فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

الارتجاليةُ في اتّخاذِ القراراتِ دائماً عواقبُها سيئةٌ ، والتعجُّلُ في إبداءِ موقفٍ دونما رَوِيَّةٍ وتمهُّلٍ يوقِعُ الشخصَ العَجولَ في مشاكلَ وخصوماتٍ تُربِكُ علاقاتِهِ ، فلا تندفعْ بصورةٍ تلقائيةٍ الى الرفضِ أو القَبولِ أو بيانِ موقفِكَ من موضوعٍ مُعيّنٍ إلا بعدَ أنْ تعرِفَ ايجابياتِ الموضوعِ وسَلبياتهِ؛ فأنتَ لستَ معصوماً حتى تلجأَ الى نفسِكَ في إبداءِ ردِّ فعلِكَ بصورةٍ فوريةٍ وسريعةٍ، بل إنَّنا نجهلُ الكثيرَ من الأمورِ، وتغيبُ عنّا أكثرُ الحقائقِ ، فنحتاجُ الى وقتٍ مناسبٍ للتفكيرِ في أيِّ موضوعٍ يرادُ فيهِ بيانُ موقفِنا، أو نتَّخذُ بإزائهِ قراراً معيّناً، ونصلُ الى قناعةٍ كاملةٍ بأنَّنا  اتّخذنا القرارَ الصائبَ والموقفَ المناسبَ الذي فيهِ مصلحتُنا ، ودونَ الإضرارِ بالآخرينَ  ...

ولكي تتخذَ قراراً غيرَ مُستعجَلٍ نقدّمُ لكَ ثلاثَ استراتيجياتٍ تساعدُكَ على أنْ لا تكونَ انفعالياً في مواقفِكَ وقراراتِكَ :

الأولى : قبلَ أنْ تقرِّرَ أو تتَّخِذَ موقفاً، اطرحْ على نفسِكَ السؤالَ الآتي :

هل أنا متأكّدٌ من صحّةِ معلوماتي اتجاهَ الشخصِ أو الموضوع؟ وهل أنَّ تفكيريّ سليمٌ في تفسيرِ ما حدثَ أو شاهدتُهُ من موقفٍ؟

ومن خلالِ هذهِ الاستراتيجيةِ ستتحقّقُ من صحّةِ المعلوماتِ التي تُشكِّلُ أرضيّةَ أيِّ قرارٍ ستتخذهُ، وستكتشفُ هل أنَّ تفكيرَكَ كانَ سليماً أثناءَ تحليلِكَ للأمورِ والأحداثِ لتشكِّلَ معطياتٍ واقعيةً وليستْ ظنِّيةً ووهميةً تستندُ عليها كحقائقَ في موقفِكَ !

الثانية : ما هيَ العواقبُ المحتمَلةُ من اتّخاذِ هكذا قرارٍ أو موقفٍ ؟

اذكرْ ثلاثةَ احتمالاتٍ إيجابيةٍ تتوقعُ أنَّها ستحصُلُ بسببِ قرارِكَ ، ثُمَّ فكّرْ بثلاثةِ احتمالاتٍ سَلبيةٍ قد تترتبُ على هذا القرارِ أو الموقفِ  ، اكتبْ ذلكَ على الورقِ ، وقُمْ بمقارنةٍ بينَ قيمةِ وحجمِ الإيجابياتِ والسَلبياتِ لتخرجَ بنتيجةٍ  تناسبُ أهدافَكَ ومصالحَكَ، وبهذا تكونُ قد تنبّأتَ وفقاً للمعطياتِ المتوفرةِ لديكَ بعواقبِ قرارِكَ، وحينئذٍ ستُجنبُكَ هذهِ الاستراتيجيةُ من أنْ تقعَ بالندمِ و المشاكلِ ، فإنَّ : "أعقلَ الناسِ أنظرُهُم في العواقبِ ، و مَن تورّطَ في الأمورِ بغيرِ نظرٍ في العواقبِ فقد تعرّضَ للنوائبِ" كما يقولُ الإمامُ عليٌّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.

الثالثة : لماذا اخترتَ هذا القرارَ دونَ غيرِهِ ؟

عليكَ أنْ تعطي مبرّراتٍ عقلائيةً أو شرعيةً لما قرَّرتَ ، ودفعَ بكَ الى القناعةِ بهذا الموقفِ دونَ سواهُ ، وهل فعلاً هوَ يناسبُ مصالحَكَ وأهدافَكَ ؟

بهذا تكونُ قد أمِنتَ مِن أنْ يكونَ  قرارُكَ ارتجالياً، أو نابعاً من حالةٍ انفعاليةٍ دفعتْ بكَ الى التهوّرِ واللامبالاةِ فتضرُّ نفسَكَ أو تكونُ سبباً في أذى الآخرينَ -لا سمحَ اللهُ- .