إن الخطوة الأولى في وقاية الطفل من نزعة العنف، تكمن في العمل الجاد على محاصرة أسبابها، وإيجاد بيئة اجتماعية وثقافية ملائمة تغرس في الطفل قيم المحبة والرفق، وتكره إليه كل أشكال العنف، وتوفر له الأمن في أسرته وما يحتاجه من عطف وحنو ليشعر بالأمن ويحمل المحبة للآخرين.
وفي هذا الصدد، يوصي الإسلام بضرورة اجتناب كل أشكال العنف في المجال التربوي؛ لأن العنف يولد العنف والكراهية.
ومن الآداب الإسلامية النافعة في هذا المجال، ما ورد في النصوص من الحث على ضرورة إبعاد الولد عن بعض المهن التي قد تورث قساوة القلب، كما هو الحال في مهنة الذباحة، ففي الحديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتابة، ففي أي شيء أسلمه؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أسلمه ـ لله أبوك ـ ولا تسلمه في خمس: وذكر منها أن لا يجعله قصابا، وعلل إبعاده عن هذه المهنة بالقول: (فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه).