فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

الزواجُ قناعَةٌ، والقناعَةُ تنبَعُ مِنَ الاختيارِ، لأنَّ الزوجينِ شريكانِ في بناءِ عُشِّ الزوجيّةِ فإنْ لم تكُنْ دوافعُهُم جِدِّيَّةً في الحُبِّ والمودَّةِ وعَن تكافؤٍ وتبادُلٍ في المشاعرِ سيحصُلُ حيفٌ وظُلمٌ على طَرَفٍ أو على كِليهِما، لهذا يَسبِقُ الزواجَ عدَّةَ إجراءاتٍ في نجاحِ الاختيارِ مِن عَدَمِهِ،

هُناكَ رؤيتانِ مُتضادَّتانِ في موضوعِ الزَّواجِ:

الأولى: أنْ تُفوِّضَ هذهِ المسألةَ المُهمَّةَ للشَّبابِ – ذكوراً وأُناثاً-  أنفُسَهُم وليسَ لأيِّ أحدٍ شأنٌ في ذلكَ، فللشَبابِ مُبرِّراتٌ وأسبابٌ تجعلُهُم يرونَ الاختيارَ أمراً خاصّاً بِهم ومِن غيرِ المُمكِنِ أنْ يكونَ الأبُ أو الأمُّ هُما من يقبلانِ أو يرفُضانِ، إذ قَد تكونُ وِجهَةُ نظَرِهِم تتقاطَعُ معَ رؤيتِهِم، واختيارُهُم يتناقَضُ معَ رغبتِهِم، وبالتالي هِيَ حياتُهُم وليستْ حياةَ الأبوينِ.

الثانية: إنَّ الزواجَ يجِبُ أنْ يكونَ خاضعاً لرأيِ الآباءِ والأُمَّهاتِ واختيارِهِم،

يرى الآباءُ والأمَّهاتُ أنَّ لهُم حقَ اختيارِ الشابِّ لابنَتِهِم والفتاةِ لابنِهِم لأنَّهُم يذهبونَ الى أنَّ الإنسانَ في بدايةِ شبابِهِ خال ٍمِنَ التجرُبَةِ حتى لو كانَ عالِماً، إنَّ الفتاةَ باعتبارِ عَدَمِ خبرَتِها للأمورِ تكونُ سليمةَ القَلبِ، وعلى هذا الأساسِ، فإنَّها قد تنخَدِعُ بسُرعَةٍ بالمظاهرِ الخارجيّةِ الجذَّابةِ بدونِ أنْ تَعلَمَ أنَّ هناكَ شياطيناً تختفي خلفَ تلكَ المظاهرِ الخارجيّةِ الخلاّبة.

والصوابُ إنَّ كِلا الرؤيتينِ غيُر ناضجَتينِ فلا الآباءُ والاُمّهاتُ لَهُم الحَقُّ في أنْ يُحمِّلُوا أبناءَهُم قناعاتِهِم الخاصّةَ في اختيارِ الشريكِ (زوج او زوجة)، ولا مِن صالحِ الشّبابِ والفَتياتِ اختيارُ الزَّوجَةِ أوِ الزّوجِ بأنفُسِهِم فقط وتجاهَل رأيَ الأبوينِ.

بَل الصحيحُ هُوَ أنْ يتشاوَرَ الأبناءُ والآباءُ حولَ هذهِ المسألةِ الحياتيةِ ويتبادَلُوا وُجهَاتِ النَّظَرِ فيها حتى يوصِلوها إلى الهدفِ المطلوبِ.

الآباءُ والاُمّهاتُ يجِبُ أنْ ينتَبِهوا إلى هذهِ الحقيقةِ وهي أنَّ مسألةَ اختيارِ الزَّوجِ أوِ الزَّوجَةِ ليستْ فكرةً تنظيريّةً بَل هيَ تخضَعُ للذّوقِ ولِكُلِّ إنسانٍ ذوقُهُ الخاصُّ

يجبُ على الآباءِ والاُمّهاتِ والأصدقاءِ المخلصينَ أنْ يُساعِدوا الشبابَ في هذا الانتخابِ والاختيارِ بأفكارِهِم القيّمةِ والصحيحِة