عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام): " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال - وهو على منبره - والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم، بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه" الكافي/ ج٢.
هذه الخطبة الجليل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) من جوامع الكلم التي تبيّن أموراً مهمّة في الدعوة لحسن الظن بالله تعالى، في بيان معناه وذكر مصاديقه وما يخالفه ويمنع من تحقّقه، فلا يحرم من تأمّل في مضمونها وعمل بمقتضاها.
ومعنى حسن الظن هو ما روي عن عن سفيان ابن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك" الكافي/ ج٢.
وقد روى الشيخ المجلسيّ (رحمه الله تعالى وجزاه الله عنّا خير الجزاء) حديثاً قدسيّاً ننقله بتمامه وهو: وروي أن داود (عليه السلام) قال: "يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول: يا رب لم يكن هذا ظني بك فيقول: ما كان ظنك بي قال: كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، و تسكنني جنتك، فيقول الله عز وجل: يا ملائكتي وعزتي وجلالي وجودي و كرمي وارتفاعي في علوي ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط ولو ظن بي ساعة خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنة ثم قال العالم (عليه السلام): قال الله عز وجل: ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي فيما يظنونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن (بي) فليطمئنوا، فان رحمتي عتد ذلك تدركهم ومنتي تبلغهم، ورضواني ومغفرتي يلبسهم، فاني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك سميت وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران أن (يحبس) في الحبس رجلين من بني إسرائيل فحبسهما ثم أمره باطلاقهما، قال: فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة، فقال له: ما الذي بلغ بك ما أرى منك قال:
الخوف عن الله، ونظر إلى الاخر لم يتشعب منه شئ فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد وقد رأيت بلغ الامر بصاحبك وأنت لم تتغير فقال له الرجل:
إنه كان ظني بالله جميلا حسنا، فقال: يا رب قد سمعت مقالة عبديك فأيهما أفضل قال: صاحب الظن الحسن أفضل وأروي عن العالم أن الله الوحي إلى موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى قل لبني إسرائيل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء يجدني عنده" بحار الأنوار/ ٦٨.
وقد روى عن الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: "خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر، فقلت: ما على هذا أحزن، وإنه لكما تقول، قال: فعلى الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلى م خوفك قلت: الخوف من فتنة ابن الزبير قال: فضحك ثم قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط توكل على الله فلم يكفه قلت: لا، قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط خاف الله فلم ينجه قلت: لا، قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط سأل الله فلم يعطه قلت: لا، ثم نظرت إليه فإذا ليس قد أمي أحد" بحار الأنوار/ ج٦٨ عن الإرشاد للشيخ المفيد.
هذه الأحاديث التي ذكرناها هي بعض ما ورد في بيان ما يتعلّق بحسن الظن بالله تعالى ومن طلب الزيادة فعليه بمراجعة ما ذكرنا من مصادر يعثر على مراده ويبلغ مرامه إن شاء الله تعالى.







وائل الوائلي
منذ 21 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN