يفكر الانسان كثيراً في حجم المخالفات التي يقع فيها الشباب هذه الأيام بسبب زيادة التطور الحاصل في الحياة، وتجد أن هذه الرغبة تزداد مع الأيام، فترى الشاب راغبا في الغنى وهو كسول وراغبا في الوظيفة وهو بليد ... ومن خلال كلامه تجد آلاف الآمال والطموحات وعند الجد تراه واجما كئيبا يقدم رجلا ويؤخر أخرى كأنما نزل في مكان عميق.
والشاب يرغب في العبور للخطوط الحمراء دائما والتميز عن الآخرين بلا حدود كأنه يريد ان يرسم لوحة لم يرسمها أحد سواه.
وإذا اردت ان تقف على الأرض التي يقف عليها الشاب فستحتاج إلى قلب اسد فان الأماكن التي يرتادها غريبة وبعيدة عن التصور وإذا بحثت عن الحدود التي تقف عندها وانت واقف ستجد نفسك معلق في الهواء لا تنال ارضا ولا سماء.
وهذه الروح الوثابة للغرابة والتميز بين الناس ستجعل من المستحيل التعامل معها بالطرق العادية فالشاب يرغب برغبة جامحة ويرضى بشكل غير متوقع فلا رضاه متوقع ولا رغبته منضبطة، تراه صامتا ثم يصرخ وتراه غاضبا ثم يخبو منزوياً كأنه ماء نزل في ارض عطشى.
وعندما تريد ان تقنع شابا بالوقوف عند الحد فانت تخاطر بوقتك فالتوقف والصبر ليست من مفردات قاموس الشاب في هذا الزمن ومن يدخل عالما ليس فيه حدود فعليه ان يتوقع ردود الأفعال المختلفة.
وإذا رأى الانسان شابا متجاوزا للحد في ردود افعاله فلا يتوقع منه الرضوخ والانصياع للكلام فكل العبارات قد تفقد عبيرها وسموها إذا اصطدمت برغبة شاب راغب في العبور على كل القيم الاجتماعية.
ولا سبيل امام الكبير الناصح الا اتقان لغة هذا الجيل وتطلعاته لان فقدان اللغة المشتركة يجعل الكلام معه كالنفخ في فضاء مفتوح لتحريك الجسم البعيد.
ولا يمكن الطمع في إعادة الانسان الشاب إلى الطريق قبل تفهم السبب وراء رغبته في تجاوز الحدود ففهم الأسباب تجعل لغة الجميع واحدة لان اللغة هي التي تعبر عن الفهم ونقل الأفكار بين الناس.
جميل مانع البزوني







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN