجاح في تربية الأبناء فمن الضروري أن تصل العلاقة الى مستوى الصداقة.
ومن الملاحظ أن الطفل يتعلق تعلقـا شـديـدا بمن يحاول مصـادقته والتقرب إليه، سواء كان ذلك أحد والديه أو أي شخص آخر.
فإذا كنت ترغب في أن تكـون صـديقـا حميما لـولـدك أو ابنتك، يكون حريا بك اتباع الطرق الفنية التالية:
ـ أسرد الأقاصيص النافعة لهم: إن أبلغ طـريقـة لمصادقة الأطفال هي (سرد القصص لهم). فالأطفال يجتمعون حول من يسرد القصص عليهم كما أن هناك الكثير من كتب القصص النافعة التي تحمل الـدروس والعبر، وخصوصا إذا قرئت بأسلوب ممتع ومشوق يجذب الأطفال ويسليهم أيضا.
ـ أظهر اهتماما بهم: يمتلك الطفل إحساسه بشخصيته فيحب التقدير والاهتمام بما يقدمه ويرغب بسماع الثناء عليه وخصوصا أمام الآخرين، ولربما يمكن ملاحظة ذلك في طفلك ـ أو في الأطفال الآخرين ـ كيف يأتي إليك ابنك ويعرض لك لوحاته الفنية التي رسمها بيده، وألعابه التي اشتراها أو التي صنعها بنفسه.
- اقترب دائما منهم وصاحبهم وتحدث معهم: فلكي تبدأ بتوطيد العلاقة مع أي شخص تريد مصادقته، لا بد لك أن تقترب إليه وتصحبه معك وتتجاذب أطراف الحديث معه. فالصحبة والحديث هما الخطوات الأولى لبناء الصداقة مع أبنائك.
- بادر إلى تقديم المساعدة لهم حتى وإن لم يطلبوا ذلك منك: فإن مساعدة الأبناء وقضاء حوائجهم من قبل الوالدين، يبين مـدى الإخلاص ويظهر الحب، وبالتالي يزيد في توطيد العلاقة، وتتنوع ألوان المساعدة ما بين دفع العقبات، وإعداد الواجبات المدرسية، و حل مشكلاته الاجتماعية، وإرشاده الطريق السليم في الحياة.