فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قالَ الإمامُ الصادقُ (عليهِ السّلامُ):

"يا شيعةَ آلِ محمّد! إنّهُ ليسَ مِنّا مَنْ لمْ يملِكْ نفسَهُ عندَ الغضبِ، ولمْ يُحِسنْ صُحبَةَ مَنْ صَحِبَهُ، ومُرافقةَ مَنْ رافَقَهُ، ومُصالَحَةَ مَنْ صالحَهُ، ومخالفةَ مَنْ خالَفَهُ".

يقومُ الدينُ عندَ أهلِ البيتِ (عليهِمُ السلام) على منظومةِ القِيَمِ والأخلاقِ التي عَبَّرَ عَنها سيدُنا رسولُ اللِه -صلى الله عليه وآله-بمكارمِ الأخلاقِ بقولهِ: " إنَّما بُعِثتُ مُتَمِّماً لمكارمِ الأخلاقِ".

فلا يكونُ للعباداتِ كالصلاةِ والصومِ والحجِّ وغيرِها مِن قيمةٍ تربويةٍ إلا بعدَ أنْ تتكئَ على حمَلِ النّفسِ على التّخلّقِ بالأخلاقِ الفاضلةِ والسجايا الكريمةِ والصفاتِ الجميلةِ والتعامُلِ الطيّبِ معَ الناسِ.

إنَّ الانتماءَ لآلِ مُحمّدٍ -عليهِمُ السّلام-يستنِدُ على ضوابطَ تُؤَسِّسُ للبُنى التحتيةِ لجوهرِ الشخصيةِ الصادقةِ للشيعيِّ الحقيقيِّ مِنَ الزائفِ المدّعي الذي يتبجَّحُ بحبِّ آلِ محمدٍ وهوَ مخالفٌ لمنهجِهم التربويِّ والسلوكيِّ، ويرتكِبُ القبائحَ والذنوبَ ويَنفِرُ مِنهُ الصالحونَ ويَذُمُّهُ كُلُّ مَن يُعاشِرُهُ ويخالِطُهُ.

في الخَبرِ أعلاه: خمسُ ضوابطَ أساسيةٌ تُحدِّدُ ملامحَ شخصيةِ الشيعيِّ النفسيةِ والسلوكيّةِ، وتُشخِّصُ دورَ الشيعيِّ في تعامُلِهِ معَ نفسهِ ومعَ الآخرينَ:

الأولى: السيطرةُ على النفسِ في ساعاتِ الغضبِ وضبطِها تحتَ سُلطانِ العقلِ والدينِ والأخلاقِ.

الثانية: المصاحبةُ الحَسَنةُ؛ التي لا يَظلِمُ ولا يَضرُّ في صُحبتِهِ كُلَّ مَن صَحِبَهُ، سواءٌ معَ أسرتِهِ أو صديقِهِ أو جارِهِ ...

الثالثة: المرافقةُ الكريمةُ لمن يرافِقُهُ في زمالةٍ دراسيةٍ أو سَفَرٍ أو شراكةِ عَملٍ في دائرةٍ أو مؤسَّسةٍ أو سوقٍ ...

الرابعة: المصالحةُ المحترمَةُ؛ أي احترامُ الاتفاقاتِ وما يَتِمُّ إبرامُهُ مِن عُقودٍ في عَمَلٍ أو مُناوَبةٍ ... وأيِّ عَملٍ مُشتركٍ تحتَ ضَوءِ الواجباتِ والشروطِ ...

الخامسة: حُسنُ المُخالَفةِ؛ أي الوقوفُ عندَ الحدودِ الأخلاقيةِ والشّرعيةِ في حَالِ التَّقاطُعِ والتَّصادُمِ في المصالحِ، فكما للمُصالحةِ عقودٌ واتّفاقٌ فللمُخالَفةِ آدابٌ وأحكامٌ وعاداتٌ ينبغي الالتزامُ بها وعدمُ الإضرارِ بالآخرينَ، كما يحدُثُ بينَ التُّجّارِ في السّوقِ مِن تنافُسٍ في العَملِ وكذلك في الدّراسةِ وغيرِهِما ...

وهذهِ الضوابطُ الأساسيّةُ هيَ الإطارُ المضيءُ الذي مَن يحمِلُ نفسَهُ وسلوكَهُ عليها يُعَدُّ مِن شيعةِ آلِ مُحمّدٍ-عليهِمُ السّلام-، ومَن لم يلتزمْ بهذهِ الضوابطَ وضربَ بها عرضَ الحائِطِ؛ فهوَ خارجَ ذلكَ الإطارِ!

وحينئذٍ هوَ ليسَ مِن شيعةِ آلِ محمّدٍ مَهما أظهرَ مِن دعوى المودَّةِ لهُم، والتزمَ بطقوسِ وشكليّاتِ الانتماءِ.