أوقفه أحدهم قائلا: مرحبا أيها الجميل، رحم الله والدك، لقد كان إنسانا محترما خلوقا، ترك أثره في قلوب الناس أجمع.
لقد كان "عباس" محل تعجب من ثناء ومدح الناس لأبيه، وكان أثر هذا الثناء والمدح كبيرا على قلبه، حتى أن عباسا كان يعزو سبب الارتياح الكبير والسعادة التي يشعر بها مع الناس الى أخلاق والده التي اكتسب منها السمعة الطيبة بين الناس.
كم عاش من الناس باسم آبائهم وساروا ببركة أخلاقهم وسمعتهم الطيبة بين الناس، فإن أخلاقك الطيبة اليوم هي أعظم ما تتركه من إرث لأولادك.
إن أثر الوالد على أولاده لا يظهر في تربيتهم فحسب، بل يظهر عليهم حتى في سلوكياته مع الناس؛ فإذا كانت تصرفات الأب وأخلاقياته حسنة طيبة كان أثرها كبيرا على أولاده.
إن رسالة الأبوة عظيمة جدا، فكن الأب الذي يفرح أولاده حتى بعد مماته، ويكون رسالة مؤثرة في هذه الحياة، فإنك ذاهب عن هذه الدنيا، فاترك الأثر الطيب فيها قبل مغادرتك، فهي سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون.