قال الله تعالى عن مشتقات الغوط "أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ" النساء 43 الْغَائِطِ: الْ اداة تعريف، غَائِطِ: اسم، الغائط: مكان قضاء الحاجة. و الغائط في الأصل: المطمئن من الأرض، لأن المرء يرتاد هذا المكان لقضاء حاجته، وإن كنتم في حال مرض لا تقدرون معه على استعمال الماء، أو حال سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو جامعتم النساء، فلم تجدوا ماء للطهارة فاقصدوا ترابًا طاهرًا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه. إن الله تعالى كان عفوًّا عنكم، غفورًا لكم، و "أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ" المائدة 6 فإن كنتم مرضى، أو على سفر في حال الصحة، أو قضى أحدكم حاجته، أو جامع زوجته فلم تجدوا ماء فاضربوا بأيديكم وجه الأرض، وامسحوا وجوهكم وأيديكم منه.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ" (النساء 43) إشارة إلى علل الاحتياج إلى التيمم و أسبابه، و معناه إذا أحدثتم حدثا أو جامعتم النساء "فَلَمْ تَجِدُوا ماءً" (النساء 43) أي لم تقدروا على تحصيل الماء أو استعماله "فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً" (النساء 43). و توضيح ذلك أنّ الغائط خلاف ما يفهم منه هذا اليوم يعني في أصل اللغة المنخفض من الأرض الذي كان يقصده الإنسان و سكان الصحارى و المسافرون في تلك العهود لقضاء الحاجة فيه ليسترهم عن أعين الناظرين، و على هذا يكون معنى هذه الجملة هو: إذا عاد أحدكم من المكان المنخفض من الأرض الذي هو في جملته كناية عن قضاء الحاجة. وعن قوله تعالى "فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" (التوبة 108) عن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال لأهل قبا: (ماذا تفعلون في طهركم، فإنّ اللّه تعالى قد أحسن عليكم الثناء) قالوا: نغسل أثر الغائط. و قد نقلت روايات أخرى بهذا المضمون عن الإمام الباقر و الصادق عليهما السّلام، لكن كما قلنا سابقا و أشرنا مرارا مثل هذه الرّوايات لا تدل على انحصار مفهوم الآية في هذا المصداق، بل و كما يشير ظاهر إطلاق الآية أنّ للطهارة هنا معنى واسعا يشمل كل أنواع التطهير، سواء التطهير الروحي من آثار الشرك و الذنوب، أو التطهير الجسمي من الأوساخ و النجاسات.
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: (و اللّه ما اوتي لقمان الحكمة لحسب و لا مال و لا بسط في جسم و لا جمال، و لكنّه كان رجلا قويّا في أمر اللّه، متورّعا في اللّه، ساكتا سكينا عميق النظر، طويل التفكّر، حديد البصر. و لم ينم نهارا قطّ أي أوّله و لم يتكئ في مجلس قطّ و هو عرف المتكبّرين و لم يتفل في مجلس قوم قطّ، و لم يعبث بشيء قطّ، و لم يره أحد من الناس على بول و لا غائط قطّ، و لا على اغتسال لشدّة تستّره و تحفّظه في أمره). جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: غوط غائط: مطمئن من الأرض، وكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا فكني عن الحدث بالغائط قال تعالى: "أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ" (النساء 43) (المائدة 7).







وائل الوائلي
منذ 16 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN