باشرت مجزرةُ كربلاء لتحضير لحوم الدواجن بإنتاجها الفعليّ، وذلك بعد أن تمّ الانتهاء من جميع الأعمال الخاصّة بتطوير وتأهيل وتحديث خطوطها الإنتاجيّة وبُناها التحتيّة، التي تعطّلت وأوقفت عن العمل منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، ولتعيد الحياة في هذا المُنشأ الصناعيّ الوطنيّ الهامّ في المحافظة، وبما يُسهم في دعم الاقتصاد الوطنيّ والمنتَج المحلّي.
وقد شُغّلت المجزرةُ قبل هذا التشغيل تجريبيّاً وبعد ذلك انطلقت للتشغيل الفعليّ، تبعاً للطاقة الإنتاجيّة التي حُدّدت لها والقابلة للتطوير مستقبلاً والبالغة (5000) دجاجة في الساعة، وهذا ضعف ما كانت تُنتجه سابقاً.
المهندس محمد الأشيقر الأمينُ العام للعتبة العبّاسية المقدّسة أجرى جولةً برفقة وفدٍ ضمّ عدداً من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها، وذلك لأجل الاطّلاع على المنتَج وآليّة العمل في هذه المجزرة، حيث بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "إنّ من ضمن رؤى وأهداف العتبة العبّاسية المقدّسة مساندة كلّ ما يصبّ في دعم المنتج الوطنيّ وموارده المحلّية، وما هذه المجزرة إلّا واحدةٌ من بين مشاريع عديدة، حيث شرعت ملاكاتُنا بإعادة تأهيل هذه المجزرة التي أُنِشئت مطلع ثمانينيّات القرن الماضي وتوقّفت بعد 2003، ونالها من الإهمال وعدم الاهتمام الكثير حيث تعطّلت خطوطُها الإنتاجيّة وتهالكت واندثر أغلبها، واليوم بحمد الله تعالى قد أُعيدت للعمل بطاقةٍ إنتاجيّة ضعف ما كانت عليه في السابق، وبما يدعم المنتَج الوطنيّ وتربية الدواجن داخل البلد، ممّا سيسهم في تنشيط حلقاتٍ أُخَر كتشغيل اليد العاملة، وتحفيز أصحاب الدواجن على مضاعفة إنتاجهم وأصحاب مزارع الأعلاف، والتي تصبّ جميعها في رفد ودعم المنتَج المحلّي".
من جهته بيّن المديرُ المفوّض لشركة اللواء العالميّة المهندس عادل مالك المعمار، وهي الشركة التي تكفّلت بإعادة التأهيل والإشراف على الإنتاج، إذ قال: "استمرّ العمل بالمشروع عاماً ونصف العام تقريباً، وشمل إجراء تأهيل خطوط الإنتاج للمجزرة وإعادة تطويرها وتحديثها وجعلها تستوعب ما يفد إليها من الدجاج وبأحدث الطرق والتقنيّات الصديقة للبيئة، كذلك شملت الأعمال بناء بُنىً تحتيّة متكاملة للمجزرة كمحطّات تصفية المياه والتخزين ومنظومات الكهرباء والصرف الصحّي ومنظومات الكاميرات والإنذار والحريق وغيرها، وجميع ذلك أسهم في جعل هذه المجزرة مؤهّلةً للعمل بخطوطٍ إنتاجيّة حديثة ومتطوّرة تتلاءم والطاقة الإنتاجيّة لها البالغة (5000) دجاجة في الساعة".
أمّا عن طريقة الذبح فقد أكّد الشيخ صلاح الخفاجي رئيسُ قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة: "أنّ الذبح يتمّ وفقاً للشريعة الإسلاميّة وتحت إشراف ملاكات مركز الكفيل الإسلاميّ التابع لقسمنا، الذي يمتلك خبرةً في هذا المجال أكثر من عشر سنوات، وأصبح لدينا كادر متخصّص وخبير شرعيّ وفنّي وصحّي".
يُذكر أنّ شركة نور الكفيل التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، قد وقّعت عقداً مع شركة كربلاء لتحضير اللحوم والدواجن، من أجل تأهيل وتشغيل مجزرة كربلاء الواقعة على طريق (كربلاء المقدّسة - بابل) منطقة الإبراهيميّة، لإنتاج وتصنيع لحوم الدواجن وجاءت هذه الخطوة من أجل النهوض بالقطّاع الاقتصاديّ للبلد ورفد السوق العراقيّة بلحوم الدواجن.