1

احتجاج هشام بن الحكم "رض" في الإمامة

أعظم الله تعالى لكم الأجر بشهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه نسأل الله تعالى أن يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة..

في نصّ هذه الرواية الشريفة يتضّح لنا كيف ربّى الإمام عليه السلام أصحابه حتى أنهم كانوا معروفين بنقاشهم وحججهم مع المخالفين ودون أن يراهم المخالف، خصوصا أنهم في زمن لا تتوفر فيه أبسط وسائل التواصل السريع ومع ذلك عُرفوا، نترككم مع نصّ الرواية الواردة في أمالي الصدوق واحتجاج الطبرسي وبحار المجلسي، ونصّها:

(كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة فيهم هشام ابن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام. قال: لبيك يا ابن رسول الله.

قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟

فقال هشام: إني أجلك وأستحيي منك فلا يعمل لساني بين يديك.

قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتك بشئ فافعله.

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو ابن عبيد وعليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فافترجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم أنا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة.

فقال: نعم.

قال فقلت له: ألك عين؟

قال: يا بني أي شيء هذا من السؤال، أرأيتك شيئا كيف تسأل؟

فقلت: هكذا مسألتي.

فقال: يا بني سل وإن كان مسألتك حمقا.

 قلت :أجبني فيها؟

قال لي: سل.

فقلت: ألك عين؟  فقال: نعم.

قلت: فما ترى بها؟  قال: الألوان والأشخاص.

قال: قلت فلك أنف؟ قال: نعم.

قال: قلت فما تصنع به؟ قال: أشم الرائحة.

قال: قلت فلك فم؟ قال: نعم.

قال: قلت فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم.

قال: قلت ألك قلب؟ قال: نعم.

قال: قلت فما تصنع به؟ قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قال: قلت: أليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟

قال: لا.

قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟

قال: يا بني، الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك.

قال: قلت وإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم.

قال: قلت فلابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.

قال: قلت: يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وتيقن لها ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لها إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟

قال: فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟

قال: قلت: لا .فقال: أجالسته؟ قال: قلت: لا.

قال: فمن أين أنت؟  قلت: من أهل الكوفة. فقال: أنت إذن هو.

قال: ثم ضمني إليه وأجلسني وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت.

فضحك أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا هشام من علمك هذا؟

قال: قلت يا ابن رسول الله جرى على لساني.

فقال: يا هشام والله هذا مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.)

 

علينا التعرّف على تراثنا أكثر وأكثر، فهو أغنى تراث معرفي فكري، كما علينا معرفة الأئمة وتربيتهم لأصحابهم ليكون لنا مشعلا نسير عليه في حياتنا.

25 شوال 1444هـ

 

معنى (العِلم المصبوب)

تنزيه الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) عن الوزر

تنزيه نبي الله يونس (عليه السلام) عن الظلم

رأي شيخ المحدّثين الصدوق (رضوان الله عليه) حول سهو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)

لماذا وقع التشابه في القرآن الكريم؟

لماذا تخصيص العشيرة بالدعوة؟!

الصلاة البتراء

حكم آل داود منسوخ فكيف يحكم المهدي به؟!

تنزيه نبي الله يعقوب (عليه السلام) عن الحزن المكروه

معنى: (إنّ الله خلق آدم على صورته)

ما المقصود من خزائن الله تعالى؟

المقصودُ من وداعِ شهرِ رمضانَ

الفهم الخاطئ للقضاء والقدر

ما المانع من وجود آلهة یتعاونون على تسییر شؤون الکون؟

ما الفرق بين كتاب علي ومصحف علي؟ وما الفرق بين مصحف علي ومصحف فاطمة؟

ليلة الجهني

1

المزيد
EN