قال الله جل جلاله "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" (الاسراء 24) ورد ان "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ" (الاسراء 24) تعني التواضع لهما وعدم اظهار تفوقك عليهما عن واقع الرحمة وليس تصنعا "مِنَ الرَّحْمَةِ" والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة "وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" (الاسراء 24) وذلك جزاء التربية التي لا تكتمل الا بصرف المال ومتابعة الابناء منذ صغرهم.
قال الله تبارك وتعالى "رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا" (الاسراء 25) جاءت هذه الاية بعد الايتين السابقتين عن الاحسان والرحمة والدعاء الى الوالدين. فعندما يتعامل الابن مع والديه معاملة مخالفة لما ارادها رب العباد فعليه بالمغفرة "لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا" ليكون شخصا صالحا "إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ" (الاسراء 25).
واليوم الابناء لا يهاتفوا ابائهم او يزوروهم لان الابناء يدعون انهم مشغولون باعمالهم. اما في بلد الغربة فالابناء وصلت تصرفاتهم الى حد ان بفضل بقاء الحيوانات غير الطاهرة كالكلاب في البيت على بقاء الاباء لانها نجسة في اداء الصلوات والعبادة. وعلى الاباء التكلم مع الابناء منذ الطفولة حول الاسلام واخلاق النبي واهل البيت عليهم السلام. قال الإمام علي عليه السلام (وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته).
سأل سائل الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم" يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال السائل: ثم من قال: أمك، قال: ثم من: قال: أمك: قال: ثم من قال: أبوك. وبهذا الحديث يتبين اهمية صحبة الابن لابويه. ولكن نرى هذه الايام ابتعاد الابناء عن ابويهما اما بسبب الابناء او بسبب انشغال الابوين وعدم ترك فرصة للالتقاء بابنائهم.
ان للأب على ابنه حقا وكذلك فان للابن على أبيه حق حيث قال سبحانه تعالى "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" (العنكبوت 8)، و "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" (التحريم 6). قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (اوصیکم بالشبان خیراً فإنهم ارقّ افئدة فان اللّه بعثني بشیراً و نذیراً فحالفني الشبان و خالفني الشیوخ هم قرأ فکان علیهم الأمر فقست قلوبهم). ان الله تبارك وتعالى نفسه اوصى الاباء على الابناء وهو القائل "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ" (الاسراء 31). وجعل الله جل جلاله واجب طاعة الوالدين بعد طاعته "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى" (النساء 36).







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN