ولادة وليّ الله في بيت الله

كتاب: الوصي، في إثبات الإمامة على ضوء العقل والنقل

تأليف العلّامة الشهير المجاهد المجتهد السيد علي نقي بن العالم السيّد أحمد بن مهدي بن أحمد الحسني الحيدريّ ت(1325 ــ 1401 هـ / 1907 ــ 1981 م) (رضوان الله عليه).

طالما كتب الإمامية حول قضية خلافة أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وهم يتبعون بقولهم نبيّ الإسلام العظيم في مواضع عديدة في أنّ عليّاً هو الخليفة من بعده حيث تجد ذلك في أحاديثه (صلى الله عليه وآله) وتجده في أحاديث الصحابة التي نقلوها، وقد أثبتها الأماميّة وبينوا بطلان مزاعم منكريها.

لقد حظي الكتاب بأهمّيّة كبيرة حتى أنّه تُرجم إلى لغات أخرى، وقد أقيمت حوله المحاضرات والندوات وحقّق وطبع مرّات عديدة.

استدلّ المؤلّف (رحمه الله) في كتابه بالأدلّة والبراهين العقليّة على أنّ النبيّ (صلّى الله أوصى من بعده وبخلاف ذلك يكون نقض لغرض الحكيم. واستدلّ على أن الوصيّ هو أمير المؤمنين (عليه السلام) والمعصومين (عليهم السلام) وبعد ذلك ساق البراهين النقليّة من العامّة والخاصّة وبسط الكلام فيها وألمع إلماعات مهمّة لمطالب متعدّدة.

وذكر البراهين النقلية كذلك ولم يقتصر على النقل من طرق الإمامية إنّما نقل من كتب جمهور المسلمين كذلك.

لا يستغني متفقّه عن هذا الكتاب الجليل وذلك لوجود هذا الكم من الأدلة العقلية على وصاية أمير المؤمنين سلام الله عليه والأدلة النقلية واعتماد المؤلّف(رحمه الله)على الأدلّة القاطعة والبراهين التي لا يعتريها شكّ ولا ريب.

وقد كتبه ألمؤلّف(رحمه الله) بلغة بليغة، وأسلوب يسير يتسنى معه مطالعة الكتاب من قبل مختلف الطبقات من المتفقّهين ومن غيرهم، وهو كتاب ليس بكبير الحجم إلّا أنّه عظيم الموضوع فهو في حدث عالميّ فريد وهو أدلّة خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأعظم شخصيّة عرفتها الدنيا وهو سيد الكائنات محمّد(صلّى الله عليه وآله).

من شعره: ما كتبه بحقّ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام): وهذه أبيات من قصيدته (خمسون منقبة لأمير المؤمنين عليه السلام) وتبلغ (70) بيتاً:

يــا عـلــيّــاً ســمـتْ بـه العـلياءُ
لـمـعـالٍ لـيـستْ لــــهنَّ انـتــهـاءُ

لكَ اســمٌ مــن اسـمِــه اللهُ قدماً
شـقّــه حـيـنَ لــــم تـكـنْ أســماءُ

كـنـتَ والـمـصـطـفى ضياءً ونوراً
تـعـبدانِ الإلــــهِ إذ لا ضــيــــاءُ

حـيـنَ لا الأرضُ يــومَ ذلـكَ أرضٌ
في فـضــــاءٍ ولا السماءُ ســماءُ

وللمولّفي(رحمه الله) آثار علمية وفقهية وأدبية عديدة منها:

1 ـ اُصول الاستنباط ــ في اُصول الفقه وتأريخه بأسلوب حديث وتحقيق بارع، وهو أهم كتبه، أعيد طبعه مرات عدة وترجم إلى الفارسية والأوردو ويدرّس في بعض الجامعات والحوزات العلمية، وقد قرظه المرجع الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) فقال: (فإني قد سرحت النظر في عدة موارد من كتاب أصول الاستنباط الذي ألفه العلم العلامة، عماد الإسلام، ومفخرة الفضلاء الكرام، جناب السيد علي نقي الحيدري (دام فضله وعلاه) فوجدته كتابا بديعا في بابه، سلسا في أسلوبه، جميل البيان، حسن الترتيب، قوي الحجة لم يوجزه إلى حد يخل بالمقصود ولم يفصله بما يوجب الملل للمطالع والقارئ....).
2 ـ الوصي، في إثبات الإمامة على ضوء العقل والنقل
3 ـ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ــ 1988
4 ـ أخطار المسكرات.
5 ـ الصوم في حكمه وأحكامه.
وهذه الكتب قد طبعت وله غيرها آثار لا تزال مخطوطة منها:
6 ـ الدوحة الحيدريّة في أنساب السادة العلويّة.
7 ـ الأمثال القرآنية.
8 ـ فوائد المطالعات ونوادر المسموعات.

توفي الحيدري في مسقط رأسه ودفن بمقبرة الأسرة في الصحن الكاظمي الشريف واُقيمت له مجالس الفاتحة في الكاظمية وبغداد والكويت وسوريا وإيران وممن رثاه وأرخ وفاته الشيخ باقر الايروانيّ بقوله:

الـنـعـيُ نـعـــيٌ شجيٌّ ولـلـنـعــــيِّ دويُّ
ناعي الأسى مُذ دهانا ذابَ الفؤادُ القويُّ
إنّــــا فـقـدنا مــنـــاراً بهِ يضيءُ الـنديُّ
العلمُ فـيـه الــمُـعزَّى فـقـيـــدُنا العبقريُّ
فـقـيـهُنا غابَ عــنّــا عميدُنــا الحيدريُّ
أرّخ ويا لــمـصـابي قضى الـنقيُّ عليُّ

كتاب

رياض السيّد عبدالأمير الفاضليّ

لمتابعة المنشورات
https://t.me/droossreiadh